لماذا تستضيف «أستانا» محادثات السلام السورية؟ (تقرير)

الإثنين، 23 يناير 2017 11:35 ص
لماذا تستضيف «أستانا» محادثات السلام السورية؟ (تقرير)
لماذا تستضيف «أستانا» محادثات السلام السورية
محمود علي

في وقت تتجه فيه أنظار العالم أجمع نحو العاصمة الكازاخستانية «أستانا» حيث تقام محادثات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة لوقف إطلاق النار في سوريا، بعد فشل محاولات عديدة للجمع بينهما على طاولة واحدة، يتساءل كثيرون لماذا تم اختيار أستانا لتكون نقطة انطلاق الحل في سوريا للانتقال إلى جنيف مقر الأمم المتحدة كمرحلة ثانية من المشاورات السورية لوقف الحرب الممتدة منذ 6 أعوام.

وراء اختيار العاصمة الكازاخستانية «أستانا»، أسباب عدة أبرزها أن كازاخستان دولة صديقة لتركيا وروسيا على حد سواء، ولعبت دورًا هامًا لرأب الصدع في العلاقات التركية الروسية بعد إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية قرب الحدود السورية.

وتعتبر كازاخستان قريبة جغرافيا من تركيا والشرق الأوسط، لكن بنفس الوقت لدى موسكو علاقة وطيدة بها وكانت في ما مضى جزءًا من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفيتي بعد ذلك، وأستانا بعيدة عن جنيف وباريس والعواصم الأوروبية التي استضافت غالبية الاجتماعات والمحادثات بشأن الصراع السوري عندما كانت الولايات المتحدة تلعب الدور الرئيسي.

في عام 2013 منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» أستانا لقب مدينة السلام كونها ملتقى ديانات العالم أجمع وتمكنت من جذب أكثر من 10 قوميات على رأسها الكازاخ، يليهم الروس والأوكران والألمان والأوزبك، دون حدوث أي صراعات قومية أو دينية.

كازاخستان تاسع أكبر دولة في العالم، وأستانا ليست عاصمتها فقط، بل عاصمة أقصى الشمال في العالم الإسلامي، وتغير اسم «أستانا» كثيرًا عبر التاريخ، بخلاف واقعها الذي لم يتغير، آخر اسم حملته المدينة كان «أقمولة»، قبل أن يصدر رئيس الجمهورية نور سلطان نزارباييف عام 1997 مرسومًا رئاسيًا بإعلانها عاصمة لجمهورية كازاخستان.

وفي 6 مايو عام 1998 تغير اسم المدينة لتصبح أستانا، وتعني حرفيًا «العاصمة» وبين رمزي الدين والثقافة في المدينة، وعلى الخط نفسه، توجد السياسة أيضًا، إذ يقع مبنى مقر الرئاسة الذي يشبه البيت الأبيض في الولايات المتحدة ولكنه أكبر منه حجمًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق