مفتى الجمهورية: لن نوجه الدعوة لقطر وتركيا لمؤتمراتنا بسبب رعايتهما للإرهاب وسبهما للأزهر

الإثنين، 27 فبراير 2017 06:08 م
مفتى الجمهورية: لن نوجه الدعوة لقطر وتركيا لمؤتمراتنا بسبب رعايتهما للإرهاب وسبهما للأزهر
الشيخ الدكتور شوقى علام
منال القاضي

يعد فضيلة الشيخ الدكتور شوقى علام أحد أبرز الأصوات على الساحة الدينية ليس فى مصر فحسب، بل فى عموم العالم الإسلامى، ففضلا عن كونه يشغل منصب مفتى الديار المصرية، هو صاحب عطاء فقهى لا ينكر، وفى سياق تكريمه والعرفان بقدره وافقت هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بإجماع الآراء على التجديد له، لفترة ثانية.
رفض الدكتور قدرى حفنى، أستاذ علم الاجتماع السياسى، تكفير تنظيم داعش، مبرراً ذلك بأنه يدخلنا فى سلسلة من التكفير، ووصف القول بأن داعش صناعة أمريكية بأنه «محاولة» لنبرئ أنفسنا بينما الحقيقة أن الإرهابيين هم أبناؤنا الذين ربيناهم.

قال الدكتور شوقى علام، إن دار الإفتاء لا تدخر جهدا فى محاربة الإرهاب، ولم تتقاعس يوما عن المشاركة فى تجديد الخطاب الدينى، وأضاف «علام»، فى حواره لـ«صوت الأمة»، قائلاً، إن دار الإفتاء تستخدم كل وسائل التواصل الحديثة لمحاربة الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى.

• ما دور فروع دار الإفتاء الخارجية فى التصدى للإرهاب؟
- الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم هى كيان عالمى مقره مصر، وهى أكبر تجمع للمفتين وهيئات الإفتاء فى العالم، نسعى من خلالها إلى تجفيف منابع الإرهاب والتطرف، وبالأخص المنابع الفكرية والثقافية، وقد عقدت الأمانة مؤتمرها الأول فى الصيف الماضى، ونجح فى جمع موافقة جميع الحاضرين على عدة مبادرات كان من أهمها عمل مرصد لشؤون المسلمين وقضاياهم حول العالم وقاعدة بيانات للمراكز الإسلامية الموجودة فى الغرب والعالم، وتمييز ما يمكن التعامل معه لمواجهة التطرف.

• كيف تواجه دار الإفتاء منابر الإخوان فى الخارج والحد من انتشار مساجد لهم فى الولايات المختلفة فى أوروبا؟
- دار الإفتاء تتعاون مع المؤسسات الدينية فى مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف للتصدى لكل من يسعى لهدم الاستقرار الفكرى والدينى والاجتماعى والسياسى والأمنى، نحن نثمن كل محاولة لاستعادة الدور الريادى المصرى فى إنشاء أكبر المراكز الإسلامية التى أصلت للمنهج الوسطى فى العالم، والتى كان وجودها ودعمها بعلماء الأزهر أكبر إجراء وقائى ضد التطرف والإرهاب، على أن هناك عدة إجراءات موازية، منها الرحلات المتوالية كممثل دار الإفتاء المصرية، ونجرى التواصل مع علماء دار الإفتاء فى كل مكان فى العالم، ومنها التواصل مع السفارات والهيئات والمنظمات العالمية لبيان الخطر الذى يواجهه العالم كله وليس مصر وحدها جراء هذه الأفكار والتنظيمات.

• هل دار الإفتاء قادرة على مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الخارج؟
- دار الإفتاء بادرت بإنشاء أول مرصد عالمى لرصد الإسلاموفوبيا وتحليل الأحداث والأسباب والنتائج الكائنة مع هذه الظاهرة التى هى الوجه الآخر لظاهرة التطرف الدينى، وهذه الظاهرة تحتاج إلى تضافر جهود كل من دار الإفتاء والمؤسسة الدينية وسائر المؤسسات المعنية بالثقافة والحوار فى الداخل وكل المعنيين بالحوار والسلم والتعايش فى كل العالم من أفراد وقادة دول وقادة رأى عام ومؤسسات وهيئات، ولذلك نحن بصدد التواصل مع الجميع للمواجهة وتفعيل الحلول بتطبيق توصيات كل المؤتمرات والندوات واللقاءات السابقة.

• هل دار الإفتاء لديها رؤية جديدة لتجديد الخطاب الدينى؟
- قضية تجديد الخطاب الدينى ومنها تجديد شأن الإفتاء التى شغلت الرأى العام بكل أطيافه، بل القيادة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى فى تقديرى الأهم خلال الفترة الحالية، ودار الإفتاء المصرية بتجربتها التاريخية تشارك قطعا فى التجديد على مستوياته المختلفة، فمثلاً نقدم حلولاً لمشكلات الإفتاء واضعين أمام أعيننا الاختيار الفقهى من الفقه الإسلامى كله بأصوله ومذاهبه، دون التقيد بشىء سوى تحقيق المصلحة الدينية والاجتماعية والإنسانية.
أما على مستوى توصيل الرسالة فقد خطت دار الإفتاء فى ذلك خطوات واسعة، منها التوسع الفريد فى استخدام وسائل التواصل المعاصرة ومواقع التواصل الاجتماعى، وعلى العموم فنحن ماضون فى هذا الأمر، فمن لا يتجدد يتبدد.

• قيل إن بيانات مرصد دار الإفتاء مجرد بيانات أمنية لا تعود بفائدة فى مجال محاربة الإرهاب؟
- من ردد ذلك لا يقرأ البيانات جيدا، هذه بيانات علمية تشمل العمليات العلمية المشهورة، من رصد للظاهرة، وتحليل مضمونها، الأسباب والسياق والنتائج، وتقديم حلول مختلفة متكاملة متنوعة بتنوع الظواهر وتعقدها.. الحلول الأمنية لا نقلل منها، وهى جزء لا يستهان به لمواجهة الإرهاب، ولكن ليس وحده فنحن نحرص دائما على تقديم الوجبة متكاملة فيها الجزء الدينى والاجتماعى والنفسى، وبالمناسبة الإرهاب فى ثوبه الحالى الذى استخدم ما يسمى بالذئاب المنفردة عبر الجيل الخامس للحروب، هذا الإرهاب لم يستخدم ضدنا الأسلحة الثقيلة فقط ولا أظن أن مواجهته تكون إلا بتضافر جميع الجهود.

• لماذا لا توجه دار الإفتاء دعوة لتركيا وقطر للمشاركة فى مؤتمراتها؟
- مؤتمرات دار الإفتاء تدار بطريقة علمية مهنية، وليست بطريقة سياسية أو حزبية، وتمثيل الوفود فى المؤتمرات تمثيل إفتائى علمى وسطى، ولكن لم نستدع هاتين الدولتين بسبب مواقفهما من مصر وإدانتهما للأزهر.

• لماذا لم تتحرك دار الإفتاء فى قضية الطلاق الشفهى إلا بعد خطاب الرئيس السيسى ومطالبته لشيخ الأزهر أن يظهر رأيه الشرعى فى القضية؟
- الإفتاء تقدم الخدمة للمواطن بحيث يجد إجابة لكل سؤال يعرض وذلك من منطلق دينى متخصص وسطى، نحن أصدرنا فى سنة ٢٠١٦ ما يقترب من ثلاثة أرباع مليون فتوى «سبعمائة وخمسين ألفا»، وهذا معناه أننا نعمل مع هذا الحجم من المشكلات وقدمنا لها حلولا، أما تدريب المقبلين على الزواج فهى خدمة وقائية شرعت دار الإفتاء فى تقديمها لما تجدد على الأسرة المصرية من تغيرات هدد بعضها كيان الأسرة ذاته، وهى خدمة تقدمها دار الإفتاء من سنوات، ونحن قد بدأنا بالفعل تدريب الدورة الرابعة، وكنا أعددنا لها منذ فترة بعد انتهاء الدورة الثالثة، وعندنا مركز للأبحاث الاجتماعية، ومركز لحل المشكلات الاجتماعية الأسرية، ومركز لتقديم استشارات الحساب الشرعى فى قضايا المواريث والمعاملات.

• هل حاولت الأمانة العامة لدور الإفتاء اختراق مساجد الجماعات المتطرفة فى الغرب وتصحيح المفاهيم لديهم؟
- نحن مؤمنون بأن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، ولذلك نسعى فى تقديم تجربتنا الإفتائية المصرية الرائدة كأول أمر نواجه به هذه الجماعات المتطرفة، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة، وإرشاد السائلين للطريق السليم.
• حضرتك ذكرت فى أحد تصريحاتك أن أكثر المشاركين فى تنظيم داعش من الجاليات العربية فى الخارج، كيف نواجه ذلك؟
- وجودنا ومشاركتنا الفاعلة ومبادرات التعليم والتدريب الصحيح، أهم طرق المواجهة.

• هل لفتاوى الأزهر والأوقاف ثمار تذكر فى عملية التصدى لفتاوى المتشددين فى الأقاليم؟
- معدلات إقبال المواطنين من الشباب والكبار على فتاوى المؤسسة الدينية وهجر فتاوى التشدد أكبر أمارة على النجاح والانتشار، والذى ينظر للمقارنة بين مردود فتاوى المؤسسة الرسمية ومردود فتاوى المتطرفين فى الصحافة ووسائل الإعلام يدرك ذلك جيدا.
• تصدى المفتى أكثر من مرة لعدد من التابعين للإخوان فى الخارج، هل ستكون عقبة لعدم مشاركتك فى مؤتمرات بعينها؟
- نحن ماضون فى طريقنا، مبينون لرسالتنا التى تتلخص فى العبادة والعمران والتزكية، وهذه الجهود الفاشلة مصيرها إلى التبخر والزوال.

• ما التحديات التى تواجه بعثات المفتين للخارج فى الأقليات؟
- أهم تحدٍّ فى تقديرى هو النجاح فى تطبيق القاعدة الإفتائية الوسطية الذهبية، وهى «الفتوى تختلف باختلاف جهاتها الأربع الزمان والمكان والأشخاص والأحوال»، فتقدير ما تتفق فيه الفتوى وما تختلف تحد كبير يحتاج إلى علم ومهارة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق