تتسبب بتلف أساسات البناء.. خبير زراعي لصوت الأمة: أشجار "الفيكس" تستهلك مياه كثيرة وغير مثمرة والأفضل زراعة التوت والنخيل

السبت، 14 مايو 2022 04:00 م
تتسبب بتلف أساسات البناء.. خبير زراعي لصوت الأمة: أشجار "الفيكس" تستهلك مياه كثيرة وغير مثمرة والأفضل زراعة التوت والنخيل
أشجار الفيكس
أمل عبد المنعم

لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، تستأنف اجتماعاتها الأسبوع الحالي، برئاسة المهندس عبد السلام الجبلي، لمناقشة عددًا من الاقتراحات برغبة المقدمة من النواب، وتناقش اللجنة خلال اجتماعها غداً الأحد، الاقتراح برغبة المقدم من النائب أحمد القناوي، بشأن إيقاف استخدام أشجار الفيكس وأشباهها في الزراعة على ضفاف المجاري المائية والترع وفي الحدائق والمسطحات الخضراء وأرصفة الشوارع والطرق، بحضور مسئولي وزارتي الزراعة والتنمية المحلية.

ما هي أشجار الفيكس؟

لا جدال حول أهمية زراعة الشجر ونباتات الزينة للبيئة والإنسان، وربما لم يخطر على بال أحد أن هناك شجر ضار، لا ينبغي زراعته بالقرب من المناطق السكنية، لكنها الحقيقة، والفيكس هو نوع من أشجار الزينة كثيف الأوراق، سريع النمو، مستدير الرأس ودائم الخضرة، ومن الممكن أن يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، وينمو في المناطق الدافئة والحارة مرتفعة الرطوبة، لكنه لا يحتمل المناطق الباردة، ويتميز بأن أوراقه غير متساقطة حتى في فصل الخريف، ما يجعله مناسبا لصناعة الأسيجة الخضراء حول المنازل، لكن المثير للأسف أن تلك الأشجار لا فائدة تذكر لها سوى هذا الأمر، وما عدا ذلك أضرار خطيرة تستدعي اقتلاع هذا النوع من الأشجار من أمام المنازل والطرق والمناطق الحيوية.

ما هي خطورة أشجار الفيكس؟

وأشجار الفيكس تكمن خطورتها في كونها ذات جذور متشعبة وقوية وممتدة، فتتسبب بتلف أساسيات البناء إذا ما زرعت أمام المنازل، وتؤدي إلى تحطم شبكات الصرف وكابلات الكهرباء إذا ما وجدت جذورها طريقها إلى تلك الشبكات، علاوة على أن جذوعها لا تتعرى في فصل الخريف، فتتراكم الأوساخ والأتربة على أوراقها طوال الوقت، وتنثر ما تراكم عليها أثناء هبوب الرياح فتصيب الأشخاص القريبين منها بأمراض الجهاز التنفسي.

ولعل أخف مضارها خطراً هو تسببها في تقليل منسوب المياه الجوفية بباطن الأرض، فهي شرهة جدا للمياه ولأن جذورها شاسعة الامتداد تحت الأرض، تحصل على المياه الجوفية بسهولة شديدة إذا ما أهمل ريها، وتستمر في النمو والتوغل، وأشجار الفيكس بريئة المظهر، بل محببة إلى النظر، حيث يهتم كثير من الأشخاص بتشذيبها وقص أوراقها في أشكال فنية فتسر الناظر إليها، لكن ما قد لا يعلمه الكثيرين أنها ليست بتلك البراءة، ومن المهم أن تقتلع من جذورها بالمناطق السكنية وبالقرب من الطرق.

فوائد أشجار الفيكس

والواقع أن شجرة الفيكس ليست خطيرة أبداً إذا ما تم زراعتها في أماكن فسيحة تبتعد عن المدن والمرافق، فالحدائق والمتنزهات العامة، والتي تقام على مساحات واسعة، تعتبر أماكن مناسبة لزراعة الفيكس للاستمتاع بمنظره المحبب.

 

يقول الدكتور أمين حسين عواد، باحث أول بمعهد البحوث الزراعية بمركز البحوث، أن شجر الفيكس شجر زينة شديد الخضرة ولا يعطي ثمار، وليس طويل ولا شيء يتغذى على أوراقه، وأخشابه ليست مفيدة موضحاً أن الكثير من المحافظات تزرعه في المناطق التجميلية والمناطق الواسعة كشجر ظل، مؤكداً أن له العديد من العيوب ويحمل الكثير من الأتربة ودائما العمال يتأقلمونه في شكل دائري أو مثلثي ليتماشى مع أشكال الزينة.

وأضاف عواد في تصريحاته الخاصة لـ "صوت الأمة": أن أشجار الفيكس تتحمل درجات الحرارة العالية والمنخفضة ويحتاج ري بالخراطيم والرش، ولديه القدرة على امتصاص المياه الجوفية، ومعدلات زراعته في مصر كثيرة وهذا ما حدث أزمة أن الأولى زراعة أشجار مفيدة مثمرة مكانه أو الاتجاه لزراعة النخيل والتوت في الشوارع والاستفادة من الثمرة والأخشاب، وتتغذى عليه دودة القز وغير مستهلك للمياه.

ولفت خبير البحوث الزراعية إلى أن نقيب الزراعيين تحدث من قبل أن لدينا 15 مليون شجرة زينة في الأندية ومراكز الشباب والجامعات يستهلكون 1.3 مليار لتر مكعب من المياه، ولذلك أشار إلى توجيه المياه للأشجار المثمرة، وهذا ما بدأت الدولة في فعله لتقنين المحاصيل ومنع المحاصيل غير المثمرة وتستهلك مياه كثيرة ومنها الفيكس، لاستهلاك الكثير من العمالة والجهد والمياه الجوفية وتقليل مخزونها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق