سر منح أمريكا الضوء الأخصر لـ«أردوغان» لقصف الطائرة الروسية

الجمعة، 27 نوفمبر 2015 05:27 ص
سر منح أمريكا الضوء الأخصر لـ«أردوغان» لقصف الطائرة الروسية
سيلن السعيد

يبدو أن أزمة المقاتلة «سو-24» الروسية التى قصفتها تركيا قبل يومين ستأخذ منحنى خطير عقب تلميح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتورط أمريكا فى الحادث، عقب إعلانه الخميس، إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة بمهمة طائرتها التي أسقطها سلاح الجو التركي.

وقال بوتين، خلال المؤتمر الصحفي في ختام مباحثاته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إن «الولايات المتحدة قائدة التحالف الذي تشارك فيه تركيا، تعرف مكان وتوقيت مرور طائراتنا، وتم ضربنا في المكان والتوقيت المحدد بالضبط».

وهذا ما يعنى بشكل أو بأخر- فى اعتقاد الدب الروسى- أن أمريكا منحت ما يشبه الضوء الأخضر لضرب المقاتلة، ما جعل الرئيس الروسى يتساءل: «لماذا نعطيهم هذه المعلومات.. فهل هم ليسوا على علم بما يفعله حلفائهم! أم انهم لا يهتمون بهذه المعلومات وما يترتب عليها من نتائج».

وبينما تتحدث موسكو عن تعرضها لخيانة من الجانب التركى بموافقة ورضى أمريكى على ما يبدو، ردت واشنطن بوصف منظومة الصواريخ الروسية «أس 400» التى نشرتها موسكو قرب الحدود التركية، بأنها سلاح حديث يمثل تهديدا كبيرا على الجميع، ما يعنى فى نظر كثيرين تحدى واضح للدب الروسى.

كما شدد مسؤولون أميركيون على أنها- أى منظومة الصواريخ الروسية، يجب أن لا تعيق طلعات التحالف في سوريا، في الوقت الذي أيدت الإدارة الأميركية فكرة تكثيف الغارات من قواعد جوية في تركيا خاصة قاعدة إنجيرليك، وهو مطار عسكري يتبع القوات الجوية التركية ويقع في مدينة أضنة.

وقاعدة «انجرليك» تشكّل أهمية بالغة للتحالف الذى تقوده أمريكا فى عملياته العسكرية ضد سوريا، فهي توفّر من التكلفة المادية وتزيد من عدد المقاتلات وبالتالي الضربات، فالقاعدة تبعد عن الحدود السورية مسافة 160 كم، وعن اللاذقية 200 كم، وبالتالي القاعدة تؤمّن القدرة على زج عدد أكبر من المقاتلات، وإكثار الطلعات الجوية، وتخفيف الموارد.

كما كانت «أنجرليك» واحدة من محاور العمليات الجوية التي جرت ضد العراق خلال أزمة احتلال الكويت، كما احتضنت القوات الدولية المشاركة في مراقبة حظر الطيران شمالي العراق.

بشكل واضح فإن واشنطن تبعث رسالة لغريمتها روسيا مفادها أن الطائرات الأمريكية ستحمى الأجواء التركية وستتصدى لأى عمليات إنتقامية. ولم تكتفى الولايات المتحدة بذلك بعدما أكدت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن ترغب في زيادة المساعدات للمعارضة المسلحة في سوريا، بل وتنوي إرسال فرقة مشاة أميركية من أجل تقديم المزيد من الدعم العسكري لفصائل المعارضة هناك.

كما أفادت تقارير مسربة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة تقوم بتسليح جماعات من المعارضة السورية بصواريخ «تاو»، بمقتضى برنامج سري لمدة عامين بالتنسيق مع حلفاء لها في المنطقة، يقول خبراء عسكريون أن هذه الصواريخ المضادة للطائرات (تاو) عززت من قدرة المعارضة على تحقيق نجاح في مواجهة الغارات الروسية في سوريا.

ويرى محللون، الإجراءات التى اتخذتها أمريكا بأنها تشير إلى أن واشنطن نجحت فى تحقيق ما سعت له منذ التدخل العسكرى الروسى فى سوريا، فالولايات المتحدة أغضبها دخول روسيا كشريك وطرف فعال فى الأزمة المندلعة منذ أربع سنوات، ويقلقها نجاح الضربات الروسية فى إبقاء بشار الأسد، لذا سعت إلى افتعال أزمة عسكرية مع روسيا بطريقة غير مباشرة تجبر الرئيس الروسى على تقديم تنازلات فى المفاوضات السياسية والقبول برحيل بشار الأسد.

وأشار المحللون إلى أن التحذيرات التى وجهتها موسكو لأمريكا من التورط في أي حرب بالوكالة في سوريا، دليل يكشف أن الجانب الروسى استقبل الرسالة ويعرف الهدف الأمريكى من اسقاط مقاتلة سو-24. واستبعد المحللون قيام روسيا بأى رد عسكرى تجاه تركيا، لأن المواجهة حينها لن تكون مع سلاح الجو التركى بل الطائرات الأمريكية، وبالتأكيد لا يرغب الطرفان فى نشوب حرب عالمية ثالثة بسبب حليف سورى أو سعودى.

ودلل خبراء عسكريون على استبعاد نشوب أى معارك مسلحة بين القوات الروسية ونظيرتها الأمريكية فى سوريا، بالجدية التى أظهرتها واشنطن لحماية تركيا عضو حلف «الناتو» الذى تقوده أمريكا، وإعلانها إرسال حاملة الطائرات «يو إس إس جورج بوش» إلى الخليج.

وأضافو أن تحذيرات التنين الصينى من نشوب حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية المحتملة فى سورريا ورفضها التدخل في الشأن السوري، تأكيد جديد أن الصراع فى سوريا دفع إلى طريق خطير سيكون على دول الشرق الأوسط عبوره بسرعة وسلام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق