«النباشين».. أكل العيش في القمامة (صور)

الأحد، 22 يناير 2017 11:53 ص
«النباشين».. أكل العيش في القمامة (صور)
«النباشين».. أكل العيش في القمامة
نيرمين الزهار

«النباشين» أو «الفريزة».. هم الذين فرضت عليهم الظروف القاسية والبطالة أن ينبشوا في أكوام «القمامة»، ويستخرجون ما بداخلها من مخلفات يتم اعادة تدويرها، لبيعها، بحثا عن لقمة عيش.

ورغم مشاقها ومخاطرها والإهانة التي يتعرضون لها، إلا أنهم مضطرون للاستمرار بها، حتي لا تجوع عائلتهم.
والشيء الأكثر ألما هو عمل الأطفال في هذه المهنة، متحملين مشاقها وإهاناتها، لمساعدة أسرهم الفقيرة في أعباء الحياة، والحصول على قوت يومهم.

ومع شروق الشمس يبدأ النباش يومه.. لا يهمه حرارتها .. ولا يبالي قسوة البرد .. وما يهمه هو قهر الفقر.. لا يبالي بمن ينتقده أو يهينه.. ولا يهتم بمن يسخر منه.. لأنه يبحث عن لقمة عيش تحميه من التسول والسرقة أو الوقوع في براثن الجريمة.
المعلبات والكانزات المتناثرة في الشوارع.. الكراتين والبلاستيكات الملقاه فى الطرقات.. هي ثروتهم التي يبحثون عنها في كل مكان.
الكبار والصغار يبحثون عن الطعام فى القمامة.. يبعثرون محتوياتها.. يبحثون عن مختلف الأشياء.. يضعوها فى عربات الكارو التى يجرها الحمار أو عربات التريسيكل.. ويرحلون مسرعين.

ملابسهم بالية.. ملامح الفقر تكسو وجوههم.. اعتادوا على التواجد داخل النفايات.. ظروفهم قاسية.. وحياتهم صعبة.
لا يهتمون بنظرة المجتمع السلبية لمهنتهم، ولا يوجد ما يشغلهم فى هذه الحياة إلا جمع الأشياء التي في القمامة والتي لا يعلم مالكوها قيمتها، كما يعرفونها هم جيدا، رافعين شعار «اجمع أسرع تكسب أكتر».

عقب فرز القمامة.. وبعيدا عن الروائح الكريهة للقمامة.. يأخذ النباش قسط من الراحة.. عقب عدة جولات بالشوارع.. حتي ينسى هموم يوم عمل طويل وشاق، يستنشق هواء نظيف.. يجرى بحثا عن مأواه.. ليضع رأسه وينام.. استعدادا ليوم جديد.

التقت بوابة «صوت الأمة»، بعدد من النباشين، بمحافظة بورسعيد، للتعرف على طبيعة مهنتهم في يوم عمل طويل وشاق.

يقول محمد جلال «35 سنة»، إنه يجمع البلاستيكات بكافة أنواعها، وعلب الكانز، والأحذية المتواجدة في القمامة بالشوارع الرئيسية والفرعية، ويعمل لينفق على أسرة كاملة، ليساعد والده فى الإنفاق على إخوته، ويعمل من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً دون توقف.

ويضيف: «بامشى فى الشوارع ، أجمع الكانز وأى حاجة بلاستيك، وأروح أبيعها لواحد، وأخد فى آخر اليوم 22 جنيه ، ولو جمعت أكتر من شئ بكسب أكتر فكل شئ له ثمن، وبنام فى أى مكان فى الشارع، وعايشين على الله ، بس نفسي في 4 حيطان بدل ما بنام فى الشارع».

«أنا نفسي أعيش زى أى حد».. هكذا يقول ابراهيم رجب، أحد النباشين ، إن سبب لجوءه لهذه المهنة ، هو وفاة والده ووالدته منذ 5 سنوات، فضلا عن ظروف الحياة القاسية، التي جعلته نباشا، مؤكدا أنه لا مأوى له سوى النوم على الترويسكيل الذى يستخدمه فى عمله، وأحيانا يقوم بتأجيره فى اليوم بـ 70 جنيه.

«أعيش بين أكوام القمامة»، هكذا يقول عم مصطفى، إنه يعمل فى نبش القمامة، ويقضى أطول ساعات يومه بين أكوام الزبالة، للبحث عن لقمة العيش، حيث يستيقظ يوميا مع صلاة الفجر، ويتجه إلى مقالب القمامة، لجمع ما يجده، من بلاستيك وعبوات وزجاجات عصائر فارغة، لبيعها لتجار الخردة مقابل عدد من الجنيهات.

«الموت يطاردنا بسبب لقمة العيش» .. هكذا يصف عم سيد، حالهم ، قائلا :«احنا كنباشين مهمشين، كل همنا توفير لقمة العيش، واحنا عُرضة يوميا للأوبئة، والموت يطاردنا، لأننا نبحث عن لقمة العيش داخل النفايات».
ويضيف : «أنا مش زبال ، نبش القمامة دى صنعة ، وأنا فى اليوم باخد من 30 إلى 50 جنيه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق