الحوار الوطنى ومسؤولية الكلمة

الأربعاء، 06 يوليو 2022 11:00 ص
الحوار الوطنى ومسؤولية الكلمة
ياسر الهواري يكتب:

بدأت حالة الحوار في مصر بعقد أول جلسة لمجلس أمناء الحوار الوطني.شاهدت كما شاهد غيري مستبشراً بداية المناقشات آملاً أن تكون بداية جديدة لنا جميعاً، وكنت سعيداً برؤية وجوه معارضه في حوار رسمي وحقيقي ضمن هيئة الأمانة العامة يساهمون بالكلمة والرأي في حوار قادم، تعلقت عليه آمال وتطلعات كل المهتمين بالشأن العام في مصر، آملين أن  تكون حالة الحوار ممتده إلى أقصى ما يستطيع المشاركون، وأن تكون نتائجه فتح صفحة جديدة لمصر جديدة، تزول بها حالة الإحتقان السياسي وتنتهي أجواء عدم الثقة بين الفرقاء.
 
لا تحتاج مصر أكثر مما تحتاج إلي الحوار الهادئ بغرض البحث عن الطريقة الأمثل لإيجاد صيغة التعايش المشترك بين الجميع ولفظ التطرف والمتطرفين، وإعلاء شأن قيمة التوحد علي الوطن فوق خطابات الكراهية.
 
مصر للجميع وبالجميع، معارضة وموالاة، كل من مكانه ومن منطلقه الفكري، لا يتصور فيها أحد أن بمقدوره أن يلغي وجود الآخر أو يغتاله معنوياً، فالوضع السياسي ليس على ما يرام، وتلك حقيقة لا يصح ولا ينبغي انكارها. 
 
كما ان الاوضاع العالمية غير مستقرة، والتخفيف من آثارها المدمرة هو مسئولية الجميع، خاصة مع يقيننا ان قدرة أي دولة علي مواجهة تحديات العصر متغيرة لا تهدأ وتيرتها، بفعل أننا في عالم لا يكف عن الانفجار هنا أو هناك، وليست الحرب في أوكرانيا منا ببعيد، ولسنا في معزل عن آثارها المدمرة علينا كأحد أكبر مستوردي القمح في العالم من روسيا وأوكرانيا طرفي النزاع بالذات، فضلاً عن آثار اجتياح وباء كورونا للعالم والذي كانت أثاره تباطؤ نمو أعتى اقتصاديات العالم.
 
وإذا كنا نريد أن نكون من أقوياء العالم فلا بد من إصلاح ذات البين في داخل وطننا أولاً، ولن يكون للإصلاح طريقاً أكثر أماناً وأقل تكلفة من مائدة الحوار نجلس عليها جميعاً ونحن متيقنون أننا شركاء في الوطن والمصير.. شركاء في الوقت الصعب نبحث فيه معاً عن الحلول،كما سنكون بإذن الله معاً عندماً تحين لحظة اقتطاف ثمار الاستقرار والهدوء.. نفكر في  مصر التي سنورثها لأجيال بعدنا لا نتمني لهم أن يجدوا أنفسهم في ورطة صنعناها وتركناها خلفنا.
 
إن وحدة المصير يتبعها دائماً إحساس عميق بالمسؤولية الملقاة علي عاتق كل من تصدى للعمل العام، من حيث أن هناك قلوب تعلقت بكل كلمة تخرج منه وهو على طاولة الحوار، ومن حيث أنها مناسبة ليست لتسجيل المواقف الغرض منها البحث عن استحسان البعض أو رضا آخرين، أو حتي تسجيل المواقف بغرض إرضاء الذات علي حساب الوطن ومستقبله، وإلا تحول الحوار إلى مناسبة للترويج الشخصي في محاولة إما البحث عن منفعة شخصية أو إرضاء الغوغاء بخطاب شعبوي لا يستفيد منه إلا صاحبه وحده، ويدفع ثمنه الجميع بضياع  فرصة طال انتظارها طويلاً.. مسؤولية استثمارها تقع علي عاتق كل من سنحت له فرصه المشاركة.
 
هناك أمل وهناك رغبة واضحة في انجاز شىء ما له قيمة في حوار يضم خيرة أبناء الوطن ونخبته.. فاذا كانت المشاركة واجبة ولازمة، وإذا اتفقنا على أنها مناسبة للبذل وليست لتسجيل المواقف، فالجميع مُطالب بالتخلي عن المواقف المسبقة سواء كان من المنتمين لمعسكر المعارضة أو من الموالاة أو حتي من المحسوبين علي الدولة، وتلك مسألة جوهرية لا بد منها لإنجاح أي محاولة لتصويب بوصلة الوطن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق