الشعب التونسي ينتفض على «ثورة البوعزيزي».. صعقة كهربائية لعاطل تطلق شرارة الغضب بتونس.. تظاهر الآلاف خارج مقار الحكومة.. إمتدادها للعاصمة والمحافظات المحيطة

الجمعة، 22 يناير 2016 12:54 م
الشعب التونسي ينتفض على «ثورة البوعزيزي».. صعقة كهربائية لعاطل تطلق شرارة الغضب بتونس.. تظاهر الآلاف خارج مقار الحكومة.. إمتدادها للعاصمة والمحافظات المحيطة
صورة ارشيفية

تتواصل المناوشات بين الوحدات الأمنية ومحتجين في عدد من المدن التونسية بعد أيام من إندلاعها في القصرين على خلفية وفاة شاب عاطل عن العمل بصعقة كهربائية ما أثار سخط المواطنين.

وأطلقت قوات الشرطة قنابل‭‭‭ ‬‬‬الغاز وإشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين أضرموا النار في مركز للشرطة، الخميس 21 يناير، وحاولوا إقتحام مبان حكومية محلية في عدة مناطق في أكبر مواجهات وإحتجاجات منذ ثورة 2011.

كما تظاهر بضعة آلاف من الشبان خارج مقر الحكومة المحلية في ولاية القصرين حيث بدأت الإحتجاجات مطلع الأسبوع الجاري بعد مقتل الشاب رضا اليحياوي، الحاصل على شهادة جامعية رغم ذلك لم يستطع الحصول على وظيفة تؤمن له قوته اليومي، حرقًا بصعقة كهربائية حين كان يحاول صعود عمود للتيار الكهربائي أثناء وقفة إحتجاجية خاصة بعد أن عجز عن إيصال صوته للمسؤولين للتعبير عن غضبه واستنكاره بعد أن حذف إسمه من قائمة المقبولين للعمل في وزارة التربية.

حالة الوفاة كانت كافية لإندلاع شرارة ثورة جديدة على مايبدو بعد مرور 5 سنوات على الإنتفاضة التي أطاحت بالنظام القديم من أجل الكرامة والتشغيل وساهمت في رفع راية تونس في العالم أجمع وتغيير الخارطة السياسية في ليبيا ومصر واليمن.

وإنطلقت الإحتجاجات الغاضبة والمظاهرات المنددة من طرف الشباب العاطلين في مدينة القصرين ما أدى إلى مقتل شرطي واحد على الأقل، الأربعاء، لكن سرعان ما توسعت لتشمل مناطق أخرى في سيدي بوزيد وسوسة وكذلك تونس العاصمة وبعض مناطق الشمال الغربي.

وفي حي الإنطلاقة داخل العاصمة تونس هاجم عشرات المحتجين مقرًا صغيرًا للشرطة وأحرقوه قبل أن تلاحق قوات مكافحة الشغب المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات "لاخوف لا رعب.. الشارع ملك الشعب".

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة وتفرقوا في الأحياء المجاورة.

هذا، وأفادت وسائل إعلام رسمية وسكان محليون بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا إقتحام مبان حكومية محلية في بلدات أخرى هي جندوبة وباجة والصخيرة وسيدي بوزيد حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة.

كما شملت الإحتجاجات مدن دوز وصفاقس وسوسة والنفيضة والجريصة والدهماني أيضًا.

ووصول الإحتجاجات بشكل عنيف للعاصمة من شأنه زيادة إرباك السلطات التي تسعى لإحتواء موجة إحتجاجات تهدد بإنزلاق البلاد إلى أتون أزمة أمنية وسياسية.

من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن محتجين أضرموا النار في نقطة تفتيش للشرطة في مدينة قبلي جنوبي تونس وإن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخرى في الكاف شمال غرب البلاد.

وأحيت الإحتجاجات ذكريات إنتفاضة «الربيع العربي» في تونس عام 2011ـ، التي إندلعت بعدما حرق الشاب البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه في ديسمبر2010 وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الفرار وفجر إحتجاجات في أنحاء العالم العربي.

وأرتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 في المئة عام 2015 مقارنة مع 12 في المئة عام 2010 بسبب ضعف النمو وتراجع الإستثمارات إضافة إلى إرتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس.

وفي إستجابة للإحتجاجات الأخيرة أعلن مكتب رئيس الوزراء الحبيب الصيد أنه سيعود للبلاد من زيارة لسويسرا حيث يحضر إجتماعات المنتدى الإقتصادي العالمي ويعقد اجتماعًا طارئًا للحكومة.

وقال الرئيس الباجي، قائد السبسي الأربعاء، إن الحكومة ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين، وتبدأ في تنفيذ مشروعات، وحضر مئات العاطلين يوم الخميس للتقدم لوظائف لكن حدة التوتر ما زالت مرتفعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة