أزواج تحت الطلب.. مصريون هزمهم الجوع فقبلوا بـ«النخاسة»-تحقيق-

الخميس، 26 نوفمبر 2015 11:01 م
أزواج تحت الطلب.. مصريون هزمهم الجوع فقبلوا بـ«النخاسة»-تحقيق-
ساره حمدي

لا أعلم لماذا لم أقل رجال للبيع، لكن ربما تكون الإجابة أن ليس كل ذكر «رجل» ولكن العكس صحيح. نحن أمام نماذج غريبة علي مجتمعنا الشرقي من حيث المبادئ المتغيرة بالنسبه لهم.

كثيرا ما سمعنا ورأينا نماذج للتجارة بالمرأة وبيعها لرجال أكبر سنا سواء بإرادتها أو بإرادة وليها، لكننا اليوم أمام نموذج مختلف تماما وهو الرجال الذين يعرضون أنفسهم للمتعة بمسمي الزواج من سيدات مسنات شرط أن توفر لهم سكن وأن تكون ذو مستوي مادي جيد.

لكن للأسف كل من يبحثون عن تلك الزيجات شباب في عمر الزهور لا تتعدي أعمارهم الـ 30 عاما ولكن حبهم للمال وظروفهم الاجتماعية الصعبه جعلتهم يعرضون أنفسهم للزواج من المسنات العرب والأجانب، وهناك أمثلة كثيرة لشباب تزوجوا نساء أكبر عمرا.

«أ.ط».. شاب مصري لم يتجاوز عمره الثلاثين عاما دفعته ظروفه الإجتماعية للبحث عن سيدة مسنة توفر له حياة مرفهة، لأنه مل من البحث عن عمل وأصبح من معدومي الدخل فأراد أن يستغل وسامته في الزواج من مسنه باحثه عن متعه، وبالفعل نجح بحثه وتزوج سرا من سيدة تحمل جنسية خليجية جاءت إلي مصر بغرض السياحة ثم انتهي الأمر بها في أحضان شاب من عمر أحفادها، وبأموالها أرادت أن تشعر أنها لا تزل مرغوب بها.

زواج من أجل مأوي

عندما يذهب الشباب إلي بلاد غريبة لا يعرفون بها أحد، ومع عدم وجود الأموال الكافية معهم للقدرة علي العيش والمواصلة، دفعته كل هذه الظروف الي البحث عن ملجأ يحميه من الظروف القهريه التي يعيشها، والمثال علي ذلك هو «م.أ» ذلك الشاب السوري التي دفعته أحداث سوريا الي الرحيل من بلده إلي أخري باحثا عن وطن جديد، ظنا منه أن الحصول علي الأوطان التي تكرم ضيوفها بالشئ السهل، إلا أن وجد نفسه يعمل سائقا لا يكفي أجره اليومي لغداء يسد جوعه ويجعله يستأجر غرفه للنوم فيها بدلا من اللامأوي الذي يعيشه، وفي ظل ظروفه القاسية في البحث عن مأوي ووطن وحياة كريمة رأي أن الحل الوحيد هو البحث عن مسنه لديها سكن ليكون هذا وطنه وماوأه حتي يجد وطنه الذي يبحث عنه.

السياحة الجنسية

دفعت الظروف الاقتصاديه العديد من الشباب الي العمل بالقطاع السياحي بشرم الشيخ والغردقه، وبوجود الكثير من الأجنبيات واللاتي أتي بعضهن من أجل المتعة والسياحة الجنسية وقع بعض الشباب تحت شباك بعض السيدات سواء بزواج عرفي أو حتي بدون زواج ومنهم «م. س» الذي ذهب للعمل بشرم الشيخ، ولعدم معرفته بأي لغة اضطر إلي العمل في البار مقدما الخمور للأجنبيات، كأن يشعر في البداية بأن عمله ليس حلالا إلي أن بدا يفكر، فاذا ترك العمل لن يجد لقمه العيش وإن استمر سيظل ضميره يوبخه، لذا رأي أن أسلم حل هو الزواج العرفي من الاجنبيات مقابل مرافقتهم في الفراش والحصول علي أجر، وبالفعل استمر فيما يفعله حتي جمع مبلغا جيدا ساعده في عمل مشروع وتقديم مهر وشراء شقه والزواج مرة أخري من مصرية لكن بشكل شرعي وتكوين حياة جديدة.

أما عن «خ. م» فهو شاب في الـ 25 من عمره دفعته ظروف أسرته المادية الي الخروج من بلدته الريفية والذهاب الي الأماكن السياحية مستغلا وسامته في الزواج العرفي من ألمانية الجنسية لتحسين ظروفه الاقتصادية، وبالفعل بمجرد تحسن أحواله المادية تم تمزيق ورقه الزواج والبحث عن زوجه مصرية يكمل حياته معها وتنجب له أولاد يستطيع أن يربيهم بشكل جيد من الأموال التي تركتها له تلك الأجنبية.
 
سماسرة زواج الأجنبيات

رفض سمسار زواج الأجنبيات الإفصاح عن أي تفاصيل تدل علي هويته، ولكن أكتفي بقوله، «أنا أعمل عمل جاد، وأريد مساعدة الشباب في الحصول علي فرصة سواء بالسفر أو بالحصول علي جنسية أخري مقابل نسبه لي». 

ظاهرة زواج الشباب من مسنات

هذا ما أطلقه المجلس القومي للأمومة والطفولة عن زواج شباب من مسنات معظمهم أجانب بقرق يسن يصل الي 25 عام وأكثر، وحددت الدكتورة هبة العيسوي زروه هذه الظاهرة التي حدثت قبل الثورة نتيجة أعباء مادية علي الشباب دفعتهم إلي هذه الزيجات العابرة ولكن لا شك أن هناك زيجات من هذا النوع لها جانب نفسي آخر ينقسم في البداية إلي «جانب ظاهري» وهو أن هناك بالفعل حب بين الطرفين ومشاعر غير زائفه دفعتهم الي الزواج، وهناك جانب نفسي باطني يتمثل في اللاوعي وذلك علي طريقة نظرية فرويد حول حب البنت للرجل الذي يشبه والدها والتي تبحث عنه كثيرا، هناك أيضا العكس وهي عقدة «الكترا»، وهي حب الشاب لسيدة تعوضه حرمان وحنان الأم، الذي طالما بحث عنها ويكون هذا الزواج نوع من أنواع تعويض الحرمان لا أكثر.

الأمان المادي

تقول في ذلك الدكتورة هبة إن هناك البعض من الشباب الذين يبحثوا عن الأمان المادي ليستطع تحقيق ما يطمح إليه بعد ذلك، وأن المادة تمثل له المخرج الوحيد من العقبات فيصبح زواج المصلحة هو هدفه الذي سيصل به إلي ما يطمح.

النمط الأول يدوم

يصعب زواج الشاب بعد ذلك ممن تصغره سنا، لأن النمط الأول للعلاقة يدوم، والمتعة أو اللذة الجنسية الأولي تدوم أيا كانت هذه المتعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق