الكنيسة الأرثوذكسية: الله دعانا للتكاثر من أجل إعمار الأرض وليس لإهلاكها

السبت، 03 سبتمبر 2022 08:52 م
الكنيسة الأرثوذكسية: الله دعانا للتكاثر من أجل إعمار الأرض وليس لإهلاكها
نرمين ميشيل

الانفجار السكاني خطر يهدد البشر ونعمل على توعية شعب الكنيسة للكاتفاء بطفل أو طفلين.. ونعلم أنه علينا مع الأزهر دور كبير لمواجهة الأفكار الخاطئة حول هذه القضية

أصبحت مشكلة الزيادة السكانية تفرض على المجتمع ضغوط عديدة لا يمكن تجاهلها، ومن هنا انتفضت مؤسسات الدولة لمحاربة الأفكار الخاطئة التي تتسبب في زيادة سكانية قد تنفجر عما قريب لتأكل ما أمامها من أخضر ويابس.

ويعول على المؤسسات الدينية بشكل كبير في مجابهة هذه الأفكار، وهنا يتساوى في الأمر الأزهر والكنيسة، وفي هذا السياق قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية إن ما ذكر بالكتاب المقدس: وباركهم الله وقال لهم: أثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض".

ويوضح أن الله لم ينه بطبيعة الحال عن التكاثر، ولكن الله وضع لنا عقل يميزنا عن باقي مخلوقاته، لنتدبر به أمورنا وطبيعة هذه الحياة التي نختبر فيها، فأما نجاح أو لا قدر الله غير ذلك. دعوة الله عباده للتكاثر هي في الأساس سر الحياة، ولكن الله لم يأمرنا بأن نهلك نفسنا، وما يحدث الآن سيؤدي بطبيعة الحال إلى هلاك الجميع.

وأشار إلى أن ما وصلنا له اليوم من مرحلة الانفجار السكانى تؤكد وجود صعوبات مجتمعية كثيرة، ناتجة عن تجاوز  الأرض للحدود الطبيعية والإمكانيات المتاحة، إلى درجة أننا ذهبنا لمدى خطير، يتطلب وقفة ندير من خلالها حياتنا بالشكل الذى يليق.

وطالب القمص موسى إبراهيم خلال حديثه مع «صوت الأمة» بوضع الإنجاب في الحدود الطبيعية لكى ينصلح الأمر، وكذلك الزواج، للقضاء على الظواهر السلبية التي قد تحدث في اعقابه، والتي قد تكون بسبب سوء الاختيار وكذلك سوء التفاهم، الذى قد ينتج عنه أضرار منها قضية الإنجاب وتنظيم النسل.

وأشار القمص موسى إبراهيم إلى أن كل المنابر الكنسية تدعو جميعها إلى فكر التوعية بأن تقتصر الاسرة على طفل او طفلين فقط، حيث يوجد اتجاه عام بذلك حتى على المستوى الفردي فى الإرشاد، فالاباء الكهنة خلال اللقاء مع الأسر يعملون على توجيههم بضرورة تنظيم الأسرة، وعدم الاكثار في الإنجاب، ويشرحون لهم أنه حال أنجاب طفل ثالث سيصبح عبء على أى أسرة حتى لو كانت مقتدرة مادياً، كما أن المطلوب بل الواجب على الوالدين التركيز والعطاء لأولادهم لكى يصبحون على القدر العالى من الـتأسيس السليم، لافتاً إلى أنه فى حالة رجوع الأسر للكنيسة بعد أثارة خلاف بينهم على الطفل الثالث نجد أن الكنيسة تنتصر لفكرة طفلين فقط، وهذا يرجع إلى أن الكنيسة متلامسة بالفعل مع المشكلة السكانية وتدعو قولاً وفعلاً لفكرة تنظيم الأسرة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن الكنيسة تعمل بنفس الفكر التوعوى السابق، وتتعاون مع مؤسسات الدولة فى توضيح وسائل تنظيم الأسرة وإرشاد الأسر للصواب فى كل الفعليات عن طريق استضافة حملات التوعية وإتاحة المساحة لإرشادهم بخطر زيادة الإنجاب، وأبرز المشاكل الحياتية التي من الممكن أن تصادفهم، لافتاً إلى أن هناك لجنة متخصصة للأسرة بالمجمع المقدس تعمل على التوعية برئاسة الأنبا مكسيموس أسقف بنها وبها أربع لجان فرعية، لجنة الأعداد للزواج وتعمل على  برنامج المشورة الاسرية وأبرز مهمها عقد لقاءات دورية مع المقبلين على الزواج حديثا لتعريفهم بخطورة الانفجار السكانى ويجب عليهم الا يتخطو طفل أو أثنين، وجنة المتزوجين حديثا وتتابع توعيتهم بالمشاكل الحياتية التى ستصادفهم فى حالة تخطى طفلين فى الانجاب، لجنة خدمة المرأة وهى عمود الاسرة ويجب أن تكون لها توعية مباشرة لتنظيم الاسرة وعدم الزيادة فى الانجاب، لإنها تمثل خطر على صحتها قبل أي شخص أخر، موضحاً أن هذه اللجان كان مستمرة في عملها حتى خلال جائحة كورونا، عبر برنامج زوم.

وتحدث القمص موسى إبراهيم عن دور الخطاب الدينى سواء من الأزهر أو الكنيسة في دعم استراتيجية الدولة لمواجهة الزيادة السكانية، وقال إن الخطاب الدينى بشكل عام له تأثير كبير فى هذه القضية بالتحديد، لما لها من أبعاد دينية، مشيراً إلى الدولة خلال السنوات الأخيرة تشهد حالة نهوض كبير فى كل شيء، وفى المقابل يمثل تزايد السكان أحد العوامل السلبية، بل خطر يبتلع جهود وإنجازات كثيرة تقوم بها الدولة، لذلك نرى ضرورة ان يكون هناك اهتمام متواصل ومستمر بمخاطر الزيادة السكانية، واهمية توعية المجتمع بها.

وأشار القمص موسى إبراهيم إلى أن الكنيسة تطالب أبنائها حساب النفقة، وهذه الدعوة دعانا لها السيد المسيح عن طريق مثل أعطا لنا من خلال أنجيل لوقا " فَأَيٌّ مِنْكُمْ، وَهُوَ رَاغِبٌ فِي أَنْ يَبْنِيَ بُرْجاً، لَا يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ الْكُلْفَةَ لِيَرَى هَلْ عِنْدَهُ مَا يَكْفِي لإِنْجَازِهِ؟"، فهذا نموذج قابل للتطبيق على أمور كثيرة فى حياتنا.


 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق