«صوت الأمة» تحاور الإخواني الذي وقع في غرام «أحمد شفيق»..«بني آدم» يكشف كواليس أيام «الفريق» في رئاسة الوزراء..الأنظمة السياسية فى مصر تخشاه..و«مرسى» أهدر فرصة كبيرة ليصبح زعيم تاريخى

الثلاثاء، 26 يناير 2016 01:33 م
«صوت الأمة» تحاور الإخواني الذي وقع في غرام «أحمد شفيق»..«بني آدم» يكشف كواليس أيام «الفريق» في رئاسة الوزراء..الأنظمة السياسية فى مصر تخشاه..و«مرسى» أهدر فرصة كبيرة ليصبح زعيم تاريخى
الفريق أحمد شفيق
أحمد السيد

كتاب جديد من المنتظر ظهوره في معرض الكتاب المقبل، تحت مسمى «بني آدم» يروي قصة الفريق أحمد شفيق، وكواليس لقاءاته وقيادته لمجلس وزارء مصر بعد ثورة يناير، الكتاب من تأليف مؤيد قوي للفريق، وواحد ممن شاركوا في ثورة يناير، شريف عبدالعزيز، الرجل الذي عاصره الفريق كثيرًا؛ لدرجة أنه كتب عنه ما يشبه المذكرات، الأمر الذي جعل رئيس وزراء مصر السابق، يؤكد عدم وجود نية لكتابة مذكراته بعد هذا الكتاب.

شريف عبدالعزيز في حوار خاص لـ«صوت الأمة»، يروي تفاصيل إنضمامه للإخوان ثم إنشقاقه عنهم، وانضمامه للفريق أحمد شفيق، كما يحكي أيضًا تفاصيل كتابه الجديد الذي أشاد به شفيق، وطالب أنصاره باقتنائه.. إلى نص الحوار.



**بداية كيف كانت بدايتك مع جماعة الإخوان المسلمين؟

بدأت في الجماعة، وأنا في الصف الثالث الإعدادي بعد أن تعرفت على الإخوان في المدرسة من خلال أنشطة دعوية وخيرية واجتماعية كانوا ينظمونها، وشاركت فيها حتى وجدت نفسي عضوا في الجماعة، وتدرجت في المناصب لما يقرب من 15 عام حتى أصبحت كادرا متوسطا، ومسئول عن عدد من الأسر التي تهتم بتربية النشء الإخواني على أفكار «حسن البنا» مؤسس الجماعة ومرشدها الأول وبالطبع أهم ملهميها.


** متى انشققت عن الجماعة ولماذا؟

في عام 2005 قررت الانسحاب من الجماعة بسبب وجود تعارض كبير بين ما تريده القيادة وما أريده أنا لنفسي، فالإخوان جماعة فاشية متحجرة التفكير لا تؤمن بالنقاش ولا التنوع في الأراء بل سمع وطاعة فقط دون وجود حتى ولو ألية للنقاش، رأيت كل شيء يبرروه بالقرآن والسنة حتى أخطاءهم، كل هذا أثر على تفكيري، وتنافى مع قيمي التي أحلم بها وعلى أساسها انضممت للإخوان من البداية، فانسحبت.


** هل انت بالفعل من ثوار 25 يناير وكيف شاركت في الثورة؟

نعم، بدأت علاقتي بالنشطاء الداعين لثورة 25 يناير عام 2011 منذ عام 2005 بعدما تركت الإخوان، وكان لدي علاقات قوية بالحركات الثورية كـ«كفاية» وغيرها، وكانت الثورة بالنسبة لي لحظة انتظرها منذ زمن طويل إلا أنها حينما جاءت توقف عقلي عن التفكير، وترددت كثيرا في النزول والمشاركة فيها خوفًا مما يجهز خلف الكواليس، ولكني نزلت وكتبت تحفظاتي على صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وشاركت في مطالب الشعب بحل مجلسي الشعب والشورى وتعديل الدستور، وإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، ورددت مع الثوار «عيش حرية كرامية إنسانية وعدالة اجتماعية»، لكن فور سماعي لهتافات الشعب يريد إسقاط النظام، انسحبت لخوفي مما يجهز له ومما سيحدث في حال سقوط مبارك من صراع دامي على السلطة، وهاجمني بعض الثوار لهذا ووصفني البعض بأنني من فلول نظام مبارك ومدفوع من الحزب الوطني لشق الصف الثوري وغيرها من الاتهامات الكثيرة.



** كيف تحولت من إخواني إلى ثوري ثم إلى مؤيد للفريق أحمد شفيق.. فهذه تحولات كبيرة وفي منتهى الغرابة؟

هذه التحولات ليست غريبة بالنسبة لي بل أراها متسقة تمامًا مع القيم التي أؤمن بها، وهي العدالة والإنصاف وحسن العمل والكفاءة والإتقان، تلك القيمة التي أبحث عنها في كل مكان، فلما لم أجدها في الإخوان تركتهم، ولما لم أجدها في النشطاء والثوار تركتهم، ولما وجدتها في الفريق أحمد شفيق انضممت إليه، وأنا أعتبره التطور الطببعي لمبادئي وقيمي؛ فهو رجل يبحث عن العمل والكفاءة والانتاج، فانبهرت به وانبهر مثلي كل من جلس معه وتقرب منه حتى أصبحت أحد أكبر مؤيديه ومريديه في مصر.

** ولكن ثوار 25 يناير لم يؤمنوا أبدًا بفكر شفيق واعتبروه فلول فكيف كنت من الثوار ومع ذلك انبهرت به؟

انبهرت بفكره وعمله، وللعلم هناك العشرات من النشطاء المشاهير انبهروا مثلي بالفريق «شفيق» بعدما جلسوا معه وناقشوه في منزله، لكنهم جميعا خافوا أن يعلنوا عن هذا الانبهار وهذه الجلسات التي تمت في منزله خوفا على أنفسهم ومن اتهامهم بأنهم فلول لنظام مبارك، هذا الخوف الذي منعهم من الاعتراف بنزاهة وشرف هذا الرجل، ليشاركوا بكتمانهم لشهادتهم في صناعة شيطان من «أحمد شفيق» بطريقة مفتعلة لا تمت للواقع بأي صلة، وفي الحقيقة كثير ممن شاركوا في يناير من المواطنين العاديين دعموا شفيق وانتخبوه اقتناعا به وتايييدا له.


** كيف ترى شعبية الفريق أحمد شفيق الأن بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي وجهت له منذ ظهوره كرئيس لوزراء مصر بعد ثورة يناير؟

موجات التشويه ضد «شفيق» لم تؤثر على شعبيته، وهناك مصريين كثيرين لم يصدقوا عنه ما قيل في حقه، وأزعم أن الكثير من المصريين يعشقونه منذ توليه رئاسة وزراء مصر في عام 2011 وحتى الأن رغم الهجوم الشرس على شخصه وتوجيه اتهامات له فاقت ما وجه إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك، وذلك لأنهم شعروا بإنجازات هذا الرجل وسعيه لخدمة مصر، هذا الرجل حصل علي 13 مليون صوت انتخابي في عز حملات التشويه.


** كيف تقيم الرئيس المعزول محمد مرسي؟

مرسي أضاع فرصة أن يجمع المصريين جميعا على كلمة سواء، وأن يكون زعيما تاريخي لـ«مصر»، ولكن للأسف الفكر الإخواني منعه من هذا وبدأ في صنع عداوات مع الجميع أولها مع الفريق «أحمد شفيق» منافسه الذي كان من المفترض فائزًا بالانتخابات، وحرض مرسي زبانيته لمطاردة «شفيق» لإجباره علي ترك مصر او لحبسه ان استطاع.


** ولكن مرسي رحل الأن لماذا لا يعود الفريق؟

شفيق يريد العودة بلا شك ولكن العودة من عدمها ليست في يده بل في يد الأنظمة السياسية التي تخشاه وتخشى شعبيته، كما تخشى أيضا أن يحصل على فرصة يحقق من خلالها ما لم تستطع تلك الأنظمة تحقيقه، هذا الخوف الذي جعل الفريق مطاردًا حتى الأن وغير مرحب به في مصر لأنه منافس قوي.


** الجميع برر عدم الاستعانة بخدماته لأنه من بقايا الحزب الوطني المنحل؟

شفيق أولا ليس هاربًا فقد برأته المحكمة من كل القضايا الملفقة ضده، ولا يتمسح في الأنظمة، كما أؤكد لك أيضًا إنه لم يكن يومًا عضو في الحزب الوطني المنحل الذي أفسد الحياة السياسية حتى نقول عنه فلول، وعلى كل عاجلا أم أجلا سيفرض «شفيق» نفسه وسيعود أقوى مما كان، والسؤال ألم يكن «محلب» عضوا في الحزب الوطني وعصام شرف أيضًا ؟


** كيف تقيم شفيق في العمل بعيدًا عن حبك الشخصي له؟

أنا أراه معتدل، عملي، كفء، ديمقراطي، هو الوحيد القادر على لم شمل المصريين وسيفعل ذلك في المستقبل في حال وصوله إلى موضع من مواضع الحكم في الدولة، لا يزال هو الأفضل بلا نزاع والرمز المتبقي الوحيد الذي يمثل أخلاق ونبل القتال.



** دعنا ننتقل إلى النقطة الأهم في حوارنا وهي كتابك «بني أدم» الخاص بالفريق أحمد شفيق.. بداية ما تعليقك على رفض الفريق كتابة مذكراته بعد قراءة الكتاب؟

بداية أحب أن أؤكد إني ممتن لكلمة الفريق «أحمد شفيق» بشأن عدم كتابته لمذكراته بسبب كتابي، وأتمنى أن يكتب مذكراته التي ستكون أقيم كثيرا من كتابي حتى تعلم مصر كلها تاريخه، وسأشجعه على ذلك لأن كتابي لا يكفي للحديث عنه.


** كيف كانت بدايات كتابك؟

البداية كانت عملي لمدونة خاصة فقط بالفريق أحمد شفيق، ومن خلالها قمت بتسجيل كل ما له علاقة بشفيق، و25 يناير، وكتبت ما يقرب من 50 مقالة فيها ذكرت فيهم كل الأحداث حتى أصبح عندي الكثير من تلك المقالات، فقررت أن أجمعهم في كتاب مع شهادات حية للفريق أحمد شفيق من معارضيه وأنصاره، كما أرفقت السيرة الذاتية للشفيق في الكتاب.

** ماهي أهم فصول الكتاب من وجهة نظرك؟

أهم فصل من وجهة نظري الفصل الخاص بثوار يناير الذين لم نراهم على الشاشات، وكيف كان تقييم للفريق أحمد شفيق، وفي هذا الفصل يوجد 7 شهادات منهم عن أخلاق وقيم وأداء أحمد شفيق.

** لماذا سميت الكتاب بـ«بني أدم»؟

احترت كثيرا في البداية لاختيار اسم الكتاب، ولكني اخترت «بني أدم» عن اقتناع وذلك بعدما رأيت ولدي الرضيع وتمنيت فقط أن يكون بني أدم، فالإنسانية بالنسبة لي قيمة كبيرة جدا.

** هل شمل الكتاب اللقاءات السرية التي عقدها الفريق في بيته مع الإخوان والسلفيين؟

شفيق لم يخفي أي لقاءات عقدها في بيته مع الإخوان والسلفيين أو غيرهم، وكل شيء كان في العلن حتى الاجتماعات التي عقدها مع عدد كبير من رموز ثورة 25 يناير الذين زاروه في بيته وأثنوا عليه ثم لما مسكوا الميكروفونات هاجموه وسبوه، ولعل أبرز مثال مصطفى النجار الإخواني السابق والذي عرفني على الفريق أحمد شفيق في البداية ثم هاجم الفريق ورفض دعمه بحجة خوفه على شعبيته، وهناك أسماء كثيرة أخرى أرفض أن أتحدث عنها الأن، وكلهم جلسوا مع شفيق ولم يحترموا كرم ضيافته.


** هل لازلت تتواصل مع الفريق شفيق؟

أتحدث معه من حين لآخر مثلي مثل الجميع، ولا يزال بيته في «الإمارات» مكانًا يستقبل الجميع، ولا يزال محط اهتمام الجميع في عز سحب الأضواء عنه في مصر.

** لماذا هاجمت بعض الصحفيين مؤخرا؟

بسبب تسخريهم قلمهم للإساءة للفريق أحمد شفيق دون حق، فلما يهاجمونه وهو بعيد عن أي منصب، ولذلك تكفلت أنا واخرين كثيرين بالرد عليهم.

** أخيرا ما هي رسالته للفريق أحمد شفيق؟

أقول لشفيق: إني أحبك في الله، ربنا معاك، فأنت تريد الخير لمصر.

 

تعليقات (10)
شهادة حق
بواسطة: حمد سعيد
بتاريخ: الثلاثاء، 26 يناير 2016 02:42 م

اين يباع هذا الكتاب ؟

حوار أكثر من رائع
بواسطة: مواطنة مصرية
بتاريخ: الثلاثاء، 26 يناير 2016 03:32 م

تحياتي وتقدير لهذه الجريدة والمهندس شريف عبد العزيز صاحب كتاب بني آدم

تميز
بواسطة: مرفت موسي
بتاريخ: الثلاثاء، 26 يناير 2016 03:56 م

حوار رائع و متميز...لكاتب جرئ و صادق..شهد شهادة حق..عن رجل أحب بلده...و ضحي بسنين عمره كي تصبح فى ركاب الدول المتقدمة..حبيب الملايين " الفريق أحمد شفيق "..كل التقدير و الإحترام و الشكر للكاتب المتميز الأستاذ شريف عبد العزيز على هذا العمل الرائع

برافو يااستاذ شريف
بواسطة: احمد عبد ااكريم
بتاريخ: الثلاثاء، 26 يناير 2016 07:57 م

حديث رائع وفيه توضيح لأمور كثيره برافو يا استاذ شريف .. واحيي الجريده لجراءتها في النشر ..

كتاب بني آدم
بواسطة: سحر عارف
بتاريخ: الثلاثاء، 26 يناير 2016 09:46 م

أوجه الشكر للمهندس/ شريف عبد العزيز على كم الصدق والأمانة والموضوعية الذي أودعهم في كتاب بني آدم .. وأوجه الشكر لمحرر الحوار لإتاحة هذه الفرصة للحديث عن كتاب بني آدم الذي يجد محاربة شديدة بدلاً من أن يجد الرعاية المناسبة له والدعاية التي يستحقها .. وكيف لا وموضوع الكتاب هو الفريق أحمد شفيق الذي أنظر في انجازاته فاجده يتربع على القمة من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" ثم أنظر إلى تطور الأحداث منذ 25 يناير والى يومنا هذا .. فأعرف معرفة اليقين أن الفريق أحمد شفيق هو المنتصر وهو المستقبل .. لقول الله تعالى "فأما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض"

كلمه حق
بواسطة: اميره بدره
بتاريخ: الأربعاء، 27 يناير 2016 10:55 ص

شكرا كل الشكر للاستاذ شريف علي شهاده الحق..وعلي مجهوده الكبير لنقل خبرته الشخصيه مع اهم واعظم شخصيه فمصر...وشكرا جريده صوت الامه علي هذا الحوار الرائع

كلمه حق
بواسطة: Bayooda khadooda
بتاريخ: الأربعاء، 27 يناير 2016 01:49 م

شكرا للاستاذ شريف عبد العزيز ولجريده صوت الامه علي نشر هذا الحوار الرائع المنصف للحق...وربنا يحفظ حبيب القلوب الشريف سياده الفريق احمد شفيق..وحشنا جداااااااا

برافو يااستاذ شريف
بواسطة: Ahmrd abdelkrem
بتاريخ: الأربعاء، 27 يناير 2016 02:49 م

الحديث رائع وبيوضح أمور كثيره برافو عليك انك قدرت تظهر جاوانب مهمه جدا ..

شهاده حق
بواسطة: ناديه سمير
بتاريخ: الأربعاء، 27 يناير 2016 08:15 م

شكرا للكاتب على اسلوبه البسيط الرئع فى عرض المعلومات والتحليل المنطقى البسيط الذى يستطيع ان يتابعه بشغف اى انسان على مختلف الثقافات --وشكرا للجريده المحترمه التى نشرت موضوعا تخشى الاقتراب منه الا بالتشويه المتعمد اى من الجرائد الاخرى اما ما اتمناه من الكاتب الصديق العزيز فهو ان يقوم باقناع الفريق شفيق بان هه السطور القليله لم تروى عطشنا وشغفنا الشديد بمعرفه المزيد من التفاصيل والمواقف والانجازات التلى لا حصر لها للفريق --ولست اظن ان كتبا واحدا مهما كان حجمه وابداع كاتبه ان يوفى جانيا واحد من الجوانب المضيئه فى حياه الرجل --ولكنه قد قام بتشويقنا لعل الفريق يمتعنا اكثر بمذكرات يكتيها بنفسه --ولا اظن ان كتابا واحدا يمكن ان يحتويها --لانها حياه كامله مليئه بالانجازات

رسالة شكر وعرفان للمهندس شريف عبد العزيز
بواسطة: محمد اسامة
بتاريخ: الأربعاء، 27 يناير 2016 08:37 م

بتمنالك كل خير وسعادة يابش مهندس ويارب اشوفك فى أعلى المكانات وبجد انت انسان جميل وربنا يديلك الصحة وطوله العمر دايما

اضف تعليق


الأكثر قراءة