شعبا وادى النيل في رباط إلى يوم الدين.. مصر والسودان علاقة أخوة وتكامل ملهمة للعالم

الأربعاء، 30 مارس 2022 08:31 م
شعبا وادى النيل في رباط إلى يوم الدين.. مصر والسودان علاقة أخوة وتكامل ملهمة للعالم
الرئيس السيسي والفريق عبد الفتاح البرهان
دينا الحسيني

"شعب واحد ومصير مشترك".. هكذا هي العلاقة دائماً بين مصر والسودان، فعلى الرغم من تلك العلاقة التي فرضتها الجغرافية ورسخها التاريخ، إلا أنها لازالت تتمتع بنوع من الخصوصية والتفرد، فالروابط بين الشعبين المصري والسوداني ممتدة عبر ألاف السنين، وفي وقت المحن والأزمات دائماً ما يرتبط اسم البلدين في المواقف الواحدة والمصالح المشتركة، إذ لم تكن القاهرة أبداً في موقف المتفرج مع تصاعد حدة الأحداث التي مرت على تاريخ السودان، بل أكدت في مناسبات عده على مساندتها لما يقرره الشعب السوداني لمستقبل بلاده.

السودان هي الدولة الوحيدة التي لديها قنصلية في محافظة أسوان مما يدل على نمو حجم التبادل التجاري وقوة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أمور البلاد، بلورت القاهرة رؤيتها الصادقة تجاه السودان من خلال محاولات حسيسه للتقريب بين وجهات نظر الأطراف السودانية، أسفرت إلى جانب جهود دولية أخرى مشكوره عن توقيع اتفاق تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين في أغسطس من العام 2019، ومنذ ذلك الحين يأتي التلاحم والمشاركة في العمق الاستراتيجي الذى يمثل أهمية كبيرة للأمن القومي لكلا البلدين الشقيقين، وبدأت مرحلة جديدة يزداد فيها الإدراك المصري السوداني بوحدة الأهداف والمصير ووجوب التوفيق لتجنب أية سيناريوهات غير محمودة وهو ما ترجم على أرض الواقع من خلال زيارات متبادلة رفيعة المستوى بين الطرفين من بينها زيارات لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبة محمد حمدان دقلوا، واستهدفت تلك الزيارات تعزيز التعاون بين شعبي وادي النيل في المجالات كافة ودون أي استثناءات.

كما تعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان دليلاً على عمق العلاقات المصرية السودانية وحرص الرئيس السيسي أن تكون أول جولة خارجية له عقب إعادة انتخابه لولاية ثانية للسودان الشقيق، حيث قام بـ 6 زيارات للخرطوم، كما كان السودان ضمن أول جولة خارجية في ولايته الأولى ايضاً والتي تضمن الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان.

لطالما كانت مصر والسودان دولتين مؤيدتين للسلام في مختلف القضايا والأزمات والجلوس على مائدة المفاوضات، وفي أزمة سد النهضة تديرا مصر والسودان الأزمة باحترافية، وفضلت البلدين طرق الأبواب الدبلوماسية و"التفاوض" لأخر نفس، عن أي حلول هوجاء متسرعة انطلاقا من شعورها بالمسئولية تجاه أفريقيا، لكن ذلك لا يغني عن تدريبات عسكرية مشتركة يجريها الطرفان بشكل شبه دوري إيماناً منهما بأهمية القوة في الدفاع عن الحقوق والمصالح الوطنية أياً ما كانت.

أما الموقف السوداني الداعم لمصر كان ظاهراً بجلل على مر السنين، منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث أعلن السودان بكل وضوح أنه: "لا سلامة للسودان إذا كان الخطر محدقاً بمصر"، كما وضعت الحكومة السودانية كل إمكانياتها تحت تصرف مصر بما في ذلك تأمين الطائرات المصرية في مطار وادي سيدنا السوداني، نفس الموقف السوداني تكرر عام 1967 حينما احتضنت قاعدة جبل الأولياء الكلية الحربية المصرية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق