رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف لـ«صوت الأمة»: المصاحف الملونة محظور تداولها
السبت، 09 أبريل 2022 09:00 م
حوار منال القاضي
الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح: نحن المرجعية الأولى للجان مراجعة المصاحف في العالم.. وحفظت القرآن على يد امرأة
كشف الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف في حوار خاص لـ"صوت الأمه" عن العديد من أسرار لجنة المصحف والأدوار التي تقوم بها اللجنة والجهات التي تتعامل معها داخل مصر وخارجها، موضحًا أن لجنة المصحف بالأزهر الشريف هي الجهة الوحيدة المنوطة بمراجعة المصحف في العالم وهي أقدم اللجان وترأسها الشيخ الحداد شيخ الازهر الأسبق.
في البداية قال الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح أن عمل اللجنة يتمثل في مراجعة المصاحف المقدمة لها من دور الطباعة والنشر من شتى بقاع العالم، من خلال إدارة مراجعة المصحف بمجمع البحوث وبمراجعة الطبع والتداول بمختلف الروايات والمقامات والرسم والضبط والتفسير وعلوم القرآن.
وأكد صالح أنه لا توجد جهة أخرى من حقها مراجعة المصحف تتبع الأزهر أو الأوقاف، وقال "لا يوجد سوى هذه للجنة مراجعة المصحف بمجمع البحوث الإسلامية، فهي لجنة مراجعة المصحف الوحيدة، وتعتبر اللجنة هي المرجعية الأولى للجان مراجعة المصاحف في العالم وجميعها تحت إشراف شيخ الأزهر"، مشيراً إلى أن تاريخ تأسيسها يرجع ليوم الجمعة غرة ربيع الأول سنه 1327 هجرية الموافق 30 نوفمبر سنه ميلادي 1951، بناء على طلب من دار الكتب المصرية لمشيخة الأزهر يتضمن رغبة في تكوين لجنة مراجعة المصحف لوجود انتقاد في بعض نسخ للمصحف.
ورداً على سؤال حول إن كانت هناك علاقة بين كلية علوم القرآن ولجنة المصحف، نفى الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح، وقال "لا يوجد علاقة بين لجنة مراجعة المصحف وكلية علوم القرآن، فاللجنة تتبع مجمع البحوث بالأزهر والكلية تتبع جامعة الأزهر".
وتحدث صالح عن مراحل مراجعة المصحف، وقال "نحن لا نكتب المصحف لكن نراجعه فقط، المرحلة الأولى هي مراجعة بروفات الطبع للمصحف الشريف والتي يتم تقديمها من قبل دور النشر الطباعة للحصول على الأذن بطباعة ويتم مراجعة بروفة الطبع هذه مرتين او حسب نوع المصحف من قبل اثنين أو ثلاثة من الأعضاء بعد الاطمئنان على المراجعة والتأكد من سلامة الفحص ثم تقوم اللجنة مجتمعة بإعداد تقرير صلاحيته لبروفة الطبع هذه، ثم إصدار إذن طباعة عشر نسخ من المصحف تمهيدا للمراحل الثانية، والتي تبدأ بتقديم هذه النسخ بالشكل النهائي للمصحف متضمنا اقرن الطبع السابق اصدارة للدار من قبل إدارة مراجعة المصحف".
ووفقاً للدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح تتضمن اللجنة 20 عضوا على رأسهم رئيس اللجنة، بالإضافة إلى وكيلين، وهم الشيخ علي محمد الصباغ شيخ عموم المقارئ المصرية، ومحمد على النجار، والشيخ عبد الحليم بسيوني المراقب بالأزهر الشريف وعلى رأسهم الشيخ عبد الفتاح القاضي مراجع المصحف، موضحاً أنه بالنسبة للشروط التي يجب توافرها، فلابد أن يكون حافظا لكتاب الله جيدا وبالقراءات العشر.
وحول الدور الرقابي للجنة مراجعة المصحف الشريف، قال الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح أنها تراجع نسخة المصحف الواردة لها ويتم عرض على جميع اعضاء اللجنة، وبعد إعادة تصحيحه تأخذ قرار باعتماده لكى تأخذ دار النشر تصريح نهائي للتداول ويكون التصريح لمدة 5سنوات فقط، لكن في بعض الإصدارات تأتى بعض شكاوى إلى اللجنة بسبب بعض نسخ المصحف وعلى أثر ذلك تقوم اللجنة بفحص النسخة محل الشكوى عن طريق إدارة مراجعة المصحف بمجمع البحوث، ومقارنتها بالنسخة المحفوظة والمودعة لدى الإدارة الموجهة بتوقيع رئيس اللجنة، وإذا ما تبين تقصير وإهمال دار النشر والطباعة في عملية جمع وطبع المصحف يتم إعداد تقرير من قبل اللجنة مشفوعا بتوصية للإدارة إبلاغ الجهات الرقابية في حدوث خطأ بأي مصحف تم نسخه لتوقف تداوله، بالإضافة الى تغريم الدار النشر الصادر عنها المصحف وقد تؤدى الى تغريمها مبلغ 200 ألف جينه كحد أقصى عند تكرار الخطأ المتعمدة، وهذا ما قررته لجنة تحسين العمل بالمصحف التابعة لمجلس مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضليه الامام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.
وأكد صالح أن اللجنة لن تتقاضي أي مبلغ عن عملها، لكن يتم دفع مبلغ 5 آلاف جنيه في مقر مشيخة الأزهر تدعها في خزينه الدولة، موضحاً أن اللجنة تراجع جميع المصاحف المتداولة في معظم دول العالم.
ورداً على سؤال حول النسخة الأصلية من مصحف عثمان بن عفان، قال هذه هي النسخة الوحيدة الموجودة وعليها دمه لأنه كان يقرأ القرآن وينزف منه بقع دم على مصحف، كما توجد نسخة بمسجد الإمام الحسين وهو من المخطوطات القديمة، لكن عملنا العديد من الأبحاث لكي نتأكد من وجود النسخة الأصلية لمصحف عثمان بن عفان ولم يثبت وجودها إلى الآن.
وحول جواز تداول المصاحف الملونة وبها زخارف، قال رئيس لجنة مراجعة المصاحف: "نحن نطلق عليها مصاحف البنات وهي محظورة ولا يجب تداولها على الأطلاق".
وأكد الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح أنه يجوز أن تكون المرأة محفظة قرآن، وقال "وأنا حفظت القرآن الكريم على يد إمرآة وهي محفظة تتلمذت على يد عمى، ونحن لدينا في مصر سيدات من الذين شرفهم الله أن يكون كبار المحفظات لكتاب الله في محافظة القليوبية والغربية وغيرها من المحافظات".
وتحدث الدكتور عبد الكريم إبراهيم صالح عن رحلته مع حفظ القرآن الكريم، وقال "حفظت القرآن متأخرا في سن السابعة عشر عاما وكان الدافع لي أن أكون من المبتهلين، والحمد لله لقد شرفني الله بحفظه بجميع القراءات العشر وتفسيره ونلت شرف رئاسة لجنة مراجعة المصحف بحمد الله وفضلة".
وفى ختام حواره توجه رئيس لجنة مراجعة المصاحف برسالة إلى الشباب الذين ينصرفون عن تلاوة القرآن بالسوشيال ميديا، قال خلالها "أقول لهم ولا تزروا وازرة وزر أخرى واحذروا من لقاء الله وارجعوا إلى الله واستغلوا فرصة شهر رمضان بالتلاوة والحفظ فهو خير حافظا".