للأصحاء وذوى الهمم.. "المؤشر العالمى للفتوى": نسبة فتاوى الحج تمثل 8% من جملة الفتاوى في العالم.. والمؤشر ينشر فتاوى يكثر السؤال عنها عربيًّا وأجنبيًّا

الخميس، 07 يوليو 2022 11:00 م
للأصحاء وذوى الهمم.. "المؤشر العالمى للفتوى": نسبة فتاوى الحج تمثل 8% من جملة الفتاوى في العالم.. والمؤشر ينشر فتاوى يكثر السؤال عنها عربيًّا وأجنبيًّا

أوضح المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تقرير له أن فتاوى الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، شكَّلت ما نسبته (8%) من جملة الفتاوى في العالم المرصودة، مشيرًا إلى أنها مثَّلت في الوقت نفسه (13%) من إجمالي فتاوى (العبادات) على مستوى العالم.
 
جاء ذلك بعدما قام مؤشر الفتوى برصد وتحليل نحو (850 فتوى) متنوعة المصادر والجنسيات واللغة خلال عامين كاملين، تعلَّقت تلك الفتاوى بأداء فريضة الحج للأصحاء، وكذلك أصحاب الهمم أو الاحتياجات الخاصة.

أكثر فتاوى الحج تكرارًا عربيًّا وعالميًّا
 
وتطرق المؤشر إلى رصد أكثر الفتاوى المتعلقة بالحج والتي كثر التساؤل حولها في أكثر من دولة عربية، كما أوردتها مواقع الفتوى الرسمية وغير الرسمية وكذلك محركات البحث، مبينًا أن أبرز تلك الفتاوى كانت: "حكم الحج مع وجود وشم على الجسم"، و"حكم تكرار الحج والعمرة"، و"هل يجوز الحج عن الأبوين أو أحدهما"، و"أيهما أفضل: حج النافلة أم الحج عن الوالدين"، و"حكم حج الشخص دون أخذ تصريح من الدولة"، و"حكم الاقتراض للحج"، و"أيهما أولى بالتقديم: الحج أم الزواج؟"، و"حكم أداء الحج في ظل استمرار جائحة كورونا"، و"حكم التوكيل أو الإنابة في الحج".. إلخ.
 
وحول أكثر فتاوى مسلمي الغرب والمتعلقة بأداء فريضة الحج لهم فكانت على النحو التالي: "إذا كانت المرأة حاملًا ولديها مال لأداء فريضة الحج، فهل تأثم إذا قيل لها إن شركات الطيران لا تسمح لها بالسفر في الثلث الثالث من الحمل"، وفتوى حول "حكم أداء مناسك الحج على منصة ميتافيرس الافتراضية أثناء جائحة كورونا، وهل يكفي ذلك أم لا بدّ من السفر لبلاد الحرمين لأداء الفريضة"، وهذا مؤشر يلفت النظر إلى طبيعة الفتاوى المسئول عنها عصر التطور الرقمي، فقد اختلفت الموضوعات وتنوعت مما يستدعي من العلماء الالتفات لذلك ومحاولة الاجتهاد للرد على مثل هذه الأمور المستحدثة، كما أن هذا الأمر من جهة أخرى يعكس توغل السوشيال ميديا والتكنولوجيا الحديثة في حياة الناس.
 
كما تساءل الكثير من مسلمي الغرب حول "حكم سفر المرأة لأداء فريضة الحج بمفردها دون رفقة معها"، و"حكم حج امرأة تمتلك ذهبًا يكفي لأداء الفريضة، وهل يعدّ ذلك واجبًا على الفور؟". 

فتاوى المرأة الخاصة بالحج.. السفر دون محرم وأداء المناسك والملابس والزينة أبرز التساؤلات
 
وتطرق المؤشر العالمي للفتوى إلى فتاوى المرأة الخاصة بالحج، وأشار إلى أنها جاءت بنسبة (28%) من عينة فتاوى الحج المرصودة عالميًّا خلال العامين، مشيرًا إلى أنها دارت حول أربعة محاور رئيسية:
 
أولها: الفتاوى الخاصة بالحيض والنفاس والعدة أثناء أداء المناسك، مثل فتوى دار الإفتاء المصرية حول ما تفعله المرأة إذا فاجأها الحيض وخشيت امتداده وفوات وقت الإحرام بالحج، وفتوى الأزهر حول ما إذا فاجأ الحيض المرأة قبل أداء طواف الإفاضة وخشيت فوات الرفقة، وكذلك فتوى موقع إسلام سؤال وجواب حول حكم تناول أدوية لمنع الحيض خلال فترة الحج، وحكم من بدأ نفاسها في أيام التروية، وفتوى استعمال المسك في الفرج للحائض والنفساء، وفتوى الذهاب للحج أثناء فترة العدة.. وغيرها من الفتاوى.
 
واهتم المحور الثاني بفتاوى سفر المرأة دون محرم، كفتوى أعاد نشرها المجلس الإسلامي للإفتاء ببيت المقدس تزامنًا مع موسم الحج حول حكم سفر المرأة للحج من دون محرم، وهي الفتوى ذاتها التي تكررت نصًّا في الكثير من الدول، مثل مصر والمغرب وتونس والجزائر والإمارات واليمن وسوريا وسلطنة عمان والعراق وغيرها، وفتوى حول إذن المرأة زوجها في السفر لأداء فريضة الحج وهل يختلف عن السفر لغير الحج، وفتوى سفر المرأة المُسنّة للحج دون محرم.. إلخ.
 
وتمثل المحور الثالث في الفتاوى الخاصة بملابس المرأة أثناء أداء المناسك وما يتعلق بها من زينة وغيرها، ومن أمثلة ذلك حكم غسل المرأة المحرمة شعرها وتمشيطه أثناء الإحرام، وطهارة ثياب الحائض  أثناء أداء المناسك، وحلق شَعر المرأة أثناء المناسك، وصفة مشي المرأة خلال مناسك الحج، ووضع المرأة للعطر أثناء المناسك، ولبس ثياب إحرام بيضاء شفافة عند الخروج للحج.. وغيرها.
 
أما مناسك الحج ذاتها وأداء المرأة لها فكانت المحور الرابع والأخير، وأبرز الفتاوى المتعلقة بهذا المحور كانت: متى يجوز حج المرأة عن غيرها، وهل يختلف حجها عن الرجل أو المرأة، وحكم توكيل المرأة لغيرها في رمي الجمرات، وصفة صوت المرأة بالتلبية ومدى جهرها به، وتأخير الرمي إلى الليل...إلخ.  

حج ذوي الهمم.. التيسير والتسهيل غاية كبرى
 
وأقرت الشريعة الإسلامية منهجًا متكاملًا يُعنى بكافة أطياف المجتمع، غير أنها أولَت اهتمامًا ورعايةً خاصة بأصحاب الهمم من خلال العمل على توفير كافة سبل الحياة الكريمة والمناسبة لهم.
 
ولفت مؤشر الفتوى إلى أن المسلمين من ذوي الإعاقات الجسدية لهم حكم الأصحاء شرعًا من وجوب الحج على المستطيع منهم، بدليل قول الله تعالى: {وللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وهو ما أكدته آراء الفقهاء على مر العصور..
وأورد المؤشر خلاصة فتوى أداء حج تلك الفئة المهمة، وأشار إلى أن حال ذوي الهمم أو الاحتياجات الخاصة لا يخلو من أمرين، إما أنه فاقد الأهلية وهذا ليس عليه حج؛ كونه غير مخاطب بالأوامر والنواهي وغير مكلف بأيٍّ من التكاليف الشرعية، والتي من بينها بالطبع فريضة الحج. 
 
أما إن كان من أصحاب الأهلية والذي يدخل هنا ضمن المكلفين؛ فإن الإسلام يسّر له أداءه لفريضة الحج، فقد خفّف الشارعُ الحكيم عنهم بعض الأحكام المتعلقة بمناسك الحج، ومن ذلك: جواز لبس المخيط لوجود إعاقة تشق على صاحبها أداء المناسك، وقياسًا عليه أيضًا ما ورد في حلق الرأس. 
 
كما اتفق أهل العلم على أن المعاق بشلل أو غيره، أو من لا يستطيع المشي، فلا يجب عليه أداء فريضة الحج بنفسه، فقد ورد في (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) للإمام الكاساني: (لا حج على المريض والزَّمِن والمقعد..). 
 
وفي حالة الأخرس أو من يعاني من اضطرابات في النطق؛ فقال الفقهاء إنه إذا كان لا يستطيع أن ينطق بسبب إعاقة النطق بمرض أو خرس، فإنه ينيبُ من يلبّي عنه، كما قالوا بجواز الإنابة في رمي الجمار للعاجز.
 
ولفت المؤشر إلى أن الآراء الفقهية أكدت على أن ذوي الإعاقة يُحْرِمُون من الميقات المخصّص لمكان قدومهم، مثل باقي الحجيج، وإن تعذّر عليهم الإحرام فعليهم ستر أجسادهم بما يتيسر لهم، ثم يسيرون إلى منى يوم التروية، إن تيسر لهم ذلك، وإلا فالمبيت سنّة ولا شيء عليهم آنذاك.

الحج في العصر الرقمي.. المؤسسات الدينية تواكب التكنولوجيا 
 
منذ اختبار جائحة كورونا الذي فاجأ العالم، سعت المؤسسات الدينية جاهدةً إلى مواكبة التكنولوجيا والرقمنة في كافة المجالات الدينية، ومن بينها بالطبع أداء مناسك الحج، سواء في دولة الحرمين الشريفين، أو المؤسسات والهيئات الدينية خارج المملكة، حيث بدأت تلك المؤسسات في وضع الآليات المناسبة لتحقيق تلك المتطلبات باستخدام أحدث الوسائل التقنية. 
 
وأشار المؤشر إلى بعض تلك الجهود، حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية هذا العام إطلاق صفحة خاصة بمناسك الحج على بوابتها الإلكترونية؛ وذلك في إطار جهود الدار في التحوُّل الرقمي من جهة، والتسيير على حجَّاج بيت الله الحرام في تعلُّم المناسك من جهة أخرى.
 
وتقدّم الصفحة مجموعة من الفتاوى والأسئلة التي يكثر السؤال عنها من ضيوف الرحمن، وكذلك أدعية الحج والعمرة، والفتاوى الخاصة بالنساء في الحج، هذا فضلًا عن قسم للمرئيات يضمُّ شرحًا وإجابات لأسئلة عن مناسك الحج والعمرة وما يتعلق بهما من مسائل يجيب عنها نخبة من علماء دار الإفتاء المصرية.
 
وفي المملكة العربية السعودية، أكدت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن هذا العام سيشهد نقلة نوعية في مجال تقديم الخدمات التقنية والرقمية والذكاء الاصطناعي، حيث سيتم إطلاق أكثر من (50) خدمة إلكترونية مختلفة، وأكثر من (10) تطبيقات رقمية، وأكثر من (4) مواقع إلكترونية، فضلًا عن استمرار إطلاق بطاقة الحج الذكية.
 
أما في ماليزيا، فيتم عقد دورات تدريبية تطبيقية للحجاج الماليزيين في مختلف الولايات الماليزية على جميع مناسك الحج باستخدام مجسّمات للكعبة المشرفة وجبل عرفات، في حين يقدّم مركز استشاري حجاج فرادى "ماليزيا" دورات متخصصة تتضمن دروسًا توعوية وإرشادية حول الإحرام وأنواعه، والوقوف في عرفة، ووقته، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، حتى الانتهاء من المناسك والعودة إلى ماليزيا.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق