محمد فزاع يكتب

نفاق الغرب

السبت، 05 مارس 2022 04:14 م
نفاق الغرب

في السياسة لا شيء يترك للصدفة والأقدار، فقط تبني كل دولة وتحالف مبادئها على ما تكسبه، وهذا ليس عيبا ما دام لحماية مصالح دون إلحاق ضرر، ما دام سياسة ردع لا سياسة حرب.

مؤخرا جاء الصراع الروسي الأوكراني بما لا يشتهيه العالم، دعك من العقوبات لكن الجميع برفض إزهاق الأرواح والدم وتشريد العائلات، ومع تصارع النفوذ الدولي يظهر الانحياز دائما، أو بمعنى أدق «النفاق السياسي».

عند العودة لسنوات ليست كبيرة للنسيان، وتحديدا عام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق، دون تصريح من الأمم المتحدة، ولم يدين وقتها مجلس الأمن التدخل بسبب حق النقض الذي تتمتع به أمريكا، وامتنعت القوى العظمى والدول وقتها عن فرض عقوبات بشكل جماعي على واشنطن.

تكرر الأمر بعده بـ11 عاما، وفي 2014 أقدمت روسيا على السيطرة على شبه جزيرة القرم بأوكرانيا دون إذن من الأمم المتحدة، وشاهدنا مرة أخرى لم يصدر أي إدانة من مجلس الأمن بسبب حق النقض لروسيا، وفي الأزمة لكنها فرضت عقوبات أمريكية وأوروبية على روسيا، تحت بند نفاق الولايات المتحدة وأوروبا

 ومن جملة النفاق، ما سوقته الآلة الإعلامية الأمريكية والغرب عموما للعالم منذ نوفمبر الماضي، بالاستعداد النفسي بأن موسكو اتخذت قرارها بـ"غزو" أوكرانيا، وأن واشنطن وحلفاءها في الناتو سيقفون بجانب الشعب الأوكراني لمواجهة أي تحرك عسكري روسي، شريطة أن تقف معها ضد الكتلة المعادية لموسكو، وترتمي في أحضان الناتو.

وبعد أول رصاصة استدعى الغرب عائلات الدبلوماسيين من كييف، وتراجعوا عن الوقوف بمجرد إطلاق وعود بدعم الجانب الأوكراني بأسلحة وأموال إضافية لتمتين صفوف جبهاته الداخلية والخارجية، اتساقا مع مبدأ «مع نفسك»!.

قراءة المشهد السياسي يؤكد استخدام كييف مجرد ورقة دفعوا بها في النزاع إلى أقصى درجاته وصولا إلى التدخل العسكري، وباتت دولة وشعبا وسيادة ضحية لمصالح أمريكا وأوروبا، بتركوها وحيدة في عمليات عسكرية المعادلة فيها محسومة مسبقا، وكشفت استراتيجية أبعدُ من الدفاع عن أوكرانيا، وأنها كانت فقط رأس حربة وظفها الغرب في مشروع أمريكي غربي أطلسي لتأجيج الصراع مع روسيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق