يوم الأرض الفلسطيني.. ذكرى خالدة في أذهان العرب

الأربعاء، 30 مارس 2022 02:21 م
يوم الأرض الفلسطيني.. ذكرى خالدة في أذهان العرب
يوم الأرض الفلسطيني

يحيي الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض، حتى أصبحت خالدة في أذهان وعقول جميع العرب طيلة الـ 46 عاما الماضية، لما لها من تأثير على الصراع العربي الإسرائيلي وتذكير بما ارتكبه الاحتلال لقمع الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه وسلب مستحقاته.
 
وتَعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني لمارس 1976 بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة.
 
ورد الفلسطينيون بتنظيم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، حتى اندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات، ليصبح هذا اليوم حدثا محوريا في الصراع على الأرض بين فلسطين صاحبة الحق وإسرائيل المعتدية والمحتلة. 
 
يحيي الفلسطينيون، الذكرى هذا العام، وسط توتر وتصعيد في النقب المحتل ما أدت إلى  مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي عقب مقتل 11 إسرائيليًا في ثلاث عمليات ببئر السبع والخضيرة وبني براك في نحو أسبوع.
 
ونظمت فصائل العمل الوطني في طولكرم، وقفة في ذكرى يوم الأرض لمساندة للأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة المرضى منهم، أمام مكتب الصليب الأحمر في المدينة.
 
كما علق عدد من النشطاء والحركات والسياسيون على ذكرى يوم الأرض مؤكدين أن الشعب الفلسطيني لا يقبل التراجع أو التنازل عن حقوقه، وسيبقى صوته صادحاً في كل الساحات مطالبا بحقه.
 
وعلقت جامعة الدول العربية على ذكرى يوم الأرض، وقالت " آن الأوان لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والاستقلال، كما آن للمجتمع الدولي والنظام العالمي الدولي أن يعمل بذات المعايير دون ازدواجية تغيب العدالة، وأن يطبق الميثاق وقواعد القانون الدولي".
 
وشدد قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، في بيان صادر اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض، عزم وإصرار دول وشعوب الأمة العربية على مواصلة دعمها وإسناد كفاح الشعب الفلسطيني وقيادته بكل السبل والإمكانات، لتحقيق أهدافه واسترجاع حقوقه الوطنية الثابتة
 
ويعتبر يوم 30 مارس في فلسطين هو يوم رمز التشبث بالأرض والهوية والوطن الفلسطيني، وعنوان رفض سياسات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى سلب حقوق الشعب الفلسطيني وهويته العربية الفلسطينية، وفق ما أكدته الجامعة العربية.
 
وأشارت الجامعة إلى أهمية استذكار ما قامت به إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في ذلك اليوم من عام 1976، من الاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي القرى الفلسطينية (عرابة، سخنين، دير حنا، عرب السواعد وغيرها من القرى) لتخصيصها للمستوطنين الإسرائيليين في إطار مخطط تهويد الجليل، وما حدث إثر ذلك من هبة فلسطينية عارمة في عموم المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية وفي أراضي عام 1948 رفضا للسياسات والقوانين العنصرية وعمليات الاستيلاء على الأراضي وهدم القرى وتهجير الأهالي التي تمارسها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) منذ إنشائها على أراضي فلسطينيي 1948 وعلى كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة .
 
وقالت الجامعة العربية في بيانها: "في ذكرى هذه الهبة استعادة لقيمة رمزية هامة تذكر بكفاح الشعب الفلسطيني ونضاله أمام احتلال غاشم لا يتورع في انتهاك حقوقه المشروعة، ولا عن ممارسة سياسات العنف والتطهير العرقي ضده، ولا يتوقف عن محاولات تهويد أرضه ومقدساته وطمس هويته العربية الفلسطينية، واعتقال أبناء شعبه وزجهم في السجون والمعتقلات في صورة من أشد صور الظلم والاضطهاد".
 
وأوضحت أن هذه الذكرى تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، من سياسات استيطانية شرسة تهدف لخلق واقع قسري وفي إطار تطهير عرقي منظم وتهويد للأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهدم المنازل في كافة المدن والقرى الفلسطينية المحتلة وخاصة في مدينة القدس، والنقب، وفرض سياسات الأمر الواقع وإعادة رسم خارطة جديدة على أساس من الغطرسة والقوة.
 
وأشارت إلى أن الرؤية التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية المتتالية لم تجد طريقها إلى النفاذ والتطبيق الذي من شأنه تعزيز دور واختصاص النظام والقانون الدولي وآلياته، وخاصة مجلس الأمن، في ظل استمرار المراوغة الإسرائيلية والتهرب من استحقاقات إقامة السلام، وتجاهل قرارات الشرعية الدولية، وتحدي إرادة المجتمع الدولي الذي أخفق في النهوض بمسؤولياته إزاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المتواصلة منذ أكثر من سبعين عاما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق