«السعودية» عام على حكم الملك «سلمان»..أمر بحل 12 هيئة حكومية بين لجنة ومجلس عقب توليه الحكم..قاد تحالف عسكرى لقتال المتمردين فى «اليمن»..واجه إنخفاض أسعار النفط بإصلاحات إقتصادية

الإثنين، 25 يناير 2016 11:20 ص
«السعودية» عام على حكم الملك «سلمان»..أمر بحل 12 هيئة حكومية بين لجنة ومجلس عقب توليه الحكم..قاد تحالف عسكرى لقتال المتمردين فى «اليمن»..واجه إنخفاض أسعار النفط بإصلاحات إقتصادية

في غضون ساعات من صعوده على عرش المملكة، أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، عن تغييرات جذرية أدت إلى تعديل سلم الخلافة وتحديث عملية صنع القرار الاقتصادي والأمني بالبلاد.

كانت هذه التغييرات بمثابة بداية لعام مضطرب بالنسبة لسلمان، الذي أتم أمس الاول، عاما كاملا على سدة العرش.


توليه الحكم
اتسم حكم سلمان حتى اللحظة بالجرأة التي صنفتها وكالة استخبارات غربية بـ«المندفعة»، ورغم ذلك يفضل مؤيدو ومعجبو الملك وصفها ب«الحازمة».

ورث سلمان، الذي يعتقد أنه في العقد الثامن من عمره، العرش في الثالث والعشرين من يناير 2015 بعد وفاة أخيه غير الشقيق عبد الله عن عمر ناهز التسعين عاما بعدما حكم السعودية لعشر سنوات.



الشؤون الأمنية والاقتصادية

وفور توليه مقاليد الأمور تقريبا، أقال سلمان اثنين من أبناء سلفه عبد الله من منصبي أمير الرياض وأمير مكة، وأمر بحل اثنتي عشرة هيئة حكومية بين لجنة ومجلس، وقلد نجله البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما منصب وزير الدفاع وجعله عضوا بارزًا في لجنتين جديدتين معنيتين بالإشراف على الشؤون الأمنية والاقتصادية بالبلاد.


ومنذ ذلك الحين، قاد سلمان بلاده إلى موقف حازم جديد لمواجهة المنافس الإقليمي اللدود إيران، وقاد تحالفا عسكريا يقاتل متمردين موالين لطهران في اليمن، كما ضغط دون جدوى من أجل عدم تطبيق اتفاق نووي وقعته إيران مؤخرا مع قوى عالمية.


وعلى الصعيد المحلي، شرع على وجه السرعة في إصلاحات اقتصادية لمواجهة تأثير انخفاض أسعار النفط.

كما واصل سلمان تركيز السلطة في أيدي نجله وزير الدفاع محمد بن سلمان.

وبالرغم من أن قليلين من حلفاء السعودية انتقدوا سياسات سلمان كملك، أشار تحليل صدر عن جهاز الاستخبارات الاتحادي الألماني الشهر الماضي إلى مخاوف إزاء مستقبل المملكة وهي تحاول «تنصيب نفسها زعيما للعالم العربي».


المواقف الدبلوماسية

وورد في التقرير الألماني أن «الموقف الدبلوماسي الحذر السابق للقادة الراحلين داخل الأسرة الحاكمة حلت محله سياسة تدخلية مندفعة جديدة»، مضيفا أن المملكة «تستعد لمخاطرة سياسية ومالية وعسكرية غير مسبوقة».

وينطوي تركيز سلطة شؤون الاقتصاد والسياسة الخارجية في أيدي محمد بن سلمان على «خطر كامن» من جانب أعضاء آخرين في الأسرة الحاكمة وفي صفوف العامة ودول حليفة في المنطقة، وفقا للتقرير الألماني.

وعلى النقيض مع السمعة الحذرة والأبوية التي اكتسبها عبد الله، وصفت الصحافة السعودية في غير مرة حكم سلمان بـ«الحازم»، وهو مصطلح نبع إلى حد بعيد من قراره الخاص بشن «عملية عاصفة الحزم»، التدخل العسكري في اليمن.

في السياق، قال غريغوري غوز، رئيس قسم الشؤون الدولية في جامعة تكساس إيه آند أم، إن العام الماضي أظهر أن سلمان «مغامر».



حرب اليمن

وبينما سعت السياسة الخارجية لعبد الله، إلى مواجهة النفوذ الإيراني الشيعي، حرك سلمان الطائرات الحربية والقوات البرية السعودية إلى خارج حدود المملكة لمواجهة الحوثيين الشيعة الذين أجبروا الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن على الفرار إلى منفى.

وبعد عشرة أشهر من بدء الحرب اليمنية، لا يزال التدخل العسكري يثير الجدل، ولا تزال نجاحاته مثار شكوك، كما أودى الصراع بحياة 5800 شخص منذ مارس الماضي وجعل ما يزيد على ثمانين بالمائة من سكان اليمن في حاجة إلى طعام ومياه، وفقا لوكالات إغاثة دولية.


شخص صارم
وقال غوز إن «الملك (الراحل) عبد الله رسم صورة لنفسه بسبل عديدة كرمز أبوي ولا يبدو أن هذه هي رغبة الملك سلمان يظهر كل منهما أنه شخص صارم»، مشيرا إلى الملك سلمان ونجله وزير الدفاع.

وفي تحرك مفاجئ، أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في ديسمبر الماضى، أول تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 35 دولة مقره في المملكة، وفسرت تلك الخطوة على أنها مسعى إضافي لإظهار قيادة السعودية للمنطقة، ولمواجهة رواية أن تسليح السعودية للمعارضة السورية ساعد أيضا الجماعات المتطرفة منها.



الامل والحزم

وعلى مدار الأسبوع الماضي أشارت الصحف السعودية إلى اقتراب الذكرى الأولى لتولي سلمان الحكم، من خلال مقالات تصفه ب«الأمل والحزم»، وتعاقد رجال الأعمال وكبار الأمراء على إعلانات تحتل صفحات جرائد كاملة معبرين فيها عن ولائهم ودعمهم للملك وولي عهده.

ورث سلمان عددا من التحديات، منها الحاجة إلى توفير مساكن بأسعار معقولة ووظائف للشباب السعودي، وكان انهيار سعر النفط إلى أدنى من 30 دولارا للبرميل قد أجبر السعودية على تقليص منحها للشعب، ومنها الدعم والإعانات، كما رفعت سعر النفط.



عجز الموازنة

أعلنت المملكة عجزا في الموازنة بلغ 98 مليار دولار العام الماضي، ويتوقع أن يبلغ 87 مليار دولار في 2016، وتعمل المملكة منذ سنوات على محاولة جذب استثمارات أجنبية وتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، ومن بين ذلك فتح سوق الأوراق المالية أمام المستثمرين الأجانب في 2015.

إلا أن أكثر خطواتها الاقتصادية توقعا ربما لم يأت بعد، ففي مقابلة مع مجلة الإيكونوميست، قال الأمير محمد بن سلمان إن المملكة تدرس إطلاق طرح عام أولي لأكبر شركة إنتاج نفط في العالم، هي شركة الزيت العربية السعودية، أرامكو.



الاصلاحات الاجتماعية

وفيما يخص الإصلاحات الاجتماعية، سمح عبد الله بمنح المرأة بعض الحقوق، ومنها قراره بالسماح للسعوديات بالتصويت والترشح لأول مرة في انتخابات المجالس البلدية.

ويقول تشطاء إن الجهد الحربي في اليمن أدى إلى وقف بعض الإصلاحات، وقد صور قادة البلاد حرب اليمن باعتبارها دفاعًا عن السنة ضد إيران، التي دعمت الميليشيات الشيعية في العراق وحكومة بشار الأسد في سوريا، حيث تسلح السعودية المعارضة السنية.




ولى العهد

بعد شهر واحد من بدء غارات التحالف العسكري على اليمن في مارس 2015، استيقظ المواطنون السعوديون ليجدوا ولي عهد قد حل محل آخر بين عشية وضحاها ليكون هذه المرة من جيل الأمراء الشبان، وأعلن محمد بن نايف، وزير الداخلية، وليا للعهد، ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد.

وفي الرياض يسود شعور غامض بالفخر والوطنية جراء الحرب، كما ساعدت حملة القصف أيضا على رفع مكانة محمد بن سلمان، الذي يقود التدخل العسكري في اليمن.



قيادة حازمة

يقول هاني صبرا، رئيس قسم الشرق الأوسط بمجموعة أوراسيا: «أعتقد أنهم كانوا يعتقدون أنه سيكون سبيلا لرفع مكانتهم السياسية ولإظهار أنهم يمثلون قيادة حازمة بشكل متصاعد عما كان عليه الأمر إبان عهد عبد الله، وأنهم أكثر استعدادا لمواجهة إيران».

وشابت التوترات العلاقات بين السعودية وإيران منذ عقود، إلا أنها تصاعدت مؤخرا خلال فترة تولي سلمان الحكم.

انتهزت إيران فرصة هذه التوترات في سبتمبر الماضى، عقب حادث تدافع أثناء موسم الحج قتل فيه ما لا يقل عن 2400 شخص، بينهم 464 حاجا إيرانيا، وقبلها ببضعة أسابيع سقطت رافعة في الحرم المكي، لتقتل 111 شخصا عند الكعبة.



الازمة السعودة الايرانية

اتهمت إيران السعودية بالإهمال ودعت إلى مشاركة طهران في رعاية الحرم المكي مع دول إسلامية أخرى، وتجاهل البيت الملكي السعودي انتقادات إيران، ولم تصدر السلطات بعد تفاصيل تحقيقات في حادث التدافع أو تعدل إحصاءها الرسمي لحصيلة الضحايا والبالغ 769 قتيلا.

تفاقمت التوترات مع إيران عقب الثاني من يناير الجارى، عندما أعدمت السعودية 47 شخصا مدانا في تهم تتعلق بالإرهاب، ويزعم أن معظمهم كانوا من المسلحين المدانين في تهمة الانضمام إلى القاعدة، إلا أنه كان من بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، زعيم الأقلية الشيعية الناقمة في السعودية.


أثار إعدام الشيخ النمر احتجاجات في إيران، فهاجمت حشود السفارة السعودية في طهران، ما دفع المملكة إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع منافستها الإقليمية، كما قطعت دول خليجية أخرى أو خفضت درجة علاقاتها مع طهران.

يقول توبي ماتيسن، مؤلف كتاب «الخليج الطائفي» إن الرد السعودي على إيران في أعقاب إعدام النمر يعكس جزئيا تراجع ثقة السعودية في الولايات المتحدة كحليف إستراتيجي في المنطقة بعد تقارب إدارة الرئيس أوباما مع إيران، ورفع العقوبات الاقتصادية المرتبطة ببرنامج طهران النووي هذا الشهر.

ويضيف ماتيسن «كانوا يريدون أن يبدوا أقوياء، وأن يظهروا لشعبهم أنهم لن يقبلوا أي معارضة، يرغبون في أن يظهروا كزعماء للعالم السني، وأن يدفعوا الحس الوطني السعودي المتجذر في العروبة والإسلام السني».

شقيق الشيخ النمر، محمد النمر، قال فى تصريحات صحفية، أن عائلته كانت تأمل في عدم موافقة الملك على حكم الإعدام، ولدى سؤاله عما يعتقده بشأن العام الذي قضاه سلمان في الحكم وعن مستقبل السعودية، قال «المستقبل ليس مريحا، إنه مؤلم للغاية، كمسلمين لدينا إيمان بالله، لكن الصورة قاتمة، بل هي سوداء».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق