ملف خاص| 8 سنوات «سيرة تحول دولة»: العالم يقف احتراما لمصر

السبت، 04 يونيو 2022 10:00 م
ملف خاص| 8 سنوات «سيرة تحول دولة»: العالم يقف احتراما لمصر
محمود علي

 
تقديم الحلول والمحافظة على السلام وتحركات القاهرة المنضبطة كشفت مدى ثقل الدولة المصرية بالمنطقة 
 
 
نجحت مصر خلال الـ 8 سنوات الماضية، في تعظيم دورها الدبلوماسي على الصعيد الدولي والإقليمي، من خلال مواقف وتحركات منضبطة تجاه تطورات الأحداث، كشفت مدى ثقل الدولة المصرية بالمنطقة كقوة لا يمكن الاستهانة بها وتجاهلها في ظل ما تعيشه المنطقة من فوضى وانتشار للسلاح والإرهاب.
خلال الـ 8 سنوات الماضية، كانت القاهرة قادرة في استعادة الكثير من قوتها الخارجية بعد سنوات من التراجع، نتيجة انشغالها بالأزمات الداخلية وما نتج عن ما يعرف بثورات الربيع العربي، لتكون الدولة المصرية اليوم أكثر الواجهات الرئيسية التي من خلالها تحل جميع القضايا والملفات العالقة في منطقة الشرق الأوسط.
 
 وأظهرت رؤية الرئيس السيسي منذ وصوله للحكم مدى اهتمامه بالسياسة الخارجية، حيث أكد أهمية ملف السياسة الخارجية لمصر باعتباره يمثل ظهير قوي لعودة الدولة لدورها الإقليمي، وكانت للإدارة المصرية تحركات نشطة في الكثير من القضايا الدولية، وذلك من خلال الاهتمام الكبير بالبعد العربي والإفريقي في المقام الأول ومن ثم البعد الدولي، مولية كل تركيزها على صياغة العلاقات المصرية على أساس متوازن مع جميع دول العالم.
 
وتركزت إنجازات الدبلوماسية المصرية في حل أزمات المنطقة وخاصة دول الجوار، التي حققت فيها القاهرة نجاحاً باهراً.
 
وحققت مصر نجاحات عديدة، في المنطقة العربية والأفريقية، حيث كان لها دوراً كبيراً في تهدئة أزمة ليبيا، لاسيما بعد أن رسم الرئيس السيسي "خط أحمر" أنقذ البلاد من طيات الظلام، وترى القاهرة أن الانتخابات في ليبيا هي الحل الأمثل لإعادة السيادة لهذه الدولة الحدودية، لذا تعمل بكل جهد لإنجاح هذا الاستحقاق، من خلال دعم كل الأجهزة الشرعية والتشريعية للتوافق على قاعدة دستورية تكون المخرج الرئيسي للأزمة في الوقت الراهن.
 
وتتبنى الدولة المصرية رؤية ثابتة داخل ليبيا تتمثل في التصدي لكل مخططات الدخول في دوامة الفوضى وعدم الحل، والبدء في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد والالتزام بخارطة الطريق، وهو ما جعل مصر تستضيف اجتماعات المسار الدستوري الليبي تحت رعاية أممية لسرعة إجراء الاستحقاق الانتخابي.
 
الأمر لم يختلف كثيرا تجاه فلسطين، حيث كانت مصر دائما في الموعد تجاه قضيتها العادلة، في حين لم يكن قطاع غزة بعيدا عن أولوية القاهرة حفاظاً على هدوء الوضع في منطقة كثيرة الاضطرابات.
 
وفي كل وقت زاد فيه صوت الرصاص داخل قطاع غزة، تسارعت مصر لتدارك الموقف لاحتوائه، كما أنها فتحت باباً للتنمية، وإعادة الإعمار، وإزالة الركام داخله.
 
تحركات مصر ورئيسها السيسي خلال السنوات الماضية، تركزت أيضا تجاه تحريك مسار السلام، والتصدي لكل المخططات الساعية لعرقلة حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
 
في الوقت نفسه تسعى القاهرة للحفاظ على استمرار الهدوء على الساحة الفلسطينية، والتدخل عند الضرورة، لتفويت الفرصة على كل الساعيين لإشعال الوضع على حدود مصر.
 
كما كانت القاهرة قادرة على زيادة الوعي الداخلي بوضع مصر المائي، وما تبذله الدولة من جهود للحفاظ على مصالحها المائية، حتى أنها نجحت في تغيير نظرة البعض غير المتفائلة في التعامل مع هذا الملف.
 
كما نجحت مصر في أن تضع الملف المائي على طاولة الاتحاد الأفريقي، والضغط لمناقشته داخل مجلس الأمن، ما زاد من ثقة المواطن في القيادة المصرية وقدرتها على حل هذا الأمر.
 
جهود مصر الإقليمية لوضع حد للنزاعات والحروب والحفاظ على الدول الوطنية وجيوشها، لم تقف على الدول المجاورة، ولا مبالغة من القول أن الجميع أصبح ينتظر دور القاهرة المحوري في ملفات اخرى مثل اليمن وسوريا والعراق وأمن دول الخليج والقارة الأفريقية.
 
التوازن في العلاقات بين الدول الكبرى وخلق نوع من الاستقلالية في القرار جعل القاهرة تحدد مواقفها الخارجية بعيدا عن أي ولاءات، ولعل ما شهده العالم من أزمات وحروب خلال السنوات الماضية خير دليل على هذا الكلام، مؤخرا في الحرب الروسية الأوكرانية والملف النووي الإيراني وملف أفغانستان وغيره من الملفات التي اتسمت فيها رؤى مصر بالانفتاح على الجميع من أجل تقييم الموقف لتحقيق مصالح الدولة المصرية وعدم الاندفاع بناء على أي رؤى خارجية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق