موسم فتاوى السلفيين: «بابا نويل» حرام.. وكفارة على «الإفتاء»

الخميس، 22 ديسمبر 2016 05:16 م
موسم فتاوى السلفيين: «بابا نويل» حرام.. وكفارة على «الإفتاء»
محمد الشرقاوي


لم ينتظر أصحاب اللحى ومن يسمون أنفسهم «سلفيين» حتى ينتهى العام الجاري في الأيام القليلة المقبلة، حتى أعلنوا عن فتاواهم بحرمة أعياد الميلاد وتهنئة المسيحيين بميلاد نبي الله عيسى بن مريم.

الأمر لم يقتصر على تحريم التهنئة وفقط، بل وصل إلى تحريم مظاهر العيد وملابسه المعهودة لدى الناس «بابا نويل»، وحتى لعب الأطفال، معتبرين ذلك مجاهرة بالكفر حسب زعمهم. مستندين في ذلك لنص تراثي على لسان «بن القيم الجوزية»، تضمنه كتاب له «أحكام أهل الذمة 1161 فصل في تهنئة أهل الذمة» قال فيه: «وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه».

وهو ما استندت إليه «الدعوة السلفية» هذا العام، على الرغم من تقديمها التعازي للمسيحيين في حادث الكنيسة البطرسية الأخير، والذي أودى بحياة 27 شهيدًا و41 مصابا. يقول سامح عبد الحميد، القيادي بالدعوة السلفية: «لا يجوز ارتداء ملابس بابا نويل أو شراء دُميته وألعابه في الكريسماس، ويجوز تهنئة النصارى بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، والكريسماس من جملة شعائرهم الدينية، ولا ريب أن ذلك حرام ومنكر عظيم».

وأضاف القيادي السلفي: «يحرُم الاشتراك في الكريسماس بأي شكل، فلا يجوز تقديم الهدايا، أو شراء دُمية بابا نويل (سانت كلوز)، أو شجرة عيد الميلاد وإظهار الفرح والسرور من خلال الألعاب النارية أو الخروج للمنتزهات في ذلك اليوم، أوتزيين المنازل وإنارتها بالألوان، أوشراء الحلوى للأطفال، أو اصطحابهم لمحلات الألعاب إلى غير ذلك من الصور».

من وجهة نظر التيار السلفي، فإن دار الإفتاء المصرية قد وقعت في الحرام وعليها كفارة، فالدكتور شوقي علام، قال: «إن تهنئة الأخوة المسيحيين بمناسبة ذكرى يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام، عمل محمود يحث عليه الإسلام، وأن تبادل التهانى بين أبناء الوطن الواحد فى المناسبات الدينية خاصة، من شأنه تقوية روح المودة والتآلف والترابط».

وتابع «علام» في فتواه: «أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن المودة موجودة في الأصل بيننا وبين إخواننا المسيحيين فيقول تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)».

ودعا مفتى الجمهورية المصريين جميعًا إلى الارتقاء بتلك المشاعر الطيبة فيما بينهم إلى طاقة إيجابية موحدة وفعالة من أجل النهوض بمصرنا والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة، مضيفًا: «الرسالات السماوية جميعها أرست لنا قيمًا وقواعد راقية فى التعاملات بين البشر بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية، حتى نقتدي بها ويحل السلام والتعايش والحب مجتمعاتنا».

جدير بالذكر أن السلفيين يستهدفون أعياد الكريسماس كل عام بوابل من الفتاوى التي تحرم الاحتفال بهذا العيد، بل وتمنع أيضًا على المسلمين مجرد تهنئة الأقباط بهذا العيد من باب الوطنية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة