مجرد فكرة

الخميس، 11 أغسطس 2022 07:05 م
مجرد فكرة
شيرين سيف الدين

حبا الله مصر بشمس ساطعة أغلب شهور العام، وبخاصة مدن الجنوب ومدن البحر الأحمر التي تتمتع بقوة ضوء شمسها صيفاً وشتاءُ، مما يعطي فرصة كبيرة للدولة المصرية من الاستفادة بتلك النعمة أو الثروة الطبيعية في توليد الكهرباء، وهو ما قامت به مصر بالفعل مؤخرا على المستوى الحكومي ببناء أكبر محطة طاقة شمسية ببنبان، وهي خطوة عظيمة جدا بلا شك وبخاصة في ظل التغيرات المناخية التي تهدد العالم أجمع ما جعله يبحث عن حلول بديلة، وكانت مصر من الدول السباقة في هذا المجال، لكنني أتصور أنه يمكننا الاستفادة من تلك الثروة أيضا على المستوى الشخصي للمواطنين .
 
وتزامنًا مع إعلان الحكومة خطة تقليل استهلاك الكهرباء لتوفير كميات الغاز الطبيعي والعملة الصعبة، والإعلان عن أن محطات الكهرباء تستهلك ما يقرب من 3 مليارات قدم مكعب غاز يوميًّا، وتحصل على مليون وحدة حرارية بـ3 دولارات، بينما يتم بيعها خارجيًّا بما يزيد على 35 دولارًا، وهو ما يعني أن توفير الكهرباء سيدر دخلا كبيرا من العملة الصعبة.
 
إذا لماذا لا تتبنى الدولة خطة تحويل المنازل لمحطات طاقة شمسية صغيرة تكفي استهلاك كل مواطن بحسب احتياجاته أو حتى جزء منه؟، وأن تعمل على توفير هذا الحل البديل بأسعار مناسبة وبالتقسيط كي تشجع المواطنين على اتخاذ تلك الخطوة.
 
كما يمكن للدولة فرض وجود محطات طاقة شمسية في المشروعات السكنية الجديدة وبخاصة الـ Compounds الحديثة الممتدة في صحاري القاهرة والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة التي تتمتع بشمس ساطعة طوال النهار، التي يمكنها إضافة تكلفة تلك المحطات على أسعار الوحدات التي تباع غالبا بأسعار كبيرة وبالتقسيط.
 
أما بالنسبة للمباني الحكومية الجديدة في العاصمة الإدارية فسيكون هذا الحل مناسب جدا لترشيد النفقات الحكومية وتقليل استهلاك الكهرباء.
 
لا أظن أبدا أن المواطن الذي يعاني من ارتفاع أسعار فاتورة الكهرباء الشهرية سيمانع في الاستفادة من حلٍ كهذا، خاصة إذا قامت الدولة بتبني الفكرة وتسهيل الإجراءات سواء التركيب أو الصيانة وغيرها.
 
هناك فئة ليست بقليلة من المواطنين قاطني الفيلات الذين يدفعون مبالغ شهرية كبيرة جدا جراء استهلاكهم للكهرباء بشكل شخصي، بالإضافة إلى مصاريف الصيانة الكبيرة الخاصة بالمجمعات السكنية بسبب استهلاكات الكهرباء والماء يمكنهم الاستفادة من المشروع، أضف إلى ذلك المولات التجارية والفنادق والمنتجعات السياحية خاصة في المدن المشمسة والحارة بمحافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء والأقصر وأسوان، وسيصبح حل بديل كهذا أمراً موفراً للجميع.
 
وها هي مصر على أعتاب استضافة مؤتمر المناخ الدولى، وهو ما يعكس الثقة الدولية في التوجه المصري الذي يعتمد على البيئة النظيفة والاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، وبعد أن أيقن العالم أجمع أن التغيرات المناخية قد تسفر عن حدوث مجاعات وتصحر، فضلا عن حدوث هجرات من مناطق لأخرى أصبح البحث عن حلول أمراً حتمياً، وبما أن الرؤية المصرية تؤكد على أهمية التكاتف الدولي لمواجهة التغيرات المناخية، فضلا عن أهمية تحمل الدول الكبرى مسئولياتها، فلماذا لا تستفيد مصر من هذا الحدث في إطلاق حملتها لمشروع قومي "محطات طاقة شمسية منزلية"، ومطالبة الدول الصناعية الكبرى بمساعدة مصر في تحقيق الهدف على أرض الواقع، سواء بالمساهمة في بناء المصانع وتدريب الكوادر والدعم بشتى السبل، وليكن لمصر السبق في هذه الخطوة بين الدول العربية والخليجية التي قد تستفيد لاحقا من خبراتنا وتصبح الفكرة مفيدة للجميع.
 
أتمنى أن تجد الفكرة من يتبناها، وأن تكون مصر أولى دول العالم في تحقيق هذا التوجه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق