خبراء: ارتفاع فرص الحرب بين روسيا وحلفاء تركيا

الخميس، 26 نوفمبر 2015 10:20 م
خبراء: ارتفاع فرص الحرب بين روسيا وحلفاء تركيا
صورة ارشيفية
رامي جلال

زكريا حسين: الأسلحة النووية تمنع اندلاع الحروب التقليدية

منذ أن أعلنت مصادر في الرئاسة التركية في 24 من شهر نوفمبر الجاري أن أنقرة أسقطت طائرة عسكرية روسية انتهكت مجالها الجوي، بالقرب من الحدود مع سوريا، بدت تلوح في الأفق نذر الحرب والدمار، بعدما تحول الشرق الأوسط إلي مستودع عملات للأسلحة القادمة من كافة دول الغرب التي تتصارع في الأجواء السورية منذرة بحرب قد لا تنتهي في القريب العاجل، ستحرق الأخضر واليابس.

«توتر» يتحول لإنفلات

تسبب إسقاط الطائرة في توترات إقليمية بالغة وتكهنات سياسية بالغة التعقيد في ظل مشهد مشوه بمنطقة علي صفيح ساخن حروب المصالح بدلا من الحروب التقليدية عن هذا الشأن تحدث رئيس أكاديمية ناصر السابق اللواء زكريا حسين لـ" صوت الأمة" قائلا: "أن الحروب حاليا لا تكون بين دول أنما تكون بين معسكرات غربي بقيادة أمريكا وحلفائها وشرقي بقيادة روسيا وحلفائها لذا فإن هذه المعسكرات لها مصالح وحسابات معقده تمنع نشوء حرب مباشره.. لأن هناك أسلحة نوويه تكفي للقضاء علي البشرية بشكل مخيف".

وأشار حسين، "بفرض أن الحرب بدأت بالطرق التقليدية، فمن الصعب التنبؤ بما هو قادم وهناك قول من السهل إطلاق الرصاصة الأولي لكن من الصعب جدا حسم نهاية الحرب لذا فالحرب الشاملة هو افتراض غير وارد لما سوف ينتج عنه من دمار شامل للعديد من الدول وتوقع حسين أن تكون الحرب القادمة بين روسيا وتركيا حرب مصالح سوف يحدد مداها مدي تدخل الدول العظمي لحل هذا النزاع".

وأكد أن روسيا إذا ثبت أنها قد اخترقت المجال الجوي التركي فأن هذا يضعف موقفها بشكل كبير لأنها بهذا تكون قد خالفت القانون الدولي الذي ينص علي احترام المجال الجوي القوي العالمية سوف تسعي لاحتواء الأزمة.

فيما قال الخبير الاستراتيجي اللواء محمود خلف لـ" صوت الأمة "، "إن القوي العالمية تسعي لاحتواء الأزمة وروسيا تتجه لعقوبات سياسية واقتصادية وسوف تلجأ لعمليات انتقامية قد تستهدف أحد الأهداف العسكرية التركية.

وأكد خلف، علي أن العمليات الانتقامية سوف تأخذ إلي حد كبير شكل إستخبارتي لضرب أحد الأهداف العسكرية التركية خاصة الطائرات لتهدئة الرأي العام الروسي، مضيفا إلي أن هذا سوف يعد تحولا في تاريخ المخابرات الروسية حيث أن عمل المخابرات الروسية، هو فني بشكل كبير قائم علي جمع المعلومات فيما تتميز المخابرات الأمريكية بتنفيذ مثل هذه العمليات، وبوتين كرجل مخابرات لديه من الإمكانيات والآليات ما يستطيع أن يمكنه بالرد بهذه الطريقة وبهذا يداوي الجرح الروسي ويحافظ علي الاقتصاد الروسي الذي سيتعرض بكل تأكيد لنزيف حاد قد لا يتحمله الشعب الروسي، إذا ما دخلت روسيا في حرب شاملة مع تركيا الدول الغربية تدعم تركيا.

فيما قال رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر د.صلاح الدين فهمي، إن الحرب الاقتصادية التي من المحتمل أن تشنها روسيا علي تركيا، لن يكون لها تأثير كبير علي تركيا لأن تركيا اقتصادها قوي وسر قوته التنوع وهو في الأساس اقتصاد إنتاجي وليس خدمي، ومن ناحية أخري فإن الدعم الغربي لتركيا لن يتوقف في مواجه روسيا.

وأشار فهمي، إلي أن أقصي ما يمكن أن تقوم به روسيا هو سحب السياح الروس وإيقاف إمدادات النفط الروسية إلي تركيا، لأن العلاقات الاقتصادية الروسية التركية ليست قويه بما يصل لمرحلة التأثير مثل العلاقات الاقتصادية بين تركيا وأوروبا علي سبيل المثال.
وأكد علي أن حلفاء روسيا الرئيسيين مثل إيران وسوريا أو حتى كوريا الشمالية ليسوا لهم تأثير اقتصادي يذكر علي تركيا، لذا فأن افتراض تدخل هذه الدول لا معني له ولا يمكن إستخدامة كأداة ضغط علي تركيا.

وأوضح أن تصريح الرئيس الأمريكى بارك أوباما، "بأن الطائرة الروسية تم تحذيرها 10 مرات" عقب الحادث مباشرة يعطي دلالة واضحة علي أن أمريكا سوف تساند تركيا بشتى الطرق، كما أن إجتماع حلف الأطلسي بعد الحادث بأقل من 24 ساعة لبحث هذا الموضوع يعطي دلالة علي أن هذه الدول أيضا تريد أن ترسل برسالة لروسيا تقول أيضا نحن خلف تركيا.

وأستبعد فهمي، أن يؤثر ذلك الحادث علي العمليات الروسية في سوريا لأن روسيا تري في نظام الأسد حليف إستراتيجي سوف تقف خلفه إلي النهاية، ويمثل لها محور ارتكاز مع إيران في المنطقة.

ويري، أن هذا الحادث جاء لصالح مصر حيث سوف تسعي روسيا لتدعيم علاقتها بمصر في الفترة القادمة لتعويض ما خسرته في علاقتها بتركيا وإعادة تشكيل موازين القوه في المنطقة بما يضمن مصالحها روسيا سوف تعمل علي انفجار الأوضاع من الدخل في تركيا.

فيما قال رئيس قسم علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية د. سعيد صادق، إن روسيا سوف تعاقب تركيا بدعم الأكراد مما سوف يتسبب في انفجار الوضع في تركيا من الداخل.

وأكد صادق علي أن نشر روسيا صواريخ "اس اس 400"، التي تطلق 150 صاروخ في المرة الواحدة الهدف منه قطع يد تركيا في سوريا لأن هذه الصواريخ بمثابة مظلة جوية تمنع أي طائرة من دخول سوريا بما فيها طائرات تركيا وحلفائها.

وأوضح صادق، أن بوتين هو أقوي رئيس يحكم روسيا منذ عهد ستالين لذا فإنه سوف يرد علي هذا الحادث بأي شكل من الأشكال لأن هذا يتعلق بهيبة لسلاح الروسي وبشخصه كونه الأكثر تأثيرا في العالم في نظر العديد من الدول الأفريقية والأسيوية والأمريكية الجنوبية.

وأضاف صادق أن الرد الروسي، سوف يكون خلال ثلاث أسابيع علي الأكثر بعد تدعيم الوضع في سوريا أولا ومن ثم سوف يكون هناك عملية خاطفة لاستهداف أكثر من طائرة تركية.

ولفت النظر إلي أن روسيا سحبت 4 مليون سائح وقامت بتجميد الاستيراد ووقف المشروعات المشتركة مما سوف يكون له تأثير اقتصادي كبيرعلي تركيا حيث أن التجارة بين روسيا وتركيا قيمتها 60 مليار دولار وأستطرد صادق قائلا أن روسيا قامت بمحاربة تركيا 12 مره تاريخيا هزمت تركيا في معظمها وبحسابات القوة العسكرية فإنه إذا تركت روسيا بمفردها فسوف يتم تدمير اسطنبول بالكامل من قبل القوات الروسية ،والناتو لن يدخل في حرب نوويه من أجل تركيا والجيش التركي قد يقوم بانقلاب علي أردوغان بسبب هذا المأزق الذي وضع فيه تركيا

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق