بعد حادث «النقب».. «الواحات» أطراف بلا حياة (صور)

الأربعاء، 18 يناير 2017 03:33 م
بعد حادث «النقب».. «الواحات» أطراف بلا حياة (صور)
عمر السعداوى

لم يكن حادث «كمين النقب» هو الأول الذى تشهدة منطقة الواحات، بالوادى الجديد.. بل سبقه من قبل 4 حوادث إرهابية منهم حادث اختطاف دورية أمنية بشرق العوينات، و3 حوادث إرهابية بواحة الفرافرة.. وتسببت تلك الحوادث فى القضاء على هدوء الواحات التى عاشت لسنوات طويلة تنعم بالأمان والأمان.. لكنه الإرهاب الأسود الذى أفسد أجمل المناطق السياحية والأثرية.

وترصد بوابة «صوت الأمة»، الحوادث الإرهابية التى تعرضت لها واحات الوادى الجديد خلال السنوات الماضية.. أولا الفرافرة وهى عروس الواحات وقبلة السياحة البيئية والإستشفائية، حيث الهدوء والطبيعة الخلابة والمناظر المبهرة التي شكلتها عوامل التعرية على مدار الزمن، فضلا عن تفردها بالتكوينات الصخرية والكهوف التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وجفاف جوها وقلة الرطوبة بها وتدفق المياه الساخنة ذاتيا من باطن أرضها عبر العيون الطبيعية، ولذلك كان يجد السائح نفسه محاطا بعالم من المتعة والخيال والطبيعة، فضلا عن الهدوء والأمن الأمان.

وللأسف لم يترك الإرهاب الأسود الواحة تنعم بخيراتها بل تعمد أن يقتل أهم مصادر دخلها وهى السياحة البيئية والسفاري والراليات، ولم يتوقف عند هذا الحد بل تعمد أن ينشر سمومه القاتلة في كل مكان عن طريق مافيا تهرب الأسلحة والمخدرات والمواد المتسرطنة ساعدهم في ذلك الحدود الشاسعة مابين الفرافرة ودول الجوار المشتعلة بالصراعات الداخلية والحالة الأمنية المتردية بالدول خاصة ليبيا، والتي تشهد صراعات عنيفة بين ميلشيات كثيرة.

وتحولت الفرافرة من قبلة للسياحة العالمية ومصدر من مصادر الدخل القومي، إلى مدينة تسكنها الأشباح بعدما توقفت تماما جميع الرحلات الخارجية والداخلية إليها وتوقفت معها جميع الأنشطة التجارية والخدمية والفندقية، ويكفى أن تعرف أن الفرافرة على مدار عامين كاملين لم يدخلها سائح واحد، وهى التي كانت يوما ما من أكثر مناطق الجذب السياحي العالمي.

وكان من النتائج السلبية لتلك الحوادث الإرهابية قطع أرزاق العاملين بالقطاع السياحي، وتشريد أسرهم خاصة أن 28 منشأة سياحية مابين فنادق وموتيلات وقرى سياحية أغلقت أبوابها بسبب عزوف السياح عن زيارتها وتراكم الديون عليها، وزاد من الأمر سوءا عندما قررت الحكومة وقف جميع رحلات السفاري إلى الواحات تحسبا لوقوع عمليات إرهابية مماثلة قد تهدد حياتهم.

يقول الدكتور عبد المنعم حنفي، أستاذ الجغرافيا، بجامعة قناة السويس، وخبير الإدارة المحلية، أن واحة الفرافرة شهدت 3 حوادث إرهابية خلال العام الحالي في سابقة لم تحدث من قبل، وتسببت تلك الحوادث بطبيعة الحال في إصابة الواحة في مقتل، لأن غالبية السكان يعتمدون على النشاط السياحي وهو شديد الحساسية، وبمجرد وقوع الحادث الأول في مايو الماضي توقفت السياحة تماما، وجاء الحادث الثاني في يوليو الماضي ليقضى على البقية الباقية، وهو ما يؤكد أن هؤلاء المجرمون لا يستهدفون سوى خراب وتدمير مصر حتى لو كلفهم ذلك إفقار البسطاء والغلابة.

ويشير، إلى أن تلك الحوادث كشفت النقاب عن عورات الأنظمة السابقة التي تجاهلت الواحات نهائيا، ولم تعمل على تعميرها وبالتالي فان تنمية واحات الوادي الجديد أصبحت ضرورة حتمية يفرضها الواقع الذي تعيشه مصر حاليا فهي تمثل البوابة الجنوبية والغربية لمصر وإهمالها تهديد للأمن القومي المصري.

ويأمل الأهالي أن يختلف الأمر حاليا عن العصور السابقة، بفتح ملف الواحات وإعداد قانون للتنمية الشاملة بواحات الوادي الجديد وتحديد الجهة المسؤولة عنها بحيث تكون مرتبطة برئيس الوزراء مباشرة علي أن تضم في عضويتها لجنة من حكماء وخبراء المحافظة، فضلا عن الإسراع في إنشاء عدد من المشروعات الصناعية العملاقة لكي تستوعب البطالة الشديدة المنتشرة في كل مكان لعدم وجود فرص عمل حقيقية حيث أن غالبية السكان يعيشون علي مهنة الزراعة البدائية البسيطة وتربية الحيوانات ولا يوجد لهم مصادر دخل أخري».

ويطالب «حنفي»، بضرورة تحسين أحوال الأهالي المعيشية والاقتصادية باعتبارهم حراس البوابة الجنوبية الغربية لمصر واستثمار المقومات الطبيعية الهائلة التي تتميز بها في إقامة مصانع للسماد والاسمنت والطوب الطفلي والزجاج وإعادة تشغيل مصنع الفوسفات، فضلا عن إقامة المشروعات السياحية والبيئية.

ويقول اللواء محمود عشماوي، محافظ الوادي الجديد، إن الحوادث الإرهابية التي شهدتها واحة الفرافرة وأخيرا الخارجة، أثرت بالسلب على حياة السكان الهادئة والمستقرة وتوقفت معها حركة السياحة وهى مصدر دخلهم الرئيسي بعد الزراعة، لكنها لن تثنى القوات المسلحة والشرطة المصرية عن دورها في حماية مكتسبات الثورة وحماية الشعب المصري ومنشآته العامة والخاصة ولن تزيدها سوى الإصرار على حماية حدود البلاد والحفاظ على الأمن القومي المصري مهما كان الثمن غاليا خاصة أن مصر تتعرض لمخاطر داخلية وخارجية جسيمة ويجب علينا اليقظة والحذر في كل لحظة.

ويؤكد، أن مسيرة التنمية بالفرافرة ولم ولن تتوقف وتسير مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية بخطى ثابتة وقوية وسوف تشهد الواحة خلال أيام أكبر مشروع زراعي سيتم تخصيصه بالكامل لشباب الخريجين وصغار المنتفعين، فضلا عن ربط الواحة لأول مرة بوادي النيل عن طريق إنشاء طريق عرضي يربط الفرافرة بمدينة ديروط بأسيوط وهذا الطريق يختصر المسافة لأكثر من النصف وإنشاء طريق مماثل لربط الواحة بمحافظة المنيا ولن نترك شبرا على امتداد تلك الطرق بدون تعميره لصالح مصر والمصريين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق