الموجة الخامسة لكورونا تمر بسلام.. والمصريين يتحصنون بـ"روشتة الوعي" استعداداً لـ"السادسة"

التطعيم والالتزام بالإجراءات الاحترازية سلاح قوى لمواجهة الجائحة.. الصحة: لدينا جرعات تكفى لتطعيم 42 مليون مواطن

بإعلان وزارة الصحة والسكان، الاسبوع الماضى، انكسار الموجة الخامسة من اصابات فيروس كورونا وتراجع معدلات الإصابات بنسب شبه ثابتة لمدة أسبوعين متتاليين، إلى جانب تراجع نسب الإشغال فى المستشفيات، تكون مصر قد استطاعت أن تحقق "عبور آمن" من هذه الموجة التى تسبب في موجة من القلق الدولى، خاصة بعدما تحور الفيروس إلى تحورات متعددة.

وأرجع أطباء العبور المصرى الآمن من الموجة الخامسة إلى عدة أسباب، أبرزها زيادة عدد الملقحين بلقاحات كورونا، فضلاً عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة منذ بداية ظهور الجائحة، والتي ساعدت في تقليل نسب الإصابة.

وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان أن هناك تراجع فى أعداد اصابات كورونا محليا وعالميا، مؤكداً على ضرورة التوسع فى تلقى الفئات المستهدفة للقاحات طبقًا للبرنامج الزمنى، والالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما سيؤدى إلى تخطى الأزمة بنجاح وسلام، مطالباً المواطنين بالحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية فى مواجهة الوباء، والاستمرار فى ممارسة الإجراءات الاحترازية والحفاظ على النظافة الشخصية لحماية الأفراد والمجتمع من انتشار أى أمراض معدية.

من جانبه أكد الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة والسكان أن البرتوكولات العلاجية المحدثة اثبتت نجاح كبير فى قدرتها على العلاج وشفاء الحالات، كما أن التطعيمات ساهمت فى تقليل المضاعفات الخاصة بالإصابة وساهمت إلى حد كبير فى تقليص انتشار المرض، حيث تلاحظ تراجعا فى نسب الحجز بالمستشفيات والدخول للرعاية المركزة، خاصة في ظل وجود متابعة يومية لمعدلات الإصابة والوفيات والحالات التى تلجأ للمستشفيات وغرف العناية المركزة إثر الإصابة بكورونا، وتلاحظ أنه خلال الأسبوعين الماضيين هناك تناقص فى أعداد الإصابات والوفيات.

وقال حسنى أنه تم التعامل بنجاح مع الموجة الخامسة ومتحور أوميكرون وتحجيم معدلات الإصابة، مشدداً على أن الدولة تسير بشكل علمى للغاية ومنهجى ومنظم، وهناك متابعة دقيقة لكل الشئون الصحية التى تتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض مصر، والحمد لله انتهينا من ذروة الموجة الخامسة، وبالنسبة للموجة السادسة، فأعتقد أن الأمر وطريقة التعامل أصبحت معلومة لدى المواطن بعدما وفرت الدولة اللقاحات بشكل مجانى.

وفيما يتعلق باللقاحات، أكد الدكتور حسام حسنى، أنه لا توجد في مصر أي مشكلة متعلقة بلقاحات كورونا، حيث يتم توفيرها بشكل مجانى، وقال "نعمل الآن على حملات طرق الأبواب للتلقيح، ولا يتبقى سوى الأشخاص الذين لم يحصلوا على التلقيح حتى الآن، وتم تلقيح 51% من المواطنين بشكل كامل، ونتحدث عن عدد المتلقحين كامل التلقيح ومن استكملوا اللقاح، وهناك تركيز حالياً على الفئات المستهدفة من سن 18 سنة فصاعدا، موضحاً أن هناك أكثر من مليون و600 ألف تلقوا الجرعة التنشيطية، وهناك عمل مستمر لتطعيم 100% من الفئات المستهدفة للتطعيم، خاصة أن مصر لديها جرعات تكفى لتطعيم ما يقرب من 42 مليون مواطن أخرين.

وقال رئيس اللجنه العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة والسكان، إنه من المتوقع الوصول لتطعيم 70% من المواطنين بلقاح كورونا شهر يوليو المقبل، وهو ما يبشر بعودة الحياة إلي طبيعتها بعد الوصول للمناعة المجتمعية الكاملة، مشيرا إلي أن هناك دول سباقة في التطعيمات واستطاعت ان تقوم بتطعيم مواطنيها بنسب كبيرة ما ساعدها علي العودة للحياة للطبيعية بسهولة.

وسبق أن أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة، خلال اجتماع الحكومة الأربعاء الماضى أنه تم توفير أكثر من 142 مليون جرعة حتى الآن، من اللقاحات المتنوعة، وتم استهلاك أكثر من 74 مليون جرعة، منها نحو 1.6 مليون جرعة تنشيطية للفئات ذات الأولوية لتلقي الجرعة الثالثة، موضحاً أن نسب تغطية المواطنين المستهدفين بالتطعيم فوق 18 سنة، وصلت إلى أكثر من 51%، فيما وصلت نسب تغطية المواطنين المستهدفين بالتطعيم فوق 12 سنة إلى أكثر من 44% من المستهدف.

وإعلان الصحة العبور الآمن من الموجة الخامسة تزامن مع تحذيرات للمواطنين من التحلل من الاجراءات الوقائية والاحترازية في شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن التوسع في التطعيمات بالتزامن مع الاستمرار في تطبيق الاجراءات الوقائية يقلل من انتشار الفيروس ويمنع من حدوث الطفرات الجينية، وقالت وزارة الصحة والسكان إن الحالات المصابة بكورونا معظمها للمتحور أوميكرون، وهي حالات بسيطة أو متوسطة والبرتوكول العلاجى المحدث لدية قدرة كبيرة علي علاجها، مؤكدة توفير كافة الأدوية والمستلزمات الطبية بالمجان للمواطنين في جميع المستشفيات، ومشددة على أنه لم يعد هناك قوائم انتظار في التطعيمات الخاصة بلقاح كورونا .

من جهته أكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، وجود 2080 فريق طبي (تمريض، ورائدات ريفيات، ومدخلي بيانات) منتشرين بقرى ونجوع المحافظات المستهدفة للوصول إلى المواطنين وتقديم الخدمة من خلال التسجيل على الموقع الإلكتروني الخاص بتسجيل اللقاح التابع للوزارة، وتطعيمهم، موضحاً أن الفرق الطبية، يرافقها 2500 فرقة من التثقيف الصحي تقوم بالمرور على منازل المواطنين ومواقف الأتوبيسات والأسواق الشعبية والمدارس والمناطق الصناعية والهيئات والمؤسسات، للتأكد من موقف التطعيم للمواطنين بهذه الأماكن، مشيرا إلى أن عمل هذه الفرق يبدأ من الثامنة صباحًا ويستمر حتى السادسة مساء.

من جهة أخرى أكد الدكتور عمرو الحديدى مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى، إن استخدام الدواء الجديد ايفيشيلد "الاجسام المضادة " الجديد لعلاج الحالات المصابة بفيروس كورونا وتلقى العلاج داخل مستشفيات قصر العينى الفرنساوى، حقق نتائج جيدة فى علاج مختلف الحالات وتماثلوا للشفاء والتعافى، لافتاً إلى أن العلاج عبارة عن "حقن" يتم حقن المرضى المصابين بفيروس كورونا به واستخدامه مع الحالات المحجوزة كأحد طرق العلاج من الفيروس، مشيرا إلى أن هذا الدواء متوفر بشكل كبير.

وقال الحديدى أن نسبة التعافى من فيروس كورونا بين المصابين المتواجدين لتلقى العلاج بالمستشفى مرتفعة وتصل إلى 95%، مشيرا إلى وجود تراجع فى معدل الإصابات وانحسار فيها خلال الأيام القليلة الماضية.