الخيانة الإلكترونية ... جريمة تهدد الاسرة المصرية.. الملل والشغف والهروب من الخنوع أهم أسبابه

لم يعد هناك شيء يخلو من التدخل التكنولوجي حتي الخيانة بين الزوجين التي اتخذت أبعاد وأشكال مختلفة عن شكلها التقليدي بعد خضوع أحد أطراف العلاقة الزوجية لغول التكنولوجيا، ليقع فريسة لها، لتتخطي خيانته حدود الزمان والمكان بعد تحطم كل معايير الخصوصية والأعراف والتقاليد، لنجد أن أغلب قضايا الطلاق يكون ورائها سبب خفي، وفي ظل ذلك تنهار العلاقات الزوجية والتي لا يشترط فيها السن أو مدة الزواج أو الأولاد.

 

خيانة الزوجين

كشفت العديد من القضايا تفاقم الخيانة الإلكترونية بين الزوجين، وهو ما جعل "سيدة"  التي لم يكن لها هم سوي تربية أبنائها وراحة زوجها تقرر انهاء حياتها الزوجية بعد الشك في تصرفات زوجها والذي أصبحت حياته مغلقة عليه، فهو دائم الجلوس أمام شبكة الانترنت داخل حجرة المكتب ذلك المكان المحرم علي الجميع ومرة تلو الأخرى زاد فضول "سيدة"، لتقرر اقتحام غرفة المكتب لتفاجيء بأن زوجها يقيم علاقة جنسية مع أخري عبر الانترنت من خلال الفيديو وبعد صدمتها قررت خلعه لتنهي الخيانة الالكترونية عشرة السنين .

 

ولم تكن الخيانة الالكترونية من جانب الرجل فقط، ولكنها تقع أيضا من الزوجة التي قد تشعر بالبرود والفتور بينها وبين زوجها، وهو ما يجعلها تلجأ لعلاقة غير شرعية من خلال تبادل المحادثات الجنسية بينها وبين الاخرين علي الفيس بوك، وهو ما جعل الزوج يشك في سلوكها  خاصة مع اهتمامها الزائد بهاتفها المحمول، ليقوم الزوج بأرسال طلب صداقة باسم مستعار، وبعد تعارفهم وجدها تتفاعل مع كلامة المعسول ولم تحاول التصدي لجرائته في الحوار، بل تمادت معه ومع مطالبته لها بأرسال صور وفيديوهات لها بأوضاع مختلفة لم يكن أمام الزوج سوي الحصول علي "برينت اسكرين" ونسخ من الصور والفيديوهات لتكون دليل معه للمواجهة ليقع الطلاق.

 

أسباب الخيانة الالكترونية

من جانبه قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أن الخيانة الزوجية سوس ينخر في عظام الأسرة المصرية نتمني التخلص منه، مؤكدا أن زديادة حالات الخيانة الزوجية عمقا ووزنا بزيادة الاستخدام للانترنت، حيث وسع من دائرة الذين يقعوا في براثن الزوجية، مشيرا إلي أن أحدي الدراسات السابقة  أكدت ان 65 % من حالات الطلاق في مصر ناتجة عن الخيانة الالكترونية، وهو ما يكشف عن مدي التفكك الذي أصاب الاسرة المصرية والذي تحطمت معه العلاقات والروابط الاسرية نتيجه الاستخدام الخاطيء للتكنولوجيا.

 

وأشار الي أن حالات الطلاق بسبب الخيانة الزوجية عن تتزايد عن غيرها من الأسباب الأخرى وهي تعني أقامه أحدي الزوجين لعلاقة مع طرف أخر خارجي وتتراوح ما بين كلامات الغزل وحتي الوصول للقاء الجنسي .

 

مشيرا إلي أن الخيانة الزوجية عبر الانترنت تحدث كنوع من التنفيس الانفعالي، وغالبا ما تبدأ بالاعجاب حتي تتطورلأكثر من ذلك، فهناك أسباب عامة وأخري خاصة، فقد ترجع إلي الفراغ والذي يلعب دور خطير، فلا يشترط أن يكون الشخص لا يعمل ولكن هناك مهن يمكن أن تنجز في وقت قليل ليقع صاحبها في فراغ كيف يقضي الوقت المتبقي ، كما أن هناك الفراغ العاطفي والذي يحتاج فيه سواء الرجل أو المرأة لاشباع الحاجة لتقدير الذات خاصة لمن يشعرون بضعف مكانتهم فيلجئون للخيانة عبر الانترنت ولكن يظهرون بمظهر أخر مخالف للحقيقة، فهناك أحد الأشخاص "عاطل" استطاع أن يجذب سيدة مجتمع له حتي جعلها تخون زوجها بعد أن خدعها بأنه رجل اعمال وذلك من خلال الاهتمام بها بشده وهو ما كانت تفتقده مع زوجها لتتحول جريمة الخيانة فيما بعد لأبتزاز.

 

وقد ترجع الخيانة الالكترونية إلي متعة المغامرة والتي يدخل فيه الفرد كمقامر او قد تحدث كنوع من التقليد وأنه مجرد أعجاب وسينتهي الا ان الامر يتطور للاسوء.

 

ويرجع أيضا الدكتور وليد هندي الخيانة الالكترونية إلي البحث عن الحرية والخروج من الخنوع والقهر من أحد الطرفين سواء الزوج او الزوجة، مشيرا إلي أن نمط الشخصية من أهم العوامل، فالشخصية السيكوباتية التي يكون لديها اجرام اجتماعي وعدم قدرة علي الحفاظ علي أي قيم وتقاليد فالمهم بالنسبة لها اشباع رغباتها واحتياجاتها وأيضا الشخصية البرجماتية او النفعية والتي تبحث عن ملذاتها فقط وطرق اشباعها بغض النظر عن معاناة الاخرين.

 

ومن أسباب الخيانة الزوجية أيضا الملل والسكون والثبات في العلاقة الزوجية والتي تجعل الفرد سواء رجل أو مرأه لعلاقة موازيه عبر الانترنت.

 

التقدم في السن لدي الطرفين من أسباب الخيانة، حيث يسعي ذلك الفرد لقيام علاقة عبر الانترنت ليشبع الرغبة لديه بأنه مازال مرغوب فيه أو مرغوب فيها وأيضا ازمه منتصف العمر خاصة لدي الرجل فيريد أن يثبت ذاته، كما أن الاكتئاب والرغبة في الخروج منه يكون أحيانا من خلال إقامة علاقة مع اخر عبر الانترنت .

 

وترجع أيضا أهم العوامل الي فقدان الشغف بين الزوجين و وعدم تحمل المسئوليات والتعاسة وعدم الرضا وهو أمر خطير حيث يبحث الذي لديه ذلك الشعور عن من يعوضه ويحقق له الاشباع حتي لو وهمي .

خيانة الرجل

وأضاف الدكتور وليد هندي أن خيانة الرجل ترجع الي اهمال الزوجة لنفسها وانعدام لغة الحوار والرسائل الرومانسية وتحول جميعها للرسائل المادية والحديث فقط عن احتياجات الأبناء والمنزل، بالإضافة لعدم تطور الزوجة في كافة تفاصيل حياتها، وعدم النظافة الشخصية والزوجة المسترجلة التي لا تحقق له الاشباع الجنسي المطلوب وهو ما يجعله يبحث عن "موديل السنة " ممن تكون أكثر تألقا وجراءه وتطور من زوجته التي اعتاد عليها.

 

خيانة الزوجة

ترجع خيانة الزوجة عندما يسقط الرجل من نظرها لاي سبب سواء رجع ذلك للكذب أو الانانية أو لأنه مزواج أو لعدم تقديره لها، وقد ترجع أيضا خيانتها إلي الانتقام كأحد الدوافع، أو نتيجة اهمال الزوجة وعدم الاحتواء والاحتضان يمكن أن تقع فريسة للخيانة، أو عند التفكير في الانفصال، علاوة علي الشعور بالوحدة النفسية وعدم وجود الزوج الداعم ولذلك عندما تتعرف علي أخر يسهل اقتحام حياتها ويكون الشريك الحقيقي لها اما الزوج فيكون مجرد بنك.

 

علاج الخيانة الزوجية

يري الدكتور وليد هندي أن أهم علاج للخيانة الزوجية سواء بشكلها التقليدي أو عبر الوسائل التكنولوجية، فالزوجة عندما تكتشف ذلك عليها بالبحث عن السبب الحقيقي، وأيضا تطوير الذات والأداء وعدم الإفصاح عن الأمر ومحاولة ابتكار كل ما هو جديد لجذب الطرف الاخر.

 

اما الرجل فيرجع علاج الخيانة حسب تقديره لها وقدرته علي الصفح واحتواء الموقف، واذا قرر ذلك فلابد من العمل علي القضاء علي السبب الرئيسي الذي أدي لذلك والعمل علي احتواء الزوجة وعدم معايرتها فيما بع،د ومشاركتها في كل كبيرة وصغيرة، وأن يحيطها بالحب والعطف والتقدير ويكون مصاحب لها في كل خطواتها .

 

الخيانة الالكترونية والقانون

وتقول الدكتورة ميادة الحو محاضر لغة القانون والدستور بكلية الحقوق أن الخيانة اذا ثبت علاقة الزوج الكاملة بأخري غير زوجته او العكس تكون لها عقوبة الحبس للطرفين ولكنها تقل اذا كانت عن طريق الوسائل التكنولوجية والتي ينقصها العلاقة الكاملة فيمكن أن ترفع عليه دعوي طلاق للضرر ولكن في حالة خيانة الزوجة فيمكن أن  تسقط عنها الحضانة للضرر في حاله اثبات ذلك ،ولذلك  تختلف العقوبة إن كانت الرسائل أو التسجيلات الصوتية هي مقتصرة على التواصل عن بعد فقط،أم أن الطرفين يتقبلان لفعل تلك الكبيرة ويدين ذلك الرسائل والتسجيلات وهنا  تطبق  عليهم عقوبة المادة رقم 276 من قانون العقوبة الحبس سنتين حيث يمكن إثباتها حيث تصدر  من هاتف الخائن سواء رسالة مكتوبة أو مسجلة بصوته.

وتطبق عقوبة الخيانة علي المتزوجين فقط ولكنها لا تدخل في باب الزنا ، وتكون لغير المتزوجين مجرد فعل فاحشة.