المتحدث باسم «قوات النخبة» السورية: نعتمد على مصر في حل الأزمة السورية (حوار)

الثلاثاء، 03 يناير 2017 03:13 م
المتحدث باسم «قوات النخبة» السورية: نعتمد على مصر في حل الأزمة السورية (حوار)
قوات النخبة السورية
محمود علي

شهدت الأزمة السورية منذ بدايتها في مارس عام 2011، تطورًا كبيرًا في الأونة الأخيرة، ونتيجة التباين الشديد في مواقف القوى الدولية والإقليمية بشأنها، لم يبق مستوى من مستويات العنف إلا وطبّق عليها، حيث طرأت تغيرات على الأرض في سوريا عسكريًا.

المتحدث الرسمي باسم قوات «النخبة السورية»، محمد خالد شاكر، كشف في حواره مع بوابة «صوت الأمة»، تفاصيل الصراع الدولي على الأرض السورية، والدول التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب دماء السوريين، مؤكدًا أن مصر لم تتورط في الدم السوري، ولا يمكن أن تكون طرفًا في حرب أهلية بين السوريين، وأن تصويت مصر على القرارين الروسي والفرنسي، أكبر دليل على ذلك. وإلى نص الحوار: -

كيف تُشخص ما حدث في سوريا، ثورة أم حرب أهلية أم مؤامرة خارجية؟
ما مرت به الأزمة هى حرب أهلية ومؤامرة وصراع إقليمي ودولي، صراع واضح على النفوذ والمصالح خارج الحدود السورية، قبل أن يُصبح بداخلها الآن، أما في بداياتها فأنت لا تستطيع أن تُمنهج أولئك الذين خرجوا بسلميتهم، أو تُشخص ما قاموا به بطريقة «علمية – أكاديمية»، أو تُصادر قناعاتهم بأنها ثورة، ومن ثم أرى ما يجري الآن مُجرد صراع بين احتلالات على الأرض السورية، أدواتها جماعات إرهابية.

كيف ترى ما يحدث بين القوى الإقليمية في المشهد السوري لاسيما بين طهران وأنقرة؟
ما يجري من طائفية داخل الوطن السوري هو مجرد حالة طارئة، وصناعة إقليمية عملت عليها إيران لإدخال جميع الأطراف السورية في دوامة الفوضى، ما وجدت فيه دول إقليمية أخرى وفي مُقدمتها تركيا، فرصة لإستغلال العامل الطائفي لصالحها.

والآن كيف ترى الانتصارات التي قام بها الجيش السوري مؤخرًا بمساعدة الروس؟
الصراع الإقليمي على سوريا تحول إلى تحالف إقليمي وأصبح لا يمكننا معرفة حسابات الربح والخسارة، والبعض الذي يرى أن هناك انتصار لحلب بعد الأحداث الأخيرة، يعطي بذلك مساحة للنظام الروسي للقيام بعملياتها في المستقبل، حيث أصبحت تتدخل بحجة التنظيمات الإرهابية.

هل من الصعب أن تخرج سوريا من نفقها إذ ما اتفقت روسيا وأمريكا وإيران وتركيا؟
اللعبة دون شك بيد اللاعبين الدوليين مع انفلاتات هنا وهناك من دول إقليمية، قد لا تشكل ثقلًا بالحل، لكنها يمكن أن تخلق جدلًا يؤخر العملية السياسية، بغية تحقيق مصالح ذاتية لها، دون أي اكثراث بمصير السوريين وتطلعاتهم.
أما في مسألة ربط خروج سوريا من نفقها بالإتفاق بين روسيا وأمريكا، وإيران والسعودية وتركيا، فبالتأكيد سيكون هناك توافقات وليس بالضروري اتفاقات، فطبقًا للقاموس السياسي قد تتولد صيغ جديدة، تعيد هيكلية المُعارضة السورية، كما تعمل على تدجين النظام.

هل انتصرت روسيا على أمريكا في هذا الصراع الدولي؟
من الصعب القول بأن هناك أيديولوجيا انتصرت على حساب أخرى، لأن المُنتصر في هذه الحالة سيُعيد ترتيب موازين القوى دون غيره في الشرق الأوسط، وهو ما يخل ببنية النظام الدولي، الذي أصبح لا يولي أهمية للصراعات الإيديولوجية، بقدر ما يُريد الحفاظ على حالة من التوازن في العلاقات الدولية.

وماذا تريد تركيا الآن في سوريا، في ظل بعض التغُيرات التي طرأت على الدبلوماسية التركية ؟
منذ تأسيس «المجلس الوطني» بداية الأزمة السورية كانت «حكومة العدالة والتنمية» تدعم قوى سياسية تُسميها بالاسم وأقصد «الإخوان»، أي أنها لا ترى في الأزمة إلا مسألة صراع على السُلطة، تريد من خلاله وصول حزب يتبع «العدالة والتنمية»، وهذا ينأى عن أول شعار رفعه السوريون، وهو «الشعب السوري واحد»، كما ينأى عن تطلعات السوريين في دولة مدنية تعددية تؤمن بفكرة الوطن الواحد الذي يتشارك فيه جميع أبناءه، ومع كل هذا وذاك لم يسمع السوريون من «أردوغان» سوى «الجعجعة»؛ بل على العكس من ذلك، فقد انعكست على العلن غاياته من خلال الاستثمار بالأزمة السورية، ولعل التنازلات التي أعلنها في محادثاته مع إيران وروسيا، لم يتجرأ عليها حتى تابعيه، فقد أعلن وزير الخارجية التركي في وقت سابق؛ رغبة تركيا بقبول «الأسد» في مرحلة انتقالية، في الوقت الذي كان يُطالب فيه المفاوضين في «جنيف 3» برحيله.

كيف ترى الدور المصري في سوريا؟
قلنا مرارًا أن مصر لم تتورط في الدم السوري، ولا يمكن أن تكون طرفًا في حرب أهلية بين السوريين، فقدر الشعبين ظلّ واحدًا على مر العصور، ومن هنا قوة الموقف المصري القادم كمُعادل موضوعي لجميع التجاذبات في الصراع السوري بموضوعية.. مصر مع خيارات الشعب السوري ولا يمكن إلا أن تكون كذلك، لذلك ظلت تحاول التوفيق بين أبناء البلد الواحد، ولم تأخذ قرارات مُتشنجة من الطرفين، لإيمانها العميق بأن بالعملية السياسية التي سيجلس من أجلها السوريون نظامًا ومعارضة، انطلاقًا من وحدة الدم السوري والمصري، ومن قرارات وبيانات المجتمع الدولي التي تضمنت ماهية العملية السياسية، ولعل تصويت مصر على القرارين الروسي والفرنسي، هو الدليل القوي على ذلك؛ فالقرارين تضمنا وقف الأعمال العدائية، وإدخال المساعدات، كحاجة يريدها الشعب السوري، ما يعني أن دور مصر أكبر من أن يكون حالة مصلحية لتحقيق مكاسب هنا وهناك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق