"فيلق أجنبي" جديد في أوكرانيا.. هل تقع روسيا في نفس فخ "أفغانستان"؟

الأحد، 27 فبراير 2022 03:20 م
"فيلق أجنبي" جديد في أوكرانيا.. هل تقع روسيا في نفس فخ "أفغانستان"؟
الجيش الروسي - أرشيفية
محمود علي

 
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إنشاء "فيلق دولي أجنبي" للمتطوعين من خارج البلاد، في خطوة رآها مراقبون بأنها قد تطيل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
 
يأتي هذا التصريح في وقت، تدخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية يومها الرابع الأحد، بعد اشتباكات متفرقة في مناطق مختلفة شرقي البلاد والعاصمة كييف.
 
وقال زيلينسكي إن إنشاء فيلق أجنبي للمتطوعين للمشاركة في الحرب ضد روسيا: "سيكون دليل رئيسي على دعم هؤلاء لبلدنا" فيما أثار هذا التصريح الشكوك من أن تتحول أوكرانيا إلى مستنقع جديد لروسيا في حرب أشبه بالفخ الذي نصبته الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية لموسكو في القرن الماضي فيما عرف بالحرب السوفيتية في أفغانستان، والتي كانت استنزافية وأضعفت القوة العسكرية الروسية لسنوات.
 
ولا يوجد أن الدول الغربية تتمنى أن تقع روسيا في المحظور، بتحول أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة لموسكو، بعد خسائر الأخيرة الباهظة في ثمانيات القرن الماضي، حيث كانت يدعم الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة ما يطلق عليهم "المجاهدين الأفغان" لاستنزاف الجيش الروسي.
 
لكن البعض يرى أن هناك مبالغة في هذا الأمر، وهذا ما أكده مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير رخا أحمد حسن الذي أكد "هناك أخبار مزيفة كثيرة ومبالغة في بعض الأحيان تداول عن العمليات العسكرية التي تخوضها روسيا في أوكرانيا".
 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة" أن "روسيا توجه ضربات على المناطق القريبة من الحدود وتحاول أن تتفادى الدخول في نفس المستنقع الأفغاني".
 
وأضاف أن "العمليات العسكرية الروسية تشمل استهداف مواقع للجيش الأوكراني فقط دون الدخول في معارك استنزافية"، مؤكداً أن خطة روسيا هي "إرباك القوات الأوكرانية من خلال توجيه ضربات لقواعده وتمركزاته في أكثر من منطقة"، مستدلاً بذلك بأن الجيش الأوكراني بالفعل بدأ في الانسحاب من أطراف الدولة وقام بالتركيز أكثر على العاصمة والمناطق المحيطة لها".
 
وأضاف أن "مسألة دخول روسيا وتورطها في المستنقع الأوكراني مثلما حدث مع أفغانستان مستبعد تماماً"، مشيراً أن روسيا متيقنة لهذا الأمر حيث يحاول حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن يحقق هدفه الأساسي من هذه الحرب وهو استدراج روسيا لحرب استنزافية دون أن ينظر إلى ما ستشهده أوكرانيا من دمار نتيجة ذلك.
 
وأكد أن الهدف الثاني لحلف الناتو هو وجود مبرر قوي لفرض مزيد من العقوبات الدولية على روسيا ومن ثم استنزاف اقتصادها ووضعه في خندق مغلق، موضحاً أن الهدف الثالث من "محاولة استفزاز الناتو للروس هو وجود مبرر جديد لضم أوكرانيا لدول الحلف".
 
وتابع أن "روسيا من البداية وتؤكد أنها مدركة لهذه التحركات المريبة وما يضعف احتمالية الدخول الروسي وسقوطه في فخ المستنقع الأوكراني أن هناك نقاط قوة لدى موسكو يمكن استخدامها بدل الوقوع في ذات الفخ، أبزرها اختلاف العرقيات المتواجد في أوكرانيا حيث يوجد عدد كبير لا بأس به مناصر للتدخل الروسي، ما يصعب على كييف أن توحد موقفها أمام رؤية موسكو الرافضة لأي تواجد للناتو على حدودها". 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق