كيف سيتأثر تنظيم داعش بمقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي؟

الإثنين، 14 فبراير 2022 11:00 ص
كيف سيتأثر تنظيم داعش بمقتل زعيمه أبو إبراهيم القرشي؟
محمد الشرقاوي

قبل أيام أعلنت مواقع إخبارية مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو إبراهيم القرشي، في إدلب بسوريا، في عملية عسكرية أمريكية انتهت إلى مقتل الرجل الذي لم يظهر بالمرة.

فمنذ مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي، لم يغادر "القرشي" المنزل قط، فكان الزعيم الذي لم ينشر رسائل فيديو أو رسائل صوتية خوفًا من اكتشافه في منزله غير الملحوظ في أطمة بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
 
وتخضع تلك المنطقة لسيطرة ميليشيا "هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة سابقاً"، المنبثقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي.. تقول تقارير إن جيران أبو إبراهيم الهاشمي القرشي لم يكن لديهم أدنى فكرة عن الرجل المقيم في المنزل المجاور. وعلى ما يبدو فإن زعيم داعش كان يخطط من هناك لعودة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
 
لكن ماذا بعد مقتل أبو ابراهيم القرشي؟.. بالطبع ستكون هناك تداعيات كبيرة على التنظيم داخلياً وخارجياً، كذلك ارتدادات على المستوى العملياتي، يرى مراقبون أن مقتل القرشى سيؤدي بالتأكيد إلى زلزال داخل تنظيم داعش الإرهابى، أو على الأقل عملية ارتباك كبيرة.
 
تشير دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات، إلى أنه من المحتمل حدوث صراع على القيادة داخل التنظيم، وذلك لفقدان التنظيم معظم قياداته التاريخية، لكن من المؤكد سيحاول إخماد هذه الأزمة وتجاوزها فى أسرع وقت ممكن؛ منعًا لتفاقمها وتوظيفها ضده سواءً من قبل القوى المنخرطة فى عمليات مكافحة الإرهاب، أو التنظيمات الإرهابية المنافسة.
 
الحال الآن لا يختلف كثيراً عن مرحلة ما بعد مقتل "البغدادي" حيث سارع التنظيم باختيار زعيم جديد له، وبالفعل تم اختيار القرشي فى غضون أسبوع تقريبًا، حيث سعى التنظيم عبر هذا التحرك إلى الحفاظ على هيكل قيادى متماسك وإظهار الوحدة.
 
ناهيك عن احتمالية حدوث انشقاقات بين صفوف التنظيم وقواعده، نتيجة لحالة اليأس التي يتعرض لها عناصر داعش، بالإضافة إلى السلم الهرمى للتنظيم، لكن التنظيم يلجأ عادةً إلى اغتيال أو حبس هذه القواعد.
 
والمتتبع لتاريخ الحركات الإرهابية، عادة تلك التنظيمات عقب اغتيال قادتها إلى التوسع فى شن العمليات الإرهابية، والقيام بعمليات انتقامية بدلًا من العمليات العسكرية الموسعة التقليدية، فى محاولة لإثبات الوجود والثأر، وإيصال رسائل بتواجدها رغم اغتيال قادتها.
 
ترجح دراسة المركز المصري، تلك النظرية، بقولها إنه اعتبار يُرجح قيام التنظيم فى الأيام المقبلة لبعض العمليات الإرهابية الانتقامية، سواءً فى سوريا أو العراق، خصوصًا ضد الولايات المتحدة والقوى المتحالفة معها على الأرض.
 
وتشير مؤشرات وتقارير استندت إليها الدراسة إلى احتمالية تولى الحاج جمعة عواد، زعامة تنظيم داعش، لمكانته التنظيمية الرفيعة؛ فهو رئيس مجلس الشورى العام للتنظيم، فضلًا عن مكانته المعنوية بوصفه شقيق أبى بكر البغدادى الزعيم السابق للتنظيم.
 
ويمكن القول إن عملية استهداف القرشى هى عملية نوعية بطبيعة الحال سوف تربك التنظيم، وقد تُحدث تراجعًا مؤقتًا له، لكنها لن تقضى عليه تمامًا، خصوصًا فى ظل تأقلم التنظيم مع خسارة قادته، وتزايد اعتماده على أفرعه فى أفريقيا وآسيا، فى مقابل تراجع قوة الأفرع المركزية بالعراق وسوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة