بعد استهدافه.. لماذا كمين «النقب» الحدودي؟ (تقرير)

الثلاثاء، 17 يناير 2017 12:16 م
بعد استهدافه.. لماذا كمين «النقب» الحدودي؟ (تقرير)
محمد الشرقاوي

أسفر الحادث الإرهابي على كمين «النقب» الحدودي بمحافظة الوادي الجديد، عن استشهاد 12 من رجال الشرطة في عملية نفذها مجهولون، ولم تعلن أي جهة مسئوليتها بعد عن الحادث.

 

يأتي استهداف الكمين الأمني، للمرة الثانية في أقل من عام، حيث تم استهدافه للمرة الأولى في مارس الماضي، بعدما أطلقت مجموعة إرهابية وابلًا من الأعيرة النارية على الكمين، وقامت القوات المكلفة بتأمين الكمين بمبادلتهم النيران.

 

وأثار الحادث الإرهابي علامات استفهام عدة، منها حول موقعه الحدودي القريب من الحدود الليبية، في الوقت الذي يشهد فيه الجنوب الليبي تحركات كبيرة لعناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، الفارين من وقع ضربات الجيش الليبي في الشمال، حيث تُمني العناصر الفارة من الشمال نفسها بفتح بؤر إرهابية جديدة، على الحدود المتاخمة للدولة المصرية.


يقول الدكتور صبرة القاسمي، منسق الجبهة الوسطية لمواجهة التكفير، لـ«صوت الأمة»، إن عملية «كمين النقب» تمت على مستوى عالي من التخطيط والتدريب والتمويل.


التنظيم وجه أنظاره إلى الجنوب الليبي بعد تكبده خسائر فادحة بطول الخط الساحلي الليبي، وأكد تلك الفرضية «القاسمي» الخبير في شئون الإسلام السياسي، أن هناك محاكاة للتجربة الداعشية و استنساخ عملياتها في مصر عن طريق فتح أكثر من جبهة في أماكن متباعدة، وأن محاولات التنظيم لذلك ليست جديدة.

 

الهجوم الأخير على «كمين النقب» الحدودي فتح الباب حول  تجدد محاولات التنظيم، يتابع «القاسمي»، أن الإستراتيجية التي نفذتها العناصر الإرهابية بعيدة عن اللجان النوعية للإخوان، فعقيدة المهاجم تختلف عن عقيدة اللجان النوعية للإخوان.

 

وتعد هذه العملية الأولى من نوعها التي يلجأ فيها الإرهابيون إلى تنفيذ عمليات على أكمنة حدودية داخل العمق العمراني، حيث إن معظم العمليات كانت تتركز علي الحدود الغربية مع الجماهيرية الليبية ويتصدى لها رجال حرس الحدود، ورجح «القاسمي» تلقي المهاجمين دعمًا مباشرًا ولوجستيًا عبر الحدود الليبية، في حال تأكدت معلومة أنهم ليسوا مصريين.

 

الهجوم هو الأول من نوعه علي قوات الأمن بالوادي الجديد، حيث إن الهجمات التي شهدتها المحافظة الفترة الماضية كلها كانت علي الأكمنة الخاصة بقوات حرس الحدود وبالتحديد في منطقة الفرافرة وفي الدروب الصحراوية والمناطق الصحراوية والمتاخمة للحدود الغربية.

 

يضيف «القاسمي»، أن إستراتيجية «داعش» أصبحت شبه معلنة، والتنظيم ينسحب تكتيكيًا من أماكن معينة لصالح التمدد في أماكن أخرى ثم يعود بعد ترك بصمة له، ومحاولات تمدده في الجنوب الليبي ليست جديدة، فالتنظيم يحاول تأمين خط سير مقاتليه.


وعن محاولات التنظيم لفتح ثغرات حدودية، يشير «القاسمي»: هناك نقاط حدودية مفتوحة بالفعل، لأن حدودنا كبيرة مع ليبيا، فأكبر دول العالم لم تستطع تأمين الاختراقات الحدودية، لكنى أعتقد أن عملية «النقب» محاولة للتمويه على حدث أكبر، وجذب الانتباه لثغرة وهمية وتمرير أخر من جبهة أخرى، في محاولة لتشتيت جهود الدولة المصرية.

 

ولفت إلى أن الأوضاع في سيناء كانت في طريقها للحسم من قبل الجيش المصري، بعدما انخفضت معدلات العمليات الإرهابية بشكل كبير، إلا أن تسلل بعض العناصر الإرهابية المدربة بشكل جيد، سواء في سوريا أو ليبيا أوالعراق، ساهم في وجود عمليات كبيرة على مدار الأسبوعين الماضيين.


التنظيم ووفقًا لمراكز الأبحاث المتخصصة، أعد خارطة جديدة لفتح جبهات قتال أخرى في مناطق الانتشار القريبة والمتداخلة مع بؤر تواجده السابقة، وأشارت المراكز البحثية أن عناصر التنظيم ستنتشر في الساحات المشار إليها لن تكون مجرد خلايا نائمة، بل ستكون عناصر مقاتلة تفتح جبهات قتال جديدة، مثل العناصر التي تم تهجيرها إلى ليبيا في السنوات الأخيرة.


يكمل منسق الجبهة الوسطية، أن الدولة المصرية تعي جيدا محاولات داعش للتوسع أفقيا، بعد هزيمته في مناطق عدة، وبالتالي فإن نشاطه في سيناء خلال الفترة الحالية مرتبط بتغير استراتيجيته دوليا، بحيث يعتمد على عناصر مدربة لتنفيذ عمليات إرهابية قوية في مناطق متفرقة، وهو ما ظهر من خلال تزامن العمليات في أكثر من دولة على مستوى العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة