بعد تصريحات "سلوى بكر" عن سرقته للطفولة.. تدريس القرآن للأطفال يثير الجدل على مواقع التواصل
السبت، 28 مايو 2022 03:00 م
تدريس القرآن للاطفال يثير الجدل علي السوشيال ميديا
إيمان محجوب
أثارت تصريحات الكاتبة سلوى بكر، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحدثت فيها عن جوهر التدين الحقيقي، وهاجمت فرض الحجاب على الفتيات الصغار، وإلزام الأطفال بقراءة آيات من القرآن لا يستوعبها عقلهم في هذا السن، لانه يعتبر سرقة لطفولتهم، مؤكدة أن ذلك ربما يخرج طالب أو شخص غير سوي.

وأوضحت سلوى بكر، أن مفهوم الأخلاق الحقيقي، يكمن في الجوهر وليس المظهر، بأن يكون الشخص من داخله مؤمنا بفكرة الأخلاق، وأن يبتعد عن كل مظاهر اللا أخلاق سواء في تعامله مع سائر البشر أو حتى مع البيئة المحيطة.
وجاءت ردود نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، رافضة بشكل كبير، لتصريحات سلوي بكر، خاصة قضية فرض حفظ القرآن الكريم علي الأطفال، واعتبرو ما تدعو إليه، نوع من المغالاة ودحض لفضل قراءة القرآن.
وجاء رد الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، قائلا: "الكاتبة سلوى بكر تدعي دون علم أو دراسة أو بحث، أن حفظ الطفل الصغير للقرآن وهو لا يعرف معناه، يعتبر بمثابة سرقة لطفولته!".

وتابع الدكتور الشرقاوي: "برغم صدمتي بمثل هذا التصريح غير المسؤل، إلا أنني سأحاول تفنيد ودحض مثل هذا الافتراء، وسيكون ردي منطلقا من نظريات علم نفس اللغة ودراساته".
واستطرد: أولا: كثرة المفردات والكلمات اللغوية الاصيلة التي تتضمنها الآيات القرآنية لدى الطفل، أحد العلامات الايجابية في شخصيته من حيث طلاقته ومرونته اللفظية، ويمكننا إقامة الدليل على ذلك إذا أجرينا مقارنه بين من يحفظ القران من الأطفال ومن لا يحفظ، ستجد طلاقة ومرونة الأول اكثر، ثانيا: إن حفظ القرآن يؤدي إلى ضبط مخارج الألفاظ وسلامة نطقها، مما يجعل الطفل الحافظ مؤهلا فيما بعد على حسن استخدام اللغة وتطويعها بسلاسة بل ومعالجة اضطرابات اللغة، ثالثا: أحد اهم مؤشرات الهوية الإنسانية هي اللغة، وبالتالي اعتياد الطفل على حفظ الكلمات المصحوبة بدلالاتها المتعددة قد يسهم في الحفاظ على هويته التي تمثل احد أهم أبعاد شخصيته، رابعا: حفظ الطفل للايات والسور القرآنية دون فهم دلالاتها لا يعني قطعا مبررا لعدم حفظها، لأن هناك كبار وليس اطفال صغار قد لا يجيدون فهم الدلالات برغم حفظهم، فهل هذا مبرر لدعوة الكبار أيضا لعدم الحفظ ايضا؟!!!
خامسا : لا يمكن حفظ كلمة ما إلا إذا كان لدى حافظها قدر ادنى من الفهم لها لأن الكلمات غير المفهومه لا يتم الاحتفاظ بها طويلا في الذاكرة، فكيف ندعي ياسيدتي أن الاطفال يحفظون دون حتى الحد الأدنى من الفهم.
سادسا : كثرة كلمات القرآن المحفوظة من الطفل في سياقها العام وترابطها تجعل خيال الطفل وتأمله اكثر نشاطا وفاعلية خاصة الآيات التي يغلب عليها المنظور القصصي.
سابعا : مضمون الكلمات لدى الطفل يعكس في المقابل سمات شخصيته، ومن هذا المنطلق إذا قارنا الكلمات القرآنية الاصيلة لغويا في القرآن التي يحفظها الطفل بطفل أخر يحفظ كلمات الاغاني والمهرجانات، ستجد فارق كبير بينهما في رؤية كل منهما للمعاني والدلالات..
وفي نهاية منشوره تسائل هل ضاقت موضوعاتنا الضاغط علينا لدرجة اننا تركناها، وبدأنا نركز على أضرار حفظ القرآن للأطفال وإدعاء ان ذلك سرقة لطفولتهم.
مضيفا : إن السرقة الحقيقية هى الإفتاء بأراء لا تستند لأي دليل او برهان وكفاكم عبثا؛ استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله.
وعن بعض القضايا التي اثارتها تصريحات الكاتبة سلوي بكر، أن زمن في الستينيات والسبعينيات لم يشهد حالات تحرش، رغم أن السيدات والفتيات في ذلك الوقت، كن أكثر حرية فيما يخص ارتداء الملابس، وفي هذا العصر ورغم انتشار الخطب الدينية والوعظ في المساجد والكنائس، ومع ذلك ظاهرة التحرش موجودة الآن بكثرة.

وجاء رد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور عبد الغني هندي، مؤكدا أن تصريحات الكاتبة سلوى بكر بها كثير من المغالاة وتفتقد للمنطق، وأوضح أن الأزهر والدين والقرآن ليس لهما أي علاقة بتخرج شخص غير سوي في المجتمع.
وأضاف : أن العصر الذي لم يكن فيه تحرش وتحدثت عنه سلوى بكر، كان التعليم يعتمد في مجمله على الأزهر. وأوضح أن الأزهر الشريف والتعليم القرآني أخرج عمالقة مثل، الزعيم سعد زغلول، وطه حسين، ورفاعة الطهطاوي وغيرهم الكثير. واختتم حديثه معبرا عن دهشته الشديدة، من كاتبة وروائية، تطلق أحكاما وتثير أمورا شائكة، وهي لا تعرف تاريخ أمتها جيدا.