مصر مركز إقليمي لتصنيع لقاحات الحامض الرسولي mRNA

السبت، 26 فبراير 2022 08:30 م
مصر مركز إقليمي لتصنيع لقاحات الحامض الرسولي mRNA
لقاحات كورونا- أرشيفية
أحمد سامي

الأسبوع الماضى أعلنت منظمة الصحة العالمية مصر مركزا إقليميا لتصنيع لقاحات الحامض الرسولي (mRNA)، بما يمثل تتويجا للريادة المصرية في مجال تصنيع الأدوية واللقاحات، وتكليلاً للجهد المبذول في إبراز الإنجازات المحققة في مجال البحث العلمي، حيث نجحت مصر في انتاج كمية ضخمة من اللقاحات محلياً، إلى جانب تطوير هيئة الدواء المصرية لتتواكب مع الاجراءات القياسية لمنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن منح حقوق الملكية الفكرية للقاحات والأدوية المصنعة.
 
وجاءت مصر ضمن ست دول أفريقية، للحصول على تكنولوجيا متطورة، لفتح مراكز لإنتاج اللقاحات ضد فيروس كورونا، من أجل مساعدة القارة الأفريقية على توفير ما يكفيها من اللقاحات، وفي إطار استكشاف الفرص والتحديات والسبل الممكنة لإنشاء قدرات تصنيعية للقاحات والبدائل العلاجية في أفريقيا، من خلال تحديد وتعزيز الصناعات الصحية في أفريقيا كونه مستهدفا جوهريا لزيادة الأمن الصحي والدوائي في القارة الأفريقية على المدى الطويل.
 
وقبل جائحة كورونا، كان يُنظر إلى هذه التكنولوجيا بعين الشك، لكن الآن هناك ثقة متزايدة في أن لقاحات الحمض النووي (mRNA) يمكن أن يكون لها تطبيقات بعيدة المدى في معالجة الأمراض من الإنفلونزا إلى الملاريا، إلا أن العلماء اكتشفوا ان هذه التكنولوجيا التي تستخدم في انتاج اللقاحات يمكن أن تقي من العديد من الأمراض ومنها أمراض نقص المناعة والسرطان وكورونا وغيرها من العديد من الأمراض الخطيرة التي تواجه العالم.
 
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن التقدير لاختيار مصر ضمن دول القارة الأفريقية التي ستتلقى الدعم للحصول على تكنولوجيا mRNA، مؤكداً أن هذا الحدث يمثل انعكاساً حقيقياً لما يمكن للشراكة الدولية في المجال الصحي تحقيقه من إيجاد وسائل فعالة لمواجهة التحديات العالمية إذا ما توافرت الإرادة السياسية اللازمة لذلك، فضلاً عن أن تحقيق هذا الإنجاز سيساهم في تمكين الدول الأفريقية من تجاوز الآثار السلبية الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، بما يمثل خطوة على الطريق نحو الشراكة الشاملة المنشودة في المجال الصحي، داعياً الشركاء الدوليين إلى تعزيز الجهود المبذولة في هذا المجال لدعم الدول الأفريقية وتوفير التمويل المستدام لسد احتياجاتها الصحية، وكذلك تعزيز الآليات الدولية ذات الصلة بتوزيع اللقاحات لتصبح أكثر عدالة واستجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة.
 
وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل المنظمة في القاهرة، إن اختيار مصر، واحدة من أول ست دول ستتلقى تكنولوجيا إنتاج اللقاحات بتقنية «رنا المرسال» من خلال مركز نقل التكنولوجيا للقاحات «الرنا المرسال»، حدث عظيم، مضيفة أن المركز الذي أعلن عن إنشائه في يونيو 2021 في جنوب إفريقيا يهدف إلى دعم الدول في زيادة إنتاجها المحلي من اللقاحات من خلال نقل التكنولوجيا الطبية والخبرات والممارسات التصنيعية الجيدة، لافتة إلى أن جائحة كوفيد-19 أظهرت عدم الإنصاف الكبير في توزيع اللقاحات، لذلك تم إنشاء المركز من ضمن خطوات أخرى لتحسين إتاحة اللقاحات للجميع.
 
وقالت الدكتورة نعيمة القصير: تقدمت مصر لتصبح واحدة من الدول المستفيدة من المركز، ونحن نتطلع في منظمة الصحة العالمية إلى مواصلة العمل مع الشركاء الوطنيين في مصر لدعم دور مصر الحيوي في تعزيز الأمن الصحي والإنصاف للوصول إلى أعلى مستوى ممكن من الصحة للجميع.
 
وفى سياق متصل أعلنت هيئة الدواء المصرية، أنها قد شاركت- بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية- في المناقشات، والاجتماعات الفنية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية بشأن نقل تصنيع تلك التكنولوجيا، من خلال ممثلين عن قطاعها الحكومي والخاص، كما عقد في وقت سابق من هذا الشهر اجتماعًا تنسيقيًّا بين هيئة الدواء المصرية وممثلي الاتحاد الأوروبي، للتعرف على الإمكانات المتوفرة في السوق المحلي، والاحتياجات اللازمة لتصنيع لقاحات كورونا في مصر.
 
وكشف الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، إن اللقاحات تصنع بمجموعة من الطرق التقليدية المعتادة، حيث يتم استخدام لقاح ميت أو مضعف، مبينا: «نجلب فيروس ونميته في المختبر أو نضعفه، ويتم استخدام هذا الفيروس الميت أو المضعف كلقاح لتحفيز الجهاز المناعي، أما الطريقة الثانية للقاحات، تتم عن طريق جزء من الخلية كناقل للفيروس، ويتم وضع جزء من الفيروس عليها، أما النوع الثالث يتم استخدام الحمض النووي. mRNA وهذا أحدث الطرق في تصنيع اللقاحات».
 
وأوضح متحدث الصحة، أن الحمض الذي يرسل الصفات الوراثية للخلية، يتم استخدامه كوسيلة تستطيع بها الخلايا المناعية أن تفك شفرة الفيروس، وهذا يتم استخدامه في مصر حاليا جراء توفير هذه التكنولوجيا، وتمتاز لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال بسرعة الإنتاج وقلة التكلفة مقارنة بغيرها من تقنيات صنع الأدوية واللقحات، متابعة: تشير البيانات الأولية لدراسة هذه اللقحات بأنها تحفز المناعة الخلوية وكذلك المناعة الخلطية أسرع من غيرها.

مصر تستهدف أن تصبح مركزا إقليميا لتصدير لقاح كورونا
 
وتستعد مصر لتصدير لقاحات مضادة لكوفيد مصنعة محليا لدول أفريقيا، حيث تتطلع لأن تصبح مركزا للقاحات في القارة التي تكافح تفشي المرض، تأتي الخطوة بعد إرسال كمية من لقاحات سينوفاك المصنعة محليا إلى الأراضي الفلسطينية في أول شحنة للخارج، وتجرى أيضا مفاوضات لتقديم لقاح سينوفاك إلى ليبيا المجاورة، وهناك بعض الدول الأفريقية طلبت شحنات، وإن عملية التوزيع قد تتم عبر تحالف كوفاكس أو بمدفوعات مباشرة، وفقا للظروف.
 
وقال خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والقائم بأعمال وزارة الصحة المصرية، إن مصر أنتجت حتى الآن 27 إلى 30 مليون جرعة من لقاح سينوفاك ولديها القدرة على إنتاج 100 مليون جرعة في المجمل خلال العام الجاري، لافتاً إلى أن مصر أرسلت مؤخرا 500 ألف جرعة سينوفاك إلى الفلسطينيين، وأن هذه الشحنة تم إنتاجها وتصنيعها في مصر لدى الشركة المصرية القابضة لإنتاج اللقاحات والأمصال والأدوية «فاكسيرا» التابعة لوزارة الصحة والسكان المصرية، مضيفا أن التعاون بين مصر والصين يعزز الجهود المبذولة نحو توطين صناعة اللقاحات والأمصال في مصر وجعلها مركزاً إقليمياً تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية في هذا الصدد، وذلك لضمان إتاحة اللقاحات والأمصال اللازمة في مواجهة الأمراض سواء على مستوى المنطقة العربية أو القارة الأفريقية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق