دينا الحسيني تكتب : صفقة أم كارت انتخابي.. أمريكا تستهدف "الظواهري" أخر مدبري هجمات 11 سبتمبر

الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 11:50 م
دينا الحسيني تكتب : صفقة أم كارت انتخابي.. أمريكا تستهدف "الظواهري" أخر مدبري هجمات 11 سبتمبر
أرشيفية

أكتمل الثأر الأمريكي من أخر المتورطين في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001، بعد مرور 21 عاماً، ذلك عقب إعلان المخابرات الأمريكية في الساعات الأولى من صباح اليوم عن استهداف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة الأفغانية كابول، تلك التي يُقيم فيها كبار مسئولين طالبان، وتحديداً بالقرب من مقر السفارة الأمريكية.

تتبعت الولايات المتحدة الأمريكية مُنفذين حادث ضرب برجيي مركز التجارة العالمي منذ اندلاع الهجمات، منهم من لقي مصرعه في الحادث، ومنهم من ضُبط، أبرزهم رمزي بن الشيبة، الذي توصلت إدارة جورج بوش الأبن لمخبأة في أفغانستان 11 سبتمبر 2002، وبعده بعام سقط خالد شيخ محمد لتتفرغ أمريكا للثأر من قيادات القاعدة المسئولين عن تدبير الحادث، على مدار عهود رؤساء أمريكا الذين تولوا الحكم وقت الهجمات وحتى الأن.

الضربة الكُبرى كانت لأسامة بن لادن، الذي استهدفته واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما بعملية في باكستان أُطلق عليها "كوماندوس"، قبل أن يلقى نجله حمزة مصرعه عام 2019 عقب استهدافه من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منطقة حدودية بين أفغانستان وباكستان، مروراً بسقوط أخر ذيول قيادات تنظيم القاعدة من مدبري حادث 11 سبتمر وهو القيادي أيمن الظواهري.

سيناريوهات عديدة طرحها محللون سياسيون حول سر توقيت استهداف الولايات المتحدة الأمريكية للظواهري الذي كان يُعد بمثابة العقل الأيديولوجي لتنظيم القاعدة، أولها قرب الانتخابات الأمريكية، مما جعل الوصول إلى الظواهري وتصفيته كارت انتخابي جديد ليزيد من شعبية الرئيس جو بايدن على غرار ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي استخدم قتل أسامة بن لادن في الدعاية الانتخابية في مايو ٢٠١١.

أما السيناريو الأخر ربط بين سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، وتوقيت استهداف الظواهري الأمر الذي فسره البعض بإبرام صفقة بين الإدارة الأمريكية، وبعض قيادات طالبان للإرشاد عن مخبأ الظواهري مقابل ملايين الدولارات ورفع مستوى العلاقات مع واشنطن، خاصة أن تواجد الظواهري في أفغانستان وضع طالبان في حرج سياسي بعد اتفاقية السلام الشامل في الدوحة التي أبرمتها الحركة وتعهدت بموجبها اتخاذ إجراءات لمنع الجماعات الأخرى بما فيها تنظيم القاعدة من استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي الأفغانية.

وأيا ما كانت السناريوهات حول سر توقيت استهداف الظواهري، إلا أن هناك إجماعا بأن الحرب التي قادتها أمريكا وعُرفت باسم الحرب العالمية على الإرهاب لم تنجح في القضاء على التنظيمات الإرهابية بل نشرتها أكثر في كافة أرجاء العالم لاسيما أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي الأخير بات السؤال الأهم الأن ما هو مستقبل تنظيم القاعدة؟ هل ستحافظ القاعدة على وضعها الحرج خلال السنوات الأخيرة أم ستودع المشهد لصالح تنظيمات أخرها سواء داعش أو غيره.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق