دينا الحسيني تكتب: في ذكرى تأسيس الجماعة.. قصة نزاع 3 ضباط بالمخابرات البريطانية على صنيعة حسن البنا

الجمعة، 18 مارس 2022 07:01 م
دينا الحسيني تكتب: في ذكرى تأسيس الجماعة.. قصة نزاع 3 ضباط بالمخابرات البريطانية على صنيعة حسن البنا
حسن البنا - أرشيفية

لم يتوقف ذيول حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان عن الاحتفال كل عام بذكرى تأسيس الجماعة، ويصدرون للمشهد أنها إصلاحية، وبلسان المظلومية رفعوا شعارات الاضطهاد، على مدار تاريخهم، ومتاجرتهم بالزهد في السياسة، وأنهم تركوها وشأنها لمن يريدها - على خلاف الحقيقة -  وأنهم تفرغوا للدعوة هكذا زعموا ولازالوا يزعمون، رغم ما ارتكبوه من مجازر باسم الدين في سبيل الوصول للحكم ليس في مصر فحسب، بل في عدد كبير من دول الشرق الأوسط.

" كبيرهم" كان حسن البنا.. الذي صار على نهجه الباقون..  ففي الذكري الـ 94 لنشأة الجماعة.. سجل التاريخ حقيقة نشأة جماعة الإخوان التي كشفتها العديد من الوثائق المثبتة والتي أعترف بها قيادات الجماعة أنفسهم فيما بعد، وكيف أن حسن البنا صنيعة مخابراتية برمز ديني زرعته بريطانيا في مصر وتولت رعايته منذ أن كان صبياً، وبعدما فشلوا في تجهيز والده لـ "المهمة"، وأفلت عليهم الأزهر تلك المحاولة، وجدت المخابرات البريطانية في حسن " الابن" ضالتهم للتمكين، فما قصة الـ “البنا" مع ثلاث ضباط مخابرات ببريطانيا.

البداية كانت مع أحمد عبد الرحمن البنا وهو والد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، الذي أتت به المخابرات البريطانية إلى قرية المحمودية بمحافظة البحيرة بجوار 12 أسرة يهودية وأثار توطينه بين اليهود هناك جدلا بين الكُتاب والمفكرين أبرزهم عباس العقاد الذي كشف في مقال شهير له أن جد مؤسس الجماعة الإخوانية ووالده غير معلومين إلا أن الثابت نشأته اليهودية.

وفقا للمعلومات التاريخية الموثقة، استقر أحمد البنا في البحيرة وامتهن مهنة اليهود "ساعاتي " بمحطة السكة الحديد، وتولى ضابط المخابرات البريطاني المسئول عن مكتب الإسكندرية أن ذاك مهمة تدريب والد البنا لإعداده عالماً دينياً، ومن خلاله حاولوا تمرير مؤلف دين كله لغطاً وتلاعب بالعقيدة الإسلامية وثوابتها، والمكتوب في بريطانيا وتم تسليمه إليه لعرضه على الأزهر الشريف للموافقة على طباعته.

سرعان ما تنبه الأزهر الشريف لفتنة "والد البنا" وسط تساؤلات أثيرت حوله وحول من يقف وراءه، ورفضوا طباعة المؤلف، وبعد شد وجذب تيقن ضابط مكتب مخابرات بريطانيا في الإسكندرية أن والد البنا بات " كرت محروق" أمام الأزهر الشريف، وأثناء اللقاءات تعرف ضابط المخابرات البريطانية على أبناء أحمد البنا والذي كان من بينهم حسن البنا، صبياً رأى فيه ضابط المخابرات أنه مفوه ولديه حضور ليطلب من والده تردد نجله حسن من حين لأخر لزيارته بمكتبه في الإسكندرية.

اللقاءات استمرت طويلاً بين ضابط المخابرات البريطاني وحسن البنا ليكلفه الالتحاق بكلية دار علوم جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة) الأن، وبالفعل درس هناك وتسلمه ضابط مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة، وبعد التخرج كان للمخابرات البريطانية رؤية في إعداد حسن البنا عالما دينياً من الإسماعيلية وليس القاهرة أو الإسكندرية حيث كان يتنازع عليه ضباط مخابرات بريطانيا في الثلاث محافظات.

وصل حسن البنا الإسماعيلية وتسلمه ضابط المخابرات البريطانية هناك ومكنه من ممارسة الدعوة بأول مسجد داخل قناة السويس التي كانت وقتها تحت سيطرة الاحتلال البريطاني، وكان المسجد بعيداً عن رقابة الأزهر الشريف، لتأتي الأوامر إلى حسن البنا بتأسيس جماعة الإخوان، وبدعم مالي بريطاني عن طريق شركة قناة السويس.

في أحد لقاءات حسن البنا بضابط المخابرات البريطانية في الإسماعيلية، عرض البنا خطة تأسيس الجماعة باستقطاب الأطباء والمهندسين للانضمام إليها ليعلمه ضابط المخابرات البريطانية درساً هامة في تاريخ الجماعة صارت تعيه حتى الأن، ألا وهو اللعب على وتر "الفئات المهمشة" قائلاً له الضابط المخابراتي:" إذا أردت أن تسود فلتعظم دور الطبقة المهمشة"- كان يقصد العمال -  لذلك أول 6 أعضاء انضموا لجماعة الإخوان في بداية تأسيسها 1928 كانوا عمال بمعسكرات الكمب الإنجليزي في الإسماعيلية.

الوثائق مليئة بخلفيات مثيرة حول تاريخ بريطانيا في دعم جماعة الإخوان، وعلاقة الجماعة الوطيدة بلندن، وكيف ردت بريطانيا الجميل لجماعة الإخوان التي هي من اسستها وأدارتها وجعلت من لندن مقراً رئيسياً لجماعة الإخوان ليس الأن فحسب بل منذ النشأة، وهو ما يفسر لنا أمرين في غاية الأهمية؛ الأول لماذا لم تدرج بريطانيا الإخوان جماعة إرهابية حتي الأن رغم ما ارتكبه قيادات تلك الجماعة الدموية من أبشع الجرائم أبرزها محاولات تمزيق الشعوب وهدم الأوطان والاستيلاء على كرسي الحكم في الدول على جثث وأشلاء المعارضين لهم، أما الأمر الثاني هو أنه من الطبيعي أن أولى الدول التي هربت إليها قيادات الإخوان الإرهابية بعد الثورة الشعبية المصرية التي أطاحت بحكمهم في 2013، ووفرت لهم الملاذ الأمن والمنابر الإعلامية ومنصات النضال المزيفة كانت بريطانيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق