يوسف أيوب: ملاحظات على هامش النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم

السبت، 22 يناير 2022 09:30 م
يوسف أيوب: ملاحظات على هامش النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم

الأمن والاستقرار لم يعد شعار نأمل في الوصول إليه بل واقع يلمسه كل من يزور مصر.. وقدرة الدولة على تنظيم الفاعليات الدولية رغم تحديات الجائحة
 
 
بخلاف التنظيم الرائع والنقاش الثرى الذى سيطر على النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، الا أن الشئ الذى لفت أنظار كل الحضور الذى شمل شباب يمثلون 196 دولة، فضلاً عن هيئات ومؤسسات ومنظمات دولية، ومسئولين حكوميين من دول عدة، هو عنصر الأمن في مدينة السلام.
 
ففي هذه النسخة كان لافتاً لكل الحضور تحول شرم الشيخ إلى منتجع سياحى كبير يحتضن ضيوفه سواء السياح أو المشاركين في المنتدى دون أي ظهور للدوريات الأمنية التي اعتدنا عليها في الماضى، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أن مصر تحصد اليوم ثمار حربها الضروس ضد الإرهاب، بعدما تحولت إلى واحة استقرار وأمن وسط محيط اقليمي مضطرب وملئ بالأزمات الأمنية والسياسية، بما يؤكد أن المقاربة الأمنية المصرية التي انطلقت في 2014 أتت بثمارها، وانتهت إلى القرار التاريخى الذى أصدره الرئيس السيسى في 25 أكتوبر الماضى، بإلغاء حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ سنوات، بعد تأكيده أن مصر باتت "واحة للأمن والاستقرار" في المنطقة.
 
ففي 25 أكتوبر كتب الرئيس السيسى عبر حسابه على فيسبوك: "يسعدني أن نتشارك معا تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر، بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة، ومن هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.. هذا القرار كان الشعب المصري هو صانعه الحقيقي على مدار السنوات الماضية بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية والبناء، إنني إذ أعلن هذا القرار، أتذكر بكل إجلال وتقدير شهداءنا الأبطال الذين لولاهم ما كنا نصل إلى الأمن والاستقرار، ومعا نمضي بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة".
 
الغاء الرئيس السيسى لحالة الطوارئ كانت له الكثير من التداعيات الإيجابية على وضعية الدولة المصرية، سواء سياسياً او اقتصادياً، لأنه بعث برسالة قوية للداخل والخارج، أن دولة القانون التي استطاعت أن تجابه الإرهاب وتوجه له الضربة القاضية، تفتح أذرعها للجميع، وقادرة على استقبال ملايين السياح الذين سيجدون في مصر ما يبغونه من أمن وسلامة وقضاء وقت ممتع، فضلاً عن رسالة أخرى لرجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب، بأن أموالهم في مصر ستكون أمنة، وهو ما نتج عنه إعلان الكثير من الشركات الأجنبية والمستثمرين أيضاً رغبتهم في ضخ استثماراتهم في مصر، في ظل حالة الاستقرار التي تشهده، فضلاً عن تطور البنية التحتية، والتي تتوازى ايضاً مع نقله نوعية كبيرة في التفكير المصرى، والمقصود هنا الاهتمام الرئاسي ببناء شخصية المصرى، من خلال تعليم قادر على تخريج شباب قادرين على مؤامة التغيرات الكبيرة في سوق العمل، وكذلك تغيير البنية التشريعية لزيادة طمأنينة المستثمرين على ضخ أموالهم واستثماراتهم في مصر.
 
وأكبر دليل على ذلك ما قاله أحد المسئولين في البنك المركزى الثلاثاء الماضى، بأن المستثمرين الأجانب عادوا بقوة للسوق المصرية بداية من يناير 2022، بعدما قاموا بضخ نحو 970 مليون دولار منذ بداية العام وحتى 16 يناير الجاري في الاستثمارات المالية من سندات طويلة الأجل وأذون خزانة.
 
وجاء مشهد "منتدى شباب العالم" ليؤكد هذه الرسالة للعالم كله، رسالة أن مصر أضحت حقيقة وعلى أرض الواقع، بلد مختلفة عن ذي قبل، فالأمن والاستقرار لم يعد شعار نأمل في الوصول إليه، بل هو واقع مفروض على الأرض، يلمسه كل من يزور مصر، أو يتابع التغيرات التي تحدث بها.
 
وكان من النتائج الإيجابية للمنتدى أيضاً العرض الذى قدمه الرئيس السيسى في كل جلسات ونقاشات المنتدى للتجربة المصرية في التنمية، والنتائج التي تحققت على الأرض بالفعل، وأصبحت ماثلة امام الجميع، خاصة أن هذه النسخة جاءت مختلفة عن النسخ الثلاثة السابقة في جزئية مهمة، وهى أن النسخ السابقة كانت تشهد حديثاً عن الخطط المستقبلية للعمل، لكن هذه النسخة، كان الوضع مختلف، فما تحدث عنه الرئيس في السابق أصبح اليوم واقعاً ماثلاً أمام الجميع، ويحظى بشهادة المؤسسات الدولية التي تتابع كل صغيرة وكبيرة في مصر، وترى بأعينها حصاد الجهد والتعب الذى سارت عليه الدولة طيلة السنوات السبع الماضية، وصولاً إلى الإعلان عن تأسيس "الجمهورية الجديدة" التي تخطو بمصر نحو المستقبل.
 
الملاحظة الثانية هى رسالة شباب مصر للعالم، بأنهم محل ثقة القيادة السياسية بهم، فقد كان تنظيم المنتدى بالكامل من خلال شباب البرنامج الرئاسى وشباب الأكاديمية الوطنية للتدريب، ورأينا وتابعنا جميعاً نموذجية التنظيم وبراعة الأداء من هؤلاء الشباب الذين قالوا للجميع إن شباب مصر هم الجيل الذى بسواعده ستبنى الجمهورية الجديدة. 
 
الملاحظة الثالثة هي قدرة الدولة المصرية على تنظيم الفاعليات الدولية حتى في ظل تحديات فرضت على الكثير من الدول اللجوء إلى الإغلاق الكامل بسبب جائحة كورونا ومتحوراتها الجديدة، وهذا الحديث ليس مقصوداً به أن مصر تحدت كورونا، وأنها قررت تنظيم المنتدى من منطلق التحدى فقط، ولكن معناه أن مصر اتبعت في التنظيم كافة الطرق والوسائل العلمية والإجراءات الاحترازية، استطاعت من خلالها أن تحافظ على سلامة كل الحاضرين.
 
الملاحظة الرابعة، هي قدرة المسئولين المصريين للحديث والرد على كل الأسئلة المتعلقة بالشأن المصرى، دون خوف أو مواربة، وظهر ذلك من خلال ردود الرئيس السيسى على أسئلة الحضور المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان في مصر، سواء خلال جلسة محاكاة المجلس الدولى لحقوق الانسان، أو جلسة الرئيس مع الإعلام الأجنبي، فقد اتسمت ردود الرئيس بالوضوح المعتاد منه، خاصة في تأكيده على تبنى مصر نظرية جديدة لمفهوم حقوق الانسان لا تقتصر فقط على الحق في التعبير لتشمل أيضاً الحقوق السياسية والاقتصادية والإجتماعية، من خلال العمل على توفير حياة كريمة لكل المصريين، وهو المفهوم الذى لا تعيره الدول الكبرى اهتماماً كبيراً، في حين أن الدولة المصرية تضعه في قمة أولوياتها، لذلك تعمل من خلال برامج ومبادرات متعددة لرفع شأن المواطن المصرى، بل وكافة المواطنين المقيمين بها.
 
 ويضاف إلى هذه الردود الحوار الذى أجراه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع قناة "BBC عربي" على هامش المنتدى، ضمن برنامج بلا قيود، الذي تقدمه الإعلامية نوران سلام، فقد كان الحوار في مجمله رائعاً وعبر خلاله رئيس الوزراء عن الكثير مما يدور في عقول جميع المصريين، خاصة في مسألة التواصل المستمر بين الدولة والمواطنين، بتأكيده أن أعضاء الحكومة ليسوا منفصلين عن الشعب المصرى، لأنهم جاءوا من أبناء هذا الشعب العظيم، وأنهم يعون حجم التحديات والمشاكل المتراكمة التى تواجه مصر، وقوله:" الأهم هو التحرك لحل هذه المشاكل والتغلب على تلك التحديات.. وأن هذا هو ما يعطى الأمل للمواطنين أن هناك تغييرا ايجابيا يحدث".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة