استراتيجيات التنظيمات الإرهابية في نقل الصراع للصعيد والصحراء (تقرير)

الجمعة، 20 يناير 2017 07:12 م
استراتيجيات التنظيمات الإرهابية في نقل الصراع للصعيد والصحراء (تقرير)
صورة أرشيفية
محمد الشرقاوي

3 حوادث إرهابية فتحت الباب حول محاولات نقل الصراع من شبه جزيرة سيناء إلى الصعيد والصحراء، وكان آخرها الهجوم الإرهابي على كمين النقب الحدودي، الأسبوع المنصرم، الذي أسفر عن سقوط شهداء من قوات الأمن ومصابيين، فعلى مدار الثلاث سنوات الأخيرة، ظلت محافظات الوجه القبلي مسرحا للأحداث الجسام التي شهدتها مصر في صراعها مع الحركات الإرهابية، كذلك الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت سنوات أكثر عنفًا دموية.

مصطفى زهران، الباحث في شئون الإسلام السياسي وحركات العنف، قال في تصريحات لـ«صوت الأمة»، إن الحركات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة» ينظرون بعين الاهتمام إلى هذه البقعة لمجرد التشابه الجغرافي والقبلي بينها وبين سيناء، فهي تمثل حاضنة من السهل استغلالها، إضافة إلى المساحات المترامية مع ليبيا والسودان، التي تسهل الاستحواذ على مخزونات كبيرة من السلاح.

في 2015 بدأ الترويج لنسخة داعشية في الجنوب المصري، إلى أن التنظيم الإرهابي لم يعلن صراحة عن وجود ذلك، ومع أن تصريحاته لا تؤخذ بعين الاعتبار، إلا أن في حال تم ذلك سيتباهى كما حدث مع أنصار «بيت المقدس» القاعدي النشأة، والذي أعلن مبايعته لأبو بكر البغدادي.

يكمل «زهران» أن التنيظمات الإرهابية تحاول نقل حالة الصراع إلى الجنوب المصري هربا من القبضة الأمنية في سيناء، والتي أسماها «الحديدية»، وأن تلك المحاولات لم تقتصر على أنصار بيت المقدس والإرهابيين في مصر، إلا أن دواعش ليبيا حاولوا ذلك أيضًا فهي في عقل الإرهاب منطقة «رخوة».

يتابع الباحث: في الفترة التي تلت عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، والذي تم إدراجه مؤخرا على قوائم الإرهاب، كانت أول المحاولات الداعشية للمناورة الأمنية حادث «الفرافرة» والتي راح ضحيتها 22 جنديًا من القوات المسلحة، حيث أعلنت «داعش» مسئوليتها عن الحادث.

داعش مصر، تنظيم أعلن عن نفسه دون أي مسميات وأي مناطق للتواجد، فظهر في تبنيه لعمليات هجومية على منشئات أمنية وشرطية، كحادث كمين «المنوات» بالجيزة في نوفمبر 2015، ومن قبلها مديرية أمن الدقهلية، يشير «زهران» أن هذا الفصيل حاول بعيدًا عن الفرع السينائي نقل حالة الصراع وتشتيت الضربات الأمنية.

كانت أولى المحاولات الرسمية للتواجد الداعشي في الصعيد، في أواخر ديسمبر 2015، والتي أعلن عنها المدعو أبو سفيان المصري، قيادي داعشي عن قرب تأسيس فرع جديد للتنظيم في محافظات صعيد، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتمكنت أجهزة الأمن وقيادة المنطقة الجنوبية، من إحباط تلك المحاولة والتي كان من المقرر لها بين مدينتي القوصية وديروط بمحافظة أسيوط، كشفت البيانات أن تلك العناصر تسللت من ليبيا وسيناء إضافة لخلايا نائمة في الصعيد نفسه.

ودارت الاشتباكات بوجود عناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع مدعومة بغطاء جوى، استمرت أكثر من 8 ساعات، وطاردتهم القوات ما بين مركزي القوصية وديروط، ما أسفر عن تصفية 20 إرهابيا منهم.

وبحسب تحقيقات كشفت عنها نيابات أمن الدولة، في قضية العائدون من ليبيا، وقضايا الخلاية التابعة لداعش، أوضحت أن تلك الخلايا، حاولت اتخاذ محافظة الإسكندرية ومطروح، مركزًا لتخزين الأسلحة، والدعم اللوجستى، مستغلة الظهيير الصحراوي في تلك المحافظات وقربها من الصحراء الكبرى.

محاولات التمدد، أسمتها مراكز الإسلام السياسي «بتر الأطراف» وتعنى الانتقال من المركز إلى الهامش، والسيطرة على الأطراف، ونقل المعركة إلى الصعيد، لتخفيف الضغط عن سيناء، وإشغال الأمن، وإظهار أن الدولة غير قادرة على السيطرة، وتلك الخطة منبثقة عن نظرية تسمى «سر الأحجية المصرية»، نشرتها مواقع للجهاديين، وتبدأ بإثارة الفوضى ومحاولة إنهاك الدولة.

يكمل مصطفى زهران، أن التنظيمات الإرهابية دائمًا ما تلعب على وتر العاطفة والمظلومية، واستغلال الأوضاع الاقتصادية، فيتم استغلال اليائسين وأصحاب الثأر وأهالي المحبوسين على ذمة قضايا إرهاب من أتباع جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات السلفية، مشيرًا أن الـ3 أعوام الماضية حدثت تحولات مجتمعية خطيرة في الدوائر السلفية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق