«صوت الأمة» تدق ناقوس الخطر.. تقليص مساحات الأرز يهدد بأزمة.. وكيل «زراعة النواب»: يستهلك كميات كبيرة من المياه.. زيادة السكان تنسف كل الحلول.. ومتحدث الوزارة: نستهدف إنتاج بذور جديدة شحيحة الري

الثلاثاء، 17 يناير 2017 08:12 م
«صوت الأمة» تدق ناقوس الخطر.. تقليص مساحات الأرز يهدد بأزمة.. وكيل «زراعة النواب»: يستهلك كميات كبيرة من المياه.. زيادة السكان تنسف كل الحلول.. ومتحدث الوزارة: نستهدف إنتاج بذور جديدة شحيحة الري
تقليص مساحات الأرز
فاتن صبحي

ترددت خلال الفترة الأخيرة تصريحات بشأن تقليل المساحات المزروعة بالأرز في الموسم المقبل، وعللها البعض بأنها نتيجة لاستهلاكه كميات كبيرة من المياه في الري، التي يصل حجم احتياج الفدان الواحد من المياه إلى 8 آلاف متر مكعب، ما يجبر الحكومة على استيراده من الخارج لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير كميات المياه المستهلكة، في حين وضعت وزارة الزراعة حلا بديلا يتمثل في إنتاج أنماط جديدة من البذور شحيحة الري، فيما ترى لجنة الزراعة بمجلس النواب أن الارتفاع في الزيادة السكانية ينسف كل المحاولات.

«المساحة المقررة لزراعة الأرز هذا العام انخفضت عن العام الماضي بنحو 230 ألف فدان بحسب ما أعلنته وزارة الزراعة، و730 ألف فدان بحسب إعلان وزارة الري بنفس العام»، بهذه الكلمات، بدأ النائب عبد الحميد الدمرداش، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، ورئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، حديثه لبوابة «صوت الأمة»، مضيفا أنه تقرر زراعة مساحة تقدر بنحو مليون و70 ألف فدان خلال الموسم المقبل، بينما أعلنت وزارة الزراعة أن المساحة التي زرعت أرز في العام الماضي بلغت مليون و300 ألف فدان، في حين أعلنت وزارة الري وقتها أن مساحة زراعة الأرز بلغت مليون و800 ألف فدان.

وأكد «الدمرداش» أن هذه المساحات في كل الأحوال لا تكفي للاستهلاك السنوي ونحتاج للاستيراد لتغطية العجز، ولا نستطيع أن نزرع الكميات التي تغطي الاحتياجات، مطالبا بالابتعاد عن شعارات الاكتفاء الذاتي لكونها غير مجدية، خاصة أن الأرز على وجه الخصوص يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه في الري يمكننا أن نوفرها لزراعة محاصيل استراتيجية أخرى مثل القطن والقمح مثلا.

وتابع: «توفير الاستهلاك المائي المستخدم في ري المحاصيل خطوة مهمة، ومن الممكن أن نستورد الأرز أو أي سلعة أخرى لكن لا نستطيع استيراد المياه، خاصة أن الفدان الواحد يستهلك ما بين 7 إلى 8 آلاف متر مكعب من الماء في ري الأرز، أي أن المليون فدان يحتاج من 7 إلى 8 مليارات متر مكعب وهو رقم مرعب في ظل محاولات تخفيض الاستهلاك من المياه».

وأضاف «الدمرداش»: «نسبة استهلاك الفرد من الأرز تبلغ 42 كيلو في العام، وإذا اعتبرنا أن عدد المستهلكين يبلغ 85 مليونا بعد خصم أعداد المهاجرين والعاملين خارج الدولة والأطفال يكون الناتج الكلي للاستهلاك الفعلي 3 مليارات و600 مليون كيلو، وعمليًا بحسب استهلاك زراعته من المياه لا يمكن أن ننتج هذا الكم لذلك كان الخيار الوحيد هو الاستيراد، ونحن عادة ما نعتمد على السوق الهندي في الاستيراد لأن منتجه من الأرز يتشابه مع المنتج المصري الذي اعتاده المستهلك المصري بنسبة اختلاف بسيطة»، مطالبا بتغيير الثقافة الغذائية للمواطنين والبدء في استهلاك أنواع مختلفة عن التي اعتادوها.

وأشار وكيل لجنة الزراعة إلى أن هناك حل بديل عن الاستيراد، بإنتاج مراكز البحوث الزراعية أصناف جديدة من الأرز لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وهو ما أعلنته وزارة الزراعة مؤخرًا، بأنها بدأت بالفعل في تنفيذ هذه الفكرة وتسعى الآن للتوسع في هذا الإنتاج من البذور شحيحة الاستهلاك المائي في الري ولها إنتاجية عالية للفدان عن الأرز العادي الذي نزرعه حاليًا، مضيفًا أن هذه الأصناف تستهلك ما بين 3 إلى 4 آلاف متر مكعب من المياه بدلا من مثيلتها التي تستهلك 7 آلاف متر مكعب، وسينتج الفدان ما بين 4 إلى 5 أطنان، وفقا لما أعلنته وزارة الزراعة.

وأوضح «الدمرداش»، أن الوزارة أكدت للجنة وضع خطة لمضاعفة الإنتاج بهذه الأنماط المستحدثة من البذور خلال الأعوام المقبلة حتى نقترب من الاكتفاء الذاتي بعد 10 سنوات، بينما ذكر جهاز التعبئة العامة والإحصاء، أن معدل النمو السكاني يبلغ 2.5% أي أن التعداد السكاني يزيد 20 مليون كل 10 أعوام، وهو ما ينسف كل محاولات إيجاد الحلول ولا طريق أمامنا سوي بتخفيض معدلات النمو.

من جانبه، أكد الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الزراعة، أن المساحة الفعلية لزراعة الأرز تجاوزت المقررة فعليا بسبب تعديات المزارعين، لافتا إلى أن المساحة المقرر زراعتها هذا العام تبلغ مليون و70 ألف فدان، ما ينفي كل ما نشر بشأن تقليص مساحة الزراعة.

وأضاف لبوابة «صوت الأمة»، أن الوزراة بدأت بالفعل في استحداث أنماط جديدة من البذور شحيحة الري وتتميز بإنتاجيتها العالية وننفق كل جهدنا الآن في الإكثار من هذه البذور لتزيد من طاقتها الإنتاجية لهذا الموسم والأعوام المقبلة، مؤكدًا أن هذه النوعية من البذور لا تحتاج إلى المساحات الكبيرة للزراعة كما هو معروف لأن إنتاجها يضاعف إنتاج البذور العادية المتعارف عليها، ما يوفر أيضا في مساحات الأرض التي يمكن استغلالها في محاصيل أخرى، أي أن الفائدة مزدوجة.

وأشار المتحدث باسم وزارة الزراعة، إلى أن مشكلة نقص الأرز ستحل هذا العام ولن يكون لها وجود، نظرا لاستخدام هذه الأنماط في زراعة الأرز الموسم المقبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق