مدفع صوت| جعفر بن أبي طالب.. ذي الجناحين

السبت، 16 أبريل 2022 12:00 م
مدفع صوت| جعفر بن أبي طالب.. ذي الجناحين
جعفر بن أبي طالب
ريهام عاطف

جعفر بن أبي طالب هو من أصحاب النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآل بيته، فهو القرشيّ الهاشميّ وابن عمّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو أشبه الخلق بالنبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الهيئة والخُلق، وهو يكبُر أخيه الصحابي الجليل عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- بعشر سنوات، وكان قد أسلم عقب إسلامه بوقت قليل.
تسمية جعفر بذي الجناحين 
كان الصحابي جعفر بن أبي طالب قد شارك في غزوة مؤتة التي وقعت في شهر جمادى الأولى من العام الهجري الثامن، ولمّا ابتدأ القتال واستشهد القائد الأول زيد بن حارث؛ انتقلت القيادة إلى جعفر بن أبي طالب، ووصلت راية المسلمين إليه، وقاتل في هذه المعركة ببسالة، حتى أنّه نزل عن فرسه وقاتل بكل عزم وقوة، فلا زال يقاتل بالراية حتى قُتل وقُطّعت يداه وهو يحمل الراية، وقد سُمّي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ذا الجناحين؛ لأن الله تعالى عوضه عن يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة الكرام ، وذلك كما أخبر وبشّر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ جعفرًا يطيرُ مع جِبريلَ وميكائيلَ له جناحانِ، عوَّضه اللهُ مِن يدَيْه). 
صفات جعفر بن أبي طالب
كان جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- يتصف بالعديد من الصفات منها الشجاعة والإقدام، وقد ظهرت شجاعته جليّة في غزوة مؤتة، حيث قدّم فيها نموذجًا صعب التكرار، وحين استُشهد وُجد في جسده أكثر من سبعين طعنة أو رمية. 
 
كان يتّصف أيضا بالمبادرة والإقدام إلى الخير، فقد كان مسارعًا للخير، حيث هاجر إلى الحبشة واستطاع إقناع النّجاشي ملك الحبشة بالأمر الذي بُعث به، وبيّن له الصورة المشرّقة للدين الإسلامي والتي كانت هي الحقيقة التي حاولت قريش تضليلها، فكان جعفر بن أبي طالب سببًا في إسلام النّجاشي ملك الحبشة.
 
كما اتصف ايضا بجوده وكرمه، وكثرة إنفاقه في الخير. كان يتّصف بعطفه على المساكين، حتّى أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد لّقبه بأبي المساكين لكثرة عطفه وحنوّه عليهم.
مقام جعفر بن أبي طالب
مقام جعفر بن أبي طالب
إسلام جعفر 
كان جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام، وكان إسلامه قُبيل دخول النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى دار الأرقم لدعوة النّاس هناك، وبعدما أسلم هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وخاطب ملكها النّجاشي.
 
وبقيَ في الحبشة حتى بلغه أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد هاجر إلى المدينة، فتبعه إليها في العام السابع للهجرة، وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- آنذاك في خيبر قد دخلها فاتحًا، وقد فرح النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقدومه فرحًا شديدًا.
مكانة جعفر بن أبي طالب عند النبي
 كان للصحابي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مكانه كبيرة لدي رسول الله وما يعكس شدة حب الرسول صلى الله عليه وسلم له قوله يوم فتح خيبر عندما رأى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: (واللَّهِ ما أدري بأيِّهما أفرَحُ ؟ بفتحِ خَيبرَ أم بقُدومِ جعفَرٍ)، ولا شك أن قوله هذا دليل على حبه لجعفر رضي الله عنه.
 أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أنه منه ويدل على هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: (أما أنت يا جعفرُ فأشبهَ خَلقُك خَلْقي وأشبَه خُلُقي خُلُقُك، وأنت مني وشجرتي)، وهذا يدل على مكانته رضي الله عنه عند الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق