راية الإفتاء تهزم «السلفية الجهادية» (تقرير)

الثلاثاء، 17 يناير 2017 07:04 م
راية الإفتاء تهزم «السلفية الجهادية» (تقرير)
تنظيم «داعش»
حسن الخطيب

منذ ظهور مُرتزقة تنظيم «داعش» بلحاهم الطويلة، وأفكار السلفية الجهادية، على الساحة الدولية، ودار الإفتاء أعلنت الحرب على فتاويهم التكفيرية، وأفكارهم المُتشددة، وكرست الدار جهودها بمُختلف الطرق الفكرية والعلمية، من أجل دحض افتراءاتهم ومزاعمهم، وصد نشر أفكارهم وفتاويهم، التي خالفت تعاليم الإسلام، وأنشأت الدار مرصدها الذي يَصدر بلغات مُتعددة، لمواجهة فتاويهم التي يَصدرها بلغات العالم المُختلفة، لمواجهته ومحاولة صد الهجوم الفكري الداعشي عن الجاليات الإسلامية في دول العالم، وتصحيح الصورة التي رسمها الدواعش عن الإسلام.

- ظهور التنظيم
كانت النواة الأولى لحرب دار الإفتاء على «داعش»، عندما ظهر التنظيم في عام 2014، تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الذي عُرف اختصارُا بـ«داعش»، مُعلنًا اتباعه الأفكار «السلفية الجهادية»، بزعم إعادة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، تحت قيادة زعيمها «أبو بكر البغدادي»، وقد انتهج «الدواعش» منذ ظهورهم تكفير من يُخالف آرائهم وفتاويهم الشاذة، واصفًا إياهم بالردة والشرك والنفاق، مستحلًا دماءهم، وقام في بداية ظهوره بـ 5 عمليات تفجير انتحارية لمساجد تابعة للشيعة أثناء أدائهم للصلاة، بالإضافة لقتل عشرات السائحين في أحد المُنتجعات التونسية، وتفجير أحد أسواق «ديالي» العراقية، تسبب في مُقتل ما يزيد عن 190 شخص، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن 170 آخرين، مما كان له أثر كبير في تشويه صورة الإسلام، والجاليات الإسلامية في دول العالم.

- مواجهة الأفكار المُتشددة
وردًا منها على ظهور التنظيم، قامت دار الإفتاء باستحداث إدارة تعني بالرصد الإلكتروني والإعلامي لفتاوى وأفكار التنظيم بلُغات مُختلفة، يقوم على رصد وتحليل محتوى الفتوى ثم دحضها والرد عليها، ثم تصحيحها، كما يقوم المرصد بمواجهة تلك الظاهرة وآثارها، وتقديم أنماط التشدُد والمُتشددين، ودليل التعامل مع الأفكار والأفراد المُنتمين والمُتبنيين له.

وكانت أول فتوى قامت دار الإفتاء بالرد عليها، أصدرها زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، أفتى خلالها بعودة الخلافة الإسلامية، وإعلان الولاء وتكفير وقتال واستباحة دماء الشيعة، وردت دار الإفتاء عليها مُعللة في ردها، بأن الإسلام أعلىَ من قيم المَدنية، وحث على الدولة المدنية، فيما جابهت الدار فتوى «داعش» بتكفير الشيعة، واستباحة دمائهم، بأنها لا تمت للإسلام بصلة.


- فتاوى باطلة
الذروة الكبرى لحرب دار الإفتاء على فتاوى «داعش»، كانت الفتوى التي أشاعها التنظيم بعدما أحرق الطيار الأردني «الكساسبة» حيًا، مُعلًلا فعلته بأن الصحابي الجليل «أبو بكر الصديق»، قد أحرق «الفجاءة السلمي» حيًا، إبان حروب الردة في عهد الخليفة «أبو بكر الصديق»، وأكدت دار الإفتاء على أنها فتوى باطلة وأن الرواية التي استند إليها «داعش» غير صحيحة مطلقًا، وإنما هى من الإسرائيليات التي دخلت على التراث الإسلامي، مؤكدًة بأنه لا يوجد في التاريخ الإسلامي كله حالة إحراق للأسير أو قتله.

كما واجهت الدار، الفتوى التي أثارت أزمة باستباحة «داعش» نقل أعضاء بشرية من أسرَاهم لمن شاء، وأوضحت أن الحُكم الشرعي في مسألة أخذ أعضاء الأسير غير جائزة، سواء في ذلك إذا كان أخذ العضو يُعرضه للموت أم لا، أو يُسبب له ألمًا أم لا.

- التوجه الإعلامي
التوجه الإعلامي لم يَغيب عن «داعش»، حيث أنشأ التنظيم مجلة مُتخصصة في تقنيات الحرب، عن طريق كتيبة «دابق» الإلكترونية ليكون «داعش» أول التنظيمات التي تقوم بإصدار مجلة مُتخصصة، ويُعرض خلال المجلة مُصطلح «الجهاد الإلكتروني»، مُستعرضًا فيها قُدرات تقنية عالية في تنفيذ هجماتهم، وكذلك الهروب من أرض المعركة، وتجنيد عناصره عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وأُطلق عليها مجلة «kybernetik»، فيما قامت دار الافتاء بتدشين مجلة مُشابهة لدحض افتراءاتهم ومزاعمهم، تحت اسم «Insight»، للرد على مجلة «دابق» التي يُصدرها التنظيم.

- مرصد «الإسلاموفوبيا»
قال الدكتور إبراهيم نجم، المُستشار الإعلامي لمُفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء نجحت في صمودها أمام السيل الجارف لأفكار «داعش»، والوقوف أمام الفتاوى المُتشددة للتنظيم، والبعيدة عن الإسلام، مؤكدًا أن الدار وقفت في مواجهة تلك الأفكار وردت عليها بشكل كامل، وتم إنشاء مرصد «الإسلاموفوبيا» لمُجابهة التنظيم وأفكاره بلغاته التي يُصدرها، حيث يمتلك «داعش» قُدرات ومُقومات عالية تُمكنه من التواصل مع الناس بمختلف أنحاء العالم، وقد بادرت الدار بمواجهة تلك الأعمال وواجهتها بشكل مُتكامل.

- استهداف الجاليات الإسلامية بالعالم
وأضاف «نجم»، في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، أن أكثر الجهات التي تستهدفها «داعش» هى الجاليات الإسلامية المُنتشرة في الدول خارج العالم الإسلامي، لاستقطابهم، وتجنيدهم في صفوفه، وتمكنت الدار من التواصل مع مُختلف الجاليات الإسلامية في العالم كله، بلغاتهم، كما تمكنت من دحض افتراءات ومزاعم «داعش» لديهم، مما تسبب في خسائر عديدة للتنظيم، وتم توجيه ضربات مُتتالية من دار الإفتاء للدواعش.


- هزيمة التنظيم فكريًا
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي عاشور، المُستشار الأكاديمي لمُفتي الجمهورية، في تصريح خاص لبوابة «صوت الأمة»، تغلبنا على «داعش»، وتمكنا من تفنيد فتاويهم وافتراءاتهم وأفكارهم، مؤكدًا أن الدار انتصرت على التنظيم، مشيرًا إلى أن العالم اكتسب صورة سيئة عن الإسلام والمُسلمين بسبب أعمال العنف والإرهاب التي تُرتكب باسم الإسلام، من قِبل الجماعات المُتطرفة التي تدعي الإسلام، وشوهت صورته كثيرًا، لافتًا إلى أن دار الإفتاء قامت بمُجابهة هذا الفكر المُخرب والذي أضر الإسلام كثيرًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق