«صوت الأسلحة يعلو».. ماذا يعني تدخل التنين في أزمة أوكرانيا وروسيا؟

السبت، 05 مارس 2022 03:00 م
«صوت الأسلحة يعلو».. ماذا يعني تدخل التنين في أزمة أوكرانيا وروسيا؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ

في وقتٍ يتصاعد التوتر العالمي بسبب الهجوم الروسي لأوكرانيا، قررت الصين بشكل مفاجئ تقديم دعم قوي لتطوير الدفاع القومي والقوات المسلحة، وقال رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، إن الأمر يتطلب أن نحمي سيادة وأمن ومصالح بلادنا التنموية، وبناء نظام حديث لإدارة الأسلحة والمعدات.
 
ووفقا لوزارة المال الصينية تبلغ زيادة الميزانية العسكرية بنحو 7.1% هذا العام، وتعد مرتفعة قليلا عن 2021 والتي بلغت 6.8%، ويجري تخصيص نحو 230 مليار دولار للدفاع الوطني، ما يجعل الصين تملك أكبر ميزانية دفاعية بعد أمريكا.
 
وتعد الزيادة في الإنفاق العسكري الصيني أعلى بكثير من النمو المتوقع لإجمالي الناتج المحلي، الذي حدده السبت رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، عند 5.5% للعام الجاري.

الصين وأزمة أوكرانيا
اتخذت الصين موقفا مغايرا عن العالم فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، معتبرة الأمر أن ما يحدث مجرد حرب باردة بين الولايات المتحدة وروسيا.
 
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، «الحرب الباردة انتهت منذ زمن طويل، علينا التخلي عن عقلية الحرب الباردة المبنية على مواجهة المحاور بعضها لبعض».
 
وأضاف: «لم يسلط ذلك الضوء على أهمية مبدأ الأمن الغير القابل للتجزئة، أو الحاجة الملحة لتعزيز التسوية السياسية، وتكثيف الجهود الدبلوماسية. هذا لا يتماشى مع موقف الصين الثابت. لذلك، لم يكن أمامنا خيار سوى الامتناع عن التصويت».
 
وجاء موقف الصين من الحرب الروسية في أوكرانيا، موقفاً مسؤولاً، ولم تسعى إلى التأييد المطلق لموسكو، أو لم تُدِن ما قامت به موسكو، وأعلنت تفهّمها للمخاطر الأمنية الروسية، بناء على المصالح المشتركة، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 140 مليار دولار.
 
وجاء قرار امتناعها عن التصويت في الأمم المتحدة مؤخراً، ليس للتخلي عن دعم روسيا ولا لتحسين علاقتها مع واشنطن، بل تسعى لحصد مكاسب بدعم موسكو في انفصال الدونباس عن أوكرانيا، وتعتمد على قاعدة السيادة الإقليمية وارتباطها باستعادة إقليم تايوان، لمبدأ نفسه.
 
وترى الصين أن روسيا تدرك تماماً أنها ستستخدم حق النقض وإفشال تمرير القرار، وبالتالي فإن اعتراضها لن يغير في النتيجة شيئا، لذا تمسكت بمبدأ السيادة الإقليمية، وأفشلت تمرير قرار مجلس الأمن بالاعتماد على الفيتو الروسي.

موقف الحياد
وجاء رد بكين بضرورة حل النزاع بالطرق السلمية والابتعاد عن العودة إلى عقلية الحرب الباردة، من جانب، وأكدت سيادة أوكرانيا واستقلالها من جانب آخر.
 
ولا تربط الصين علاقات تجارية مع روسيا فحسب لكنها عززت التعاون مع أوكرانيا منذ 2019 وزاد منذ وقتها بنحو 20.5% ووصل إلى 15.4 مليار دولار، كما تضاعفت الصادرات منها إلى 7.1 مليار دولار، فيما انضمت كييف إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، لذا لا تستطيع بكين التضحية بمصالحها الطرفين.
 
ولم يلق الموقف الصيني قبولاً مطلقاً من أطراف النزاع، التي كانت تنتظر أن تنحاز الأخيرة إلى طرف بشكل مطلق، فيما ترى الصين نفسها دولة عظمى مسؤولة، تسعى لتكريس استقلالية قرارها السياسي، ولا تنتظر إرضاء الغرب أو الولايات المتحدة، أو دعم روسيا.
 
ومؤخرا أعادت روسيا تأكيد دعمها لمطالبة الصين بتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تهدد بكين بضمها بالقوة إذا لزم الأمر.
 
وقالت صحيفة «تايمز» إنه لم يتضح ما إذا كان التنسيق بشأن الاجتياح أوكرانيا، حدث بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن نظيره الصيني شي جين بينغ، أو على مستوى أقل، لكن تقرير الاستخبارات أشار إلى أن «كبار المسؤولين الصينيين لديهم مستوى معين من المعرفة المباشرة بخطط أو نوايا روسيا بشأن بدء الاجتياح».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق