"مواقف مضيئة سجلها التاريخ".. مصر والإمارات نموذج متميز يحتذى به في العلاقات العربية والدولية

الأربعاء، 26 يناير 2022 08:04 م
"مواقف مضيئة سجلها التاريخ".. مصر والإمارات نموذج متميز يحتذى به في العلاقات العربية والدولية
جانب من الزيارة
دينا الحسيني

مصر والإمارات تربطهما علاقات وثيقة تتباين في مواقف مشابهة تجاه الأزمات الإقليمية، حيث كان التنسيق الوثيق في السياسة الخارجية، واضحاً بين الإمارات ومصر، حيال القضايا العربية والإقليمية الرئيسية، مع تقارب في الرؤى والمواقف بشأن أهمية التسوية السياسية لتلك الأزمات حقناً لدماء المواطنين الأبرياء، وحفاظاً على مقدرات الشعوب، وصوناً للسلامة الإقليمية للدول العربية، والحفاظ على وحدة أراضيها، فضلا عن العلاقات الاقتصادية التي تشهد تقارباً وتعاوناً ودعماً واستثمارا مستمرا، إذ تحتل الإمارات المركز الأول دولياً وعربياً من حيث الاستثمار الأجنبي في مصر.

المواقف المتبادلة بين البلدين، والدعم في الظروف الصعبة، سلسلة مضيئة متصلة، التاريخ شاهد عليها فكانت مصر من اوائل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة بديسمبر عام 1971، بعد نجاح الشيخ زايد بن سلطان حاكم إمارة أبو ظبي حينها بالاشتراك مع الشيخ الراحل راشد بن سعيد آل مكتوم الذي كان يحكم إمارة دبي، بإقناع باقي حكام الإمارات الخمس بالاتحاد لقيام دولة الإمارات وتم انتخاب الشيخ زايد رئيسًا لها، فيما ساندت الإمارات مصر في حربها ضد إسرائيل في أكتوبر 1973، حيث قام الشيخ زايد بن سلطان بإصدار قرار منع البترول عن الدول المساندة للعدو، مما شكل ضغط كبير، جعل المجتمع الدولي يثور ولكن الإمارات صممت على موقفها بل وقال لباقي الدول العربية التي خشيت من تأثر ذلك القرار "إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي".

272767970_493435655478501_8760409586025185213_n

وكان الموقف الأبرز والأهم في الدعم الإماراتي المصري بعد ثورة 30 يونيو 2013، حيث كانت إسهامات ومساعدات الإمارات خير معين لمصر في المرحلة الانتقالية التي تلت الثورة، ساندت خارطة الطريق المصرية، بمشروعات تنموية توزعت على عديد من القطاعات المختلفة، هذا إلى جانب الدعم السياسي والدبلوماسي "التاريخي"، في فترة كانت تواجه فيها مصر حملات استهداف غير مسبوقة.

ومع تزايد التحديات التي تواجه المنطقة خلال السنوات الماضية، وما أفرزته الأزمات الإقليمية التي فرضت واقعاً جديداً، عزز ذلك بدوره تحديات تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وكان التنسيق المصري الإماراتي نموذجاً يحتذى، بخاصة في محاور مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والجهود المشتركة المبذولة والفاعلة بين البلدين في هذا الإطار، انطلاقاً من الاتفاقيات الموقعة بينهما.

image (2)

ولن تخلى العلاقات بين البلدين من الزيارات الرسمية المتبادلة لمد جسور التعاون المشترك خاصة في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث استقبل الأخير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة نحو 10 مرات منذ توليه الرئاسة في عام 2014، بينما زار الرئيس السيسي دولة الإمارات نحو 6 مرات، قبل زيارته اليوم التي بحث فيها مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين  التعاون وتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة العربية بما يخدم القضايا العربية وشعوب المنطقة والحاجة إلى صياغة رؤية مشتركة تجاه هذه القضايا.

272299275_493435312145202_6882011627777740300_n

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة