مدفع صوت: سعيد بن زيد.. مستجاب الدعوة

السبت، 30 أبريل 2022 02:00 م
مدفع صوت: سعيد بن زيد.. مستجاب الدعوة
سعيد بن زيد
ريهام عاطف

سعيد بن زيد هو ابن عم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، وزوج أخته فاطمة، يُكنّى بأبي زيد، أسلم مع زوجته في بداية بعثة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث أسلم عمر في بيت سعيد بن زيد، ولقد كان -رضي الله عنه- من أفاضل الصحابة المهاجرين، ومن أوائلهم في الهجرة، وهو من العشرة المُبشَّرين بالجنة.
 
إسلام سعيد بن زيد
 كان زيد بن عمرو والد سعيد ممن وحد الله في الجاهلية، ولكنه توفي قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما ابنه سعيد -رضي الله عنه- فقد شهد النبي وآمن به، فكان من السباقين للإسلام وهاجر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنها-.
ولسعيد بن زيد دور في إسلام عمر بن الخطاب والذي خرج قبل إسلامه يحمل سيفه يريد قتل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلقيه بعض كفار قريش وأخبروه أنّ أخته وزوجها صارا على دين محمد، فغير وجهته حتى أتاهما، فوجد خباب بن الأرت عندهما يتلو آياتٍ من سورة طه، فلما سألهما عن إسلامهما، وقف له سعيد بن زيد - رضي الله عنه- مدافعاً عن الحق الذي جاء به الإسلام، فضربه عمر ضرباً شديداً، فلحقت به فاطمة ودفعته عن زوجها، فلطمها على وجهها حتى سال الدم منها، فغضبت وأعلنت أمامه أمر إسلامها ناطقةً بالشهادتين، فلما يأس عمر منهما، وجد الصحيفة التي كانوا يتلون منها الآيات، فطلبها، فأخبرته فاطمة بوجوب أن يتطهر قبل أن يلمسها، ففعل، فأخذ يقرأ فيها حتى وصل قوله -تعالى-: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)، فأنار الله قلبه للإسلام ونطق الشهادتين.
 
ففرح سعيد وزوجته وأخبراه أنها دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين قال: (اللَّهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل بن هشام، وإما عمر بن الخطاب)، فسأل عن مكان النبي فأخبراه بمكانه -صلى الله عليه وسلم-، فذهب ولم يكن يعلم أحد بعد بإسلامه، وأعلن إسلامه بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-،وهكذا كان سعيد بن زيد وزوجته فاطمة سبباً في إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم جميعاً-. 
 
المبشرون بالجنة
المبشرون بالجنة
 
جهاد سعيد بن زيد 
لقد شهد سعيد بن زيد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جميع المعارك والغزوات عدا غزوة بدر؛ لأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد أرسله مع طلحة للتجسس على قريش والإتيان بأخبارهم، ولما عاد سعيد بن زيد وصاحبه طلحة -رضي الله عنهما- كانت بدر قد انتهت، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- رمى بسهمهما؛ ليكون لهما أجرهما.
 
كما جاهد في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم ولقد شهد سعيد بن زيد معركة اليرموك، وفتح دمشق، فاختاره أبو عبيدة والياً عليها، فكان أول من حكم بالنيابة في هذه الأمة،ولكن سعيد بن زيد لم يقبل بهذا وأرسل لأبي عبيدة كتاباً يدعوه فيه أن يجد والياً آخراً يرغب بهذه المسؤولية، ثم نهض إلى إكمال مسيرة الجهاد.
 
إجابة الدعاء
 كان سعيد بن زيد -رضي الله عنه- مستجاب الدعوة، فقد ادّعت عليه امرأة تدعى أروى بنت أويس مرّة أنه ظلمها واعتدى على ملكها، ورفعت فيه إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة حينها، فنفى سعيد ذلك عن نفسه، وأراد أن تظهر براءته من هذا الفعل أمام المسلمين، فدعا الله -عز وجل- وقال: "اللَّهُمَّ، إنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمِّ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا في أَرْضِهَا"، فشاء الله -عز وجل- أن تموت تلك المرأة بوقوعها في حفرة في أرضها بينما هي تمشي.
 
فضائل سعيد بن زيد 
لسعيد بن زيد فضائل كثيرة، وآثار عظيمة، منها أنه صحابي جليل وأحد السابقين للإسلام، والمبشرين بالجنة ،وأحد أعلام هذه الأمة،وقد كان مستجاب الدعوة،شهد له -النبي صلى الله عليه وسلم- بالشهادة. كان يغضب لله تعالى، وذلك حينما غضب وأنكر على من سبّ علياً -رضي الله عنه-. 
 
عرف بصلاحه وتقواه، حتى أن أم المؤمنين زينب أوصت عند موتها أن يصلي عليها سعيد بن زيد.
 توفي في سنة واحد وخمسين للهجرة، وكان عمره يقارب السبعين عاماً، غسله وكفنه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة