خماسىي برتغالي يحكمون قبضتهم على الكرة المصرية

السبت، 16 يوليو 2022 10:30 م
خماسىي برتغالي يحكمون قبضتهم على الكرة المصرية
إسلام ناجى

3 عوامل تساعد أشقاء جوزيه على النجاح في مصر.. التشابه بين الدوري المصري والبرتغالي.. قوة الشخصية.. التكيف مع أي ظروف

فيتوريا يبدأ رحلة عودة الثقة للفراعنة.. سواريز وفيريرا في مهمة صعبة مع الاهلى والزمالك

جورفان فييرا يحاول استعادة أمجاد الماضى مع أنبى.. ونونو ألميدا يكافح مع فاركو 

 

يوم 10 إبريل الماضى قرر مجلس إدارة اتحاد الكرة إنهاء التعاقد مع البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر بالتراضى بعد الاتفاق بينهما بعد فشل التأهل لبطولة كأس العالم 2022 بقطر، ومساء الاثنين 11 يوليو أنهى مجلس إدارة اتحاد الكرة ملف تعيين المدير الفنى لمنتخب مصر الأول بعد سلسلة طويلة من المفاوضات مع أكثر من مدرب استمرت ما يقارب من 25 يوما، وتحديدا عقب توجيه الشكر إلى المدير الفنى السابق لمنتخب مصر إيهاب جلال يوم 16 يونيو الماضى، واختير البرتغالى روى فيتوريا للقيادة الفنية للفراعنة.

3 أشهر فصلت بين رحيل البرتغالى "كيروش" واختيار البرتغالى الثانى "فيتوريا"، شهدت خلالها الكرة المصرية حالة من الارتباك الشديد، بعد اختيار إيهاب جلال الذى لم يستمر في القيادة الفنية أكثر من شهر، لتعود مصر مرة أخرى إلى المدرسة البرتغالية، التي باتت شبه مسيطرة على الكرة المصرية في الوقت الراهن، بوجود مدرب الفراعنة، بجانب أربعة برتغاليين يقودون القيادة الفنية لأربع فرق في الدورى الممتاز، وهم ريكاردو سواريز المدير الفني للأهلى، وجوسفالدو فيريرا مدرب الزمالك، وجورفان فييرا مدرب أنبى، ونونو ألميدا مدرب فاركو، وهو ما جعل المدرسة البرتغالية المسيطرة على الكرة المصرية.

ما حققه الداهية البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني السابق للنادي الأهلي في فترته الذهبية مع لاعبين مثل محمد بركات وعماد متعب ومحمد شوقي وعماد النحاس وسيد معوض وفلافيو، جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام المدرسة البرتغالية لإصلاح أحوال الكرة المصرية المتدهورة منذ فترة ليست بالقليلة ومصدر شكوى من الجميع.

ويحاول فيتوريا استعادة ثقة المصريين في الفراعنة، بعد الإخفاقات التي منيت بها الكرة المصرية في أعقاب عدم التاهل لكأس العالم، وخسارة أمم أفريقيا في النهائي أمام السنغال، فضلاً عن التراجع الكبير في مستوى الفريق خلال تصفيات أمم أفريقيا.

يتواجد على رأس الإدارة الفنية لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي البرتغالي ريكاردو سواريش، ذك الشاب البرتغالي الصاعد في بلاده جاء خلفا للجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، بعد فسخ عقد الأخير بالتراضي عقب سلسلة من الأداء والنتائج المخيبة لآمال مشجعي الشياطين الحمر، وغضب من جانب إدارة القلعة الحمراء بسبب تعاليه عليهم.

وعلى الناحية الأخرى، يتواجد على رأس الإدارة الفنية لفريق الكرة الأول بنادي الزمالك البروفسير المخضرم البرتغالي جوسفالدو فييرا، الذي يقود نادي الزمالك حتى الآن على صدارة الدوري المصري الممتاز، وكان قد حصد معه فيما مضى بطولة الدوري والكأس المصري، ووصل به لنهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، فضلاً عن أن البرتغالي نونو ألميدا يقود فريق فاركو في الموسم الجاري ويسير معه بخطى ثابته، وهو نفس المهمة التي يعمل عليها جورفان فييرا مدرب أنبى، الذى يواجه فريقه وضعاً صعباً في جدول الدورى.

العلاقة بين الكرة المصرية والمدرسة البرتغالية في التدريب علاقة منفعة تبادلية وبيئة متشابهة الطرفان فيها مستفيدان من التعاون مع بعضهما البعض، فكما يلجأ المصريون للبرتغاليين في التدريب، فمدربو البرتغال هم أيضاً ينجحون ويقدمون أنفسهم للعالم من خلال الكرة المصرية، كما حدث مع جوزيه وفييرا في الأهلي والزمالك، وكذلك أعاد كارلوس كيروش نفسه لستحة التدريب مع منتخب مصر.

تعتبر البرتغال خط الإنتاج الأهم والأكثر تميزًا فيما يخص المدربين خلال الوقت الحالي داخل المنطقة العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص، وربما يرجع ذلك إلى أن البرتغال لا تملك الإمكانيات المادية التي تمتلكها بلاد أوروبية أخرى، فصار العامل الأول والأهم لتميزهم هو قدرة مدربي البرتغال على التكيف في أي أجواء ومع أي ظروف.

 ففكرة التدريب في البرتغال تبدأ دائما بمحاولة التكيف مع الموارد القليلة التي تتاح في مجال كرة القدم، فضلاً عن أن البرتغال واحدة من البلاد القليلة التي بادرت وجعلت التدريب مهنة أكاديمية، فلا يكفي كونك لاعبًا سابقًا كالعادة لتصبح مدربًا شابًا، بل يمكنك أن تمارس التدريب إن درسته وأتقنت تطبيق ما درسته، وهنا يضرب المثل بمورينيو، الرجل الذي وقف على قمة كرة القدم في العالم دون ممارسة اللعبة.

لك أن تتخيل أنه يتم تدريس كرة القدم في عدة جامعات برتغالية مختلفة، بعد أن ينتهي أحدهم من الشهادة يتعلم الحياة المهنية من خلال عمله مع أحد الأندية ليبرهن جودته على أرض الملعب، وإذا قرر لاعب كرة قدم محترف أن يسلك مسار التدريب فيجب أن يذهب إلى الاتحاد البرتغالي والقيام بدورات التدريب المعتمدة والنجاح بها.

يمتلك مدربو البرتغال شخصية قوية وصدامية ولا تخشى أحد مهما كان لاعب أو عضو مجلس إدارة، وقادرين كلهم دون استثناء على التعامل مع النجوم مهما كان حجمهم.

البيئة العربية سهلة على مدربي البرتغال يتكيفون بداخلها من غير الشعور بالغرابة أو التقيد، عكس ما شعر به السويسري فايلر أثناء تدريبه للنادي الأهلي، فضلاً عن وجه الشبه بين الدوري المصري والدوري البرتغالي الذي يعد الأصعب من حيث اللعب؛ لأن بعض الفرق لا تدرب لاعبيها على ما يجب ان يفعلوه كلاعبي كرة قدم لكنها تلعب حتى لا تدع المنافسين يلعبون.

وكما هو هنا الحال في مصر، يسيطر على الدوري البرتغالي ثلاث فرق فقط تلعب دور البطولة بينما تكافح بقية الفرق لمحاولة التصدي لهم.

هذا التشابه بين الدوري البرتغالي والدوري المصري والدوريات العربية عمومًا جعل مدربي البرتغال على دراية كاملة بما ينتظرهم في الدوري المصري، فلم يكن غريباً على جوزه أو فييرا أو حتى القادم الحديث سواريش أن يقابل فرق تتكتل دفاعيًا من أجل نقطة بالعكس، بل بالعكس فعلها من قبل سواريش نفسه خلال مشواره التدريبي مرات كثيرة.

يعيش المدرب البرتغالي على أعصابه فهو يعرف كما يعرف المدرب المصري أنه إذا خسر مباراتين سيتم طرد، مما يجعلهم أحرص وأكثر قدرة على الخروج دائمًا بأقل الخسائر.

ووقع اتحاد الكرة عقداً مع البرتغالى فيتوريا لتدريب منتخب مصر لمدة أربعة سنوات، بجانب 4 مساعدين أجانب منهم مدربين ومحلل أداء ومدرب حراس مرمي، وفيتوريا مواليد 16 أبريل عام 1970، وبدأ مسيرته كلاعب مع أندية برتغالية مغمورة، ثم بدأ مشواره التدريبي مع فريق فيلافرانكوينس عام 2004، وكانت النقلة الأبرز في مشواره التدريبي، عندما تولى قيادة فريق الشباب في بنفيكا، وبعدها تولى روى فيتوريا العديد من الأندية المميزة مثل فريق بنفيكا للشباب وبنفيكا والنصر السعودى وسبارتاك موسكو الروسى، حيث قاد فيتوريا النصر فى 86 لقاء وحقق الفوز فى 54 وخسر 19 وتعادل في 13 لقاء، وحصد لقب الدوري مع النصر بالإضافة إلى لقب السوبر السعودي، كما حصل فيتوريا مع بنفيكا على كأس بطل البرتغال مرتين، كما حصل على نفس اللقب مع فيتوريا جيماريش، وحصل على الدوري البرتغالي مرة واحدة مع بنفيكا بالإضافة إلى السوبر البرتغالي.

وخلال قيادته لفريق سبارتاك موسكو تولى فيتوريا تدريب الفريق في 26 لقاء وحقق الفوز فى 9 مواجهات وتعادل في 6 وخسر 11 لقاء، وبالمجمل حصل روى فيتوريا على 8 بطولات خلال تاريخه التدريبي.

واختير البرتغالى روى فيتوريا خلفا لـ إيهاب جلال المدرب السابق للمنتخب المصري، الذي أقيل يوم 16 يونيو الماضى بعد أن تعرض الفراعنة لهزيمة مفاجئة 2- صفر أمام إثيوبيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية المقبلة، وكذلك لهزيمة ثقيلة أمام كوريا الجنوبية بأربعة أهداف لهدف في مباراة ودية.

وسيكون التحدي الأول لفيتوريا مع الفراعنة بمواجهة منتخب مالاوي مرتين في شهر سبتمبر المقبل، في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023.

ويفضل المدرب البرتغالي الجديد للفراعنة الضغط المكثف في الشوط الأول، والهجوم بكل الطرق الممكنة بحثا عن تسجيل الأهداف، ويحول الفريق في الشوط الثاني إلى التحفظ وإغلاق الدفاعات والاعتماد على الكرات المرتدة السريعة لتأمين تقدمه، وذلك حسب محللين كرويين.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق