مدفع صوت: لماذا لقبت السيدة عائشة بأم المؤمنين؟

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 03:00 م
مدفع صوت: لماذا لقبت السيدة عائشة بأم المؤمنين؟
عائشة بنت أبي بكر
ريهام عاطف

عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة  ثالث زوجات الرسول محمد وإحدى أمهات المؤمنين، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها وقد تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى.
صفات السيدة عائشة 
لقبت السيّدة عائشة -رضيَ الله عنها- بالحُميراء وذلك للون بشرتها فكان أبيض بياضاً ناعماً يميل إلى الحُمرة وهو أحسن وصف قد توصف به امرأة، حيث كانت جميلة، وضيئة، بهيّة المنظر.
أخذت سيّدتنا عائشة -رضيَ الله عنها- مكارم الأخلاق من سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- واتّصفت بها، فكانت كثيرة العبادة من الصّيام والقيام، كما اتصفت بالكرم  والإنفاق في سبيل الله وكثرة الصّدقة، حتى لا يبقى بيدها شيئاً ممّا تملكه إلّا وقد تصدّقت به، وقد باعت داراً لها وتصدّقت بثمنها للفقراء، فقد جاء عنها: (أنَّها تَصدَّقَتْ بسَبعينَ ألْفًا؛ وإنَّها لتَرقَعُ جانبَ دِرعِها رضيَ اللهُ عنها). كما اتصفت ايضا السيدة عائشة بالزّهد والورع، فرغم أنّها اتّصفت بمحاسن الأخلاق جميعها، إلّا أنّها كانت تكره أن يُثني عليها أحد أو يمدحها أحد، وكلّما سمعت ذلك تقول: يا ليتني كنت نسياً منسيّاً، وقد عاشت مع رسول الله راضيةً بما قسمه الله لها، حيث روت فقالت: (ما شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ، مِن طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حتَّى قُبِضَ).
عِلم عائشة أمّ المؤمنين 
كانت عائشة من أكثر الصّحابيّات روايةً للحديث عن رسول الله، روى عنها العديد من الصّحابة وكبار التابعين، وكانت أعلم نساء زمانها وأفقههنّ، فقد كانت عالمة بالفقه، والتفسير، والشعر، وأحاديث العرب وأخبارهم وأيامهم وأنسابهم.
وقد قال الزهريّ في وصف علمها: "لو جُمع علم النّاس كلهم ثم علم أزواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لكانت عائشة أوسعهم علماً"، وروى موسى بن طلحة فقال: (ما رأَيْتُ أحَدًا أفصَحَ مِن عائشةَ).
زواج السيدة عائشة بالنبيّ 
قبل الهجرة بسنتين  و بعدما توفيت زوجة رسول الله خديجة، حزن رسول الله حزناً شديداً، وأحسّ بالوحشة والوحدة، فجاءته خولة بنت حكيم وعرضت عليه أن تُزوجه، وإن شاء أن يتزوّج ثيباً وإن أراد بكراً، فسألها من الثيّب ومن البكر، فقالت: الثيّب سودة بنت زمعة، والبكر عائشة بنت أبي بكر، فاختار عائشة.
فذهبت خولة إلى أبيها وطلبتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فظنّ أبو بكر -رضي الله عنه- أنه لا يجوز كونه أخيه، فأخبره رسول الله أنّه أخوه في الإسلام ويجوز أن يتزوّج بابنته، فقبل أبو بكر -رضيَ الله عنه-. وقد سُئلت عائشة عن مهرها، فقالت: (كانَ صَدَاقُهُ لأَزْوَاجِهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، قالَتْ: أَتَدْرِي ما النَّشُّ؟ قالَ: قُلتُ: لَا، قالَتْ: نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُمِئَةِ دِرْهَمٍ، فَهذا صَدَاقُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَزْوَاجِهِ)، وقد تزوجها رَسولِ اللهِ في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة.
وقد صفت عائشة حبّ رسول الله لها ومكانتها عنده فقالت: (قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ)، لكنّ حبّ رسول الله لها كان أكبر من ذلك، حيث إنّ أبا زرع طلّق أمّ زرع، ورسول الله لم يطلق زوجته.
عائشة
عائشة
 حادثة الإفك 
خرجت عائشة مع رسول الله إلى غزوة بني المصطلق، وفي العودة كادت الفتنة أن تشتعل بين مجموعة من المسلمين، فأراد رسول الله أن يعجّل بالعودة وكانت عائشة قد خرجت لقضاء بعض حاجتها بعيداً عن المسلمين، ولم تعلم بما حدث، ولا يعلم أحد أنها خارجة، فسار الجيش، ولمّا اقتربت عائشة فقدت عقداً لها ولم تجده فعادت تبحث عنه.
 وكانت من عادة رسول الله أن يرسل خلف الجيش من يتفقّد الطريق خوفاً من أن يكون المسلمون قد نسوا شيئاً، فأرسل صفوان بن المعطل فرأى عائشة وعاد معها إلى المدينة، فأخبرت رسول الله بما حدث معها، وكان قد شاهدها ابن سلول حينما أقبلت إلى المدينة مع صفوان فاتّهمها بالفاحشة وأشاع الخبر، فبرّأها الله من فوق سبع سماوات، فأنزل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
وفاة السيدة عائشة 
في التاسعة والستين من عمرها مرضت عائشة -رضيَ الله عنها- مرضاً شديداً، حتى اشتدّ بها ، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، ودُفنت في البقيع، وقد كان ذلك في اليوم السابع عشر من شهر رمضان، في السنة الثامنة والخمسين من الهجرة. 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة