«اقلش على نفسك واستسهل» تجري وراك دور النشر (تقرير)

الإثنين، 20 فبراير 2017 06:05 م
«اقلش على نفسك واستسهل» تجري وراك دور النشر (تقرير)
فيس بوك - أرشيفية
بلال رمضان

ليك فى القلش ليل نهار على مواقع التواصل الاجتماعى؟ بوستاتك بتجيب لايكات بالمئات؟ لو الإجابة «آه»، فلا تقلق، قريبًا ستجد إحدى دور النشر، وبخاصة حديثة العهد، تعرض عليك إصدار كتاب لك.

لا يختلف كثيرًا عما تكتبه على «فيس بوك» أو «تويتر»، فهذا هو حال الكتابة الساخرة الآن فى مصر، من «قلش» على الذات، بعد تخرجك فى الجامعة مثلًا، إلى «قلش» بشكل عام، على أى شىء، فكلما كثر متابعوك، كانت فرصتك أكبر فى أن يصدر لك كتاب، تتعدد طباعته بالعشرات.

لو زرت معرض القاهرة الدولى للكتاب، هذا العام، واشتريت كتابًا ساخرًا فضلته على رواية أو كتاب آخر، سوف تعرف ما ذكرناه آنفًا، ولسنا فى حاجة لأن نحدد اسم كتاب معينا، فالأمر أصبح سمة عامة تتخذها بعض دور النشر للاستفادة من جمهور المتابعين لأحد الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى.

فى البداية قال الكاتب باسم شرف، برأيى أن مواقع التواصل الاجتماعى أثرت بشكل سلبى على الكتابة الساخرة، سواءً من حيث الكم أو الكيف، فعدد ما يصدر من كتب يمكننا الحكم عليها بأنها فعلا كتابة ساخرة قليل.

ورأى باسم شرف أن كل جيل بطبيعته يفرز كتابه الساخرين، وإذا ما نظرنا إلى الكاتب الكبير جلال عامر، فهو من الشخصيات العابرة للأجيال، وغيره، كما أن وجود نوع من الاستسهال فيما تصدره دور النشر الآن، فهو أمر طبيعى جدًا، لأن كل أنواع الآداب فيها استسهال أيضًا، ولا يجعلنا نطلق حكمًا عامًا على الكتابة الساخرة.

ورأى باسم شرف أن سرعة التعليقات وانتشارها على الأحداث اليومية فى مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» أو «تويتر» أثرث على الكتب الساخرة القائمة على «الفكرة»، ولهذا أصبحنا نجد بعض دور النشر تقوم بتجميع «بوستات» ونشرها فى كتب، ولكن «نجاح اللايك لا يعنى بيع نسخة مقابله والعكس صحيح». أما الكاتب مصطفى شهيب، فرأى أن بعض دور النشر لديها نوع من الاستسهال فى التعامل مع الكتابة الساخرة، فهى تبحث عن أى شخص لديه شهرة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو بالنسبة إليها كاتب مضمون، تعرف أن هذه الجماهيرية التى يحظى بها سوف تشترى كتابه، ولكن هذه الشعبية المقبلة من العالم الافتراضى ليست حقيقية على أرض الواقع، فهناك فرق بين «اللايك» وأنا فى بيتى وبين قيامى بشراء الكتاب نفسه.

وأضاف «شهيب»: يتصور البعض أن أصحاب هذه الكتب يقومون بالتوجه لدار النشر لإصدار كتاب لهم، ولكن ما يحدث على العكس، وهو أن دار النشر تقوم بالبحث على مواقع التواصل الاجتماعى عنهم وتظل تتابعهم لتعرف هل نشر كتاب لهذا الشخص سيحقق لها الأرباح أم لا؟ فهى فى النهاية تبحث عن «اللاعب الجاهز».

ومن ناحية أخرى، قالت الكاتب سارة الذهبي، برأيى أن مواقع التواصل الاجتماعى سهلت الكتابة بالفعل، وساعدت على تقريب المسافات بين الأشخاص، خاصة فى هذا النوع من الكتابة؛ لأنه يستقطب فئة كبيرة جدًا، ولم يعد مقتصرًا على الشباب أو المراهقين، أصبحت حاجة ملحة للجميع من أجل تغيير النمط العام يشعرهم بأنهم ليسوا بمفردهم فى ظل ما نعانيه من مشكلات متعددة مثل غلاء الأسعار، وارتفاع أسعار المدارس، وما إلى ذلك.

وحول رأيها فيمن يقومون بجمع «بوستات» من على مواقع التواصل الاجتماعى ونشرها فى كتاب، قال سارة الذهبى: هذا ما يحدث بالفعل، وهناك من هو مع هذه الفكرة، ويطالبون بتجميع هذه الكتابات أو «البوستات» فى كتاب، وهناك من هو ضدها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق