«وبإيه يفيد الندم».. دموع الحسره لاتجف على جفون ضحايا مستريح أسوان

الأربعاء، 25 مايو 2022 03:30 م
«وبإيه يفيد الندم».. دموع الحسره لاتجف على جفون ضحايا مستريح أسوان
مصطفى البنك - مستريح أسوان

بدموع تنهمر يحيا أهالي محافظة أسوان من ضحايا مستريح المواشي والسيارات أصعب أيامهم، بعدما تعرضوا لعملية نصب كبرى خسروا خلالها ممتلكاتهم، بل أن بعضهم اقترض للتربح السريع من المشروعات الوهمية وبات في سراب.

21 يوما.. هي المدة السحرية التي أوهم المستريحين ضحاياهم بأن أموالهم ستتضاعف خلالها، وتعاملوا معهم بنظام «الوعدة» من خلال تحرير إيصالات استلام بالمبلغ على أن يتم رده بعد مرور الفترة المتفق عليها مضاعفا، ولم يفكر أحدهم يوما في هذا المصير المشئوم، وهنا استطاع أصحاب المشروعات الوهمية جمع ملايين الجنيهات من المواطنين خلال فترة صغيرة، ليبدأ الضحايا فى الحيرة عن مستقبل أموالهم بعد هروب هؤلاء التجار ثم القبض عليهم فى يد الأجهزة الأمنية.

أوضح أحد ضحايا عمليات النصب في أسوان، أن المستريح هو شخص ذكى للغاية واستطاع الدخول عليهم من خلال حيلة الطمع الموجودة فى جميع الناس تقريباً، ووفى بوعده فى رد المبالغ المستحقة للناس فى الفترات الأولى للتعامل حتى يجذب المزيد من الضحايا، حتى سلم له الكثير، ولجأ آخرون لا يملكون رؤوس ماشية فى الاقتراض من البنوك للدخول فى هذه التجارة المضاعفة وفى وقت قصير لا يتخطى الـ21 يوماً، مشيرا إلى أن المستريحين خلفوا الكثير من المشاكل للناس بعد هروبهم واستيلاءهم على ملايين الجنيهات بعد فترة صغيرة من التعامل مع الناس بتجارة "الوعدة"، وأصبح الوضع الآن محزن والقلق والحيرة يسيطر على وجوه المواطنين الذين تعرضوا للنصب على يد هؤلاء المحتالون، مطالباً الجهات المعنية بمحاولة استرداد أموال هؤلاء الضحايا لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
 
وأضاف أن أعداد الضحايا فى مركز إدفو بالآلاف خاصة أن الكثير استسلم لتجارة "مصطفى البنك" وأعوانه، وهذا الأمر الذى جلب الخراب على المواطنين بعد حصول بعضهم على قروض بنكية للدخول فى هذه التجارة على أمل أنه يسدد للبنك من أرباح الوعدة، وهو مالم يتحقق، كما لم يتحقق آمال السيدات اللاتى بعن مصوغاتهن الذهبية وشراء مواشى بقيمتها للدخول فى تجارة المستريح أيضاً، وغيرهم من ضيع أمواله ورؤوس مواشيه وسيارته وممتلكاته فى هذا "السراب".
 
وأشار إلى أن الأهالي تضرروا ضررا شديدا بعد هروب المستريحين وترك ضحاياهم يواجهون مصيرهم الغامض، والسؤال الذى يطرح نفسه دائماً هل يسترد الضحايا أموالهم ؟ حتى لو أصل المبالغ، وطالب بسرعة ملاحقة المتورطين فى قضية المستريح وعودة الأموال لأصحابها التى تعبوا فى جمعها والحصول عليها بعرقهم ودمائهم، وعلق قائلاً: "أهالى أسوان طيبون ولكن نصب المستريحين أدى إلى الاستيلاء على أموال الأهالى فى يوم وليلة"، وكشف عن أن تقاعس بعض الأجهزة التنفيذية فى مركز إدفو – على حد وصفه - شجع على تفشى الظاهرة.
 
ومن جانبه، أعلن اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، تضامنه الكامل مع المتضررين من ضحايا حالات النصب والاستيلاء على أموال وممتلكات عدد كبير من المواطنين حيث أن قضاء مصر العادل لن يترك حقوق المتضررين، مؤكداً أن مؤسسات الدولة تقف بكل قوة بجانب هؤلاء المواطنين الذين تعرضوا لحالات نصب من بعض الذين مارسوا أنشطة تجارية مخالفة ، وخاصة في مجال تجارة السيارات ورؤس الماشية والجمال بطرق غير مشروعة ، وهو الذى ساهم فيها قلة وعي هؤلاء المواطنين و التساهل مع ممارسات عدد من الخارجين عن القانون.
 
وأوضح اللواء أشرف عطية، بأن هناك تنسيق كامل مع الجهات المختصة والتى تقوم بجهود كبيرة للتحفظ وحصر ممتلكات كل من قام بالنصب على المواطنين ومنها نقل رؤوس الماشية والجمال لأحد المحاجر البيطرية بعد ضبطها فى الحظائر التابعة لأحد التجار حيث جارى بيعها بالمزاد العلنى بكل شفافية ونزاهة من أجل توجيه عوائدها المالية لتعويض المواطنين الذين تعرضوا للنصب ، وهو ما سيتم تطبيقه على الممتلكات الخاصة بهم أيضاً.
 
وأشار إلي أن المحافظة قامت بخطوات استباقية منذ مطلع فبراير الماضى لمواجهة هذه الظاهرة تمثل فى إصدار قرارات إزالة من محافظ أسوان لتعديات المخالفين على أراضى الدولة بداية من 3 فبراير الماضى وحتى 28 إبريل المنقضى منها ماتم إزالتها بشكل فورى بالتعاون بين الوحدات المحلية ومديرية أمن أسوان.
 
وتابع، بأنه تم تحرير محاضر مخالفة وإحالتها إلى جهات التحقيق ، علاوة على تحرير محاضر مخالفات للتوصيل العشوائى للكهرباء ، وتم تنفيذ أعمال إزالة تعديات لـ 42 مبنى عبارة عن أحواش وحظائر على أراضى الدولة لمبانى بمساحة إجمالية وصلت إلى 55 ألف 640 م2 في مناطق السباعية ، وأيضاً الشرفا والمعمارية والسايح والقنان بقرية البصيلية بحرى ، بجانب مدينة البصيلية ، وبالإضافة إلى مناطق كلح الكرنك.
 
وأكمل أشرف عطية بأنه فى نفس السياق تم فى مطلع إبريل الماضى إصدار قرار المحافظ بحظر نقل رؤوس الماشية خارج نطاق المحافظة حفاظاً على الثروة الحيوانية للحد من إستنزافها ، موضحاً بأنه تزامناً مع ذلك تم مخاطبة رئيس وحدة غسيل الأموال ومكافحة الأرهاب بالبنك المركزى المصرى ، بجانب التنسيق الكامل على أعلى مستوى مع وزراء التنمية المحلية والعدل والداخلية والنائب العام ، بالإضافة إلى المحامى العام لنيابات أسوان لعودة الحقوق لأصحابها وذلك إستشعاراً من المحافظة بخطورة هذه الظاهرة على إستقرار الأسواق والسلم الإجتماعى.
 
وأوضح المحافظ، بأنه تم أيضاً حشد جهود أعضاء مجلسى النواب والشيوخ والقيادات المجتمعية والدينية والشعبية لبث الطمأنينة بالجهود المبذولة ونشر الوعى المستنير لدى تجمعات الأهالى بعدم الانسياق وراء ادعاءات معدومى الضمير بتحقيق أرباح كبيرة باللجوء إلى طرق غير شرعية بعيداً عن المؤسسات القائمة داخل الإطار الشرعى لعمليات البيع والشراء.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق