«دونالد ترامب» ملك استطلاعات الرأى..إنفرد بإسلوب ونبرة لا تشبه سواها..يثير حماس الجماهير بهجماته الإستفزازاية..يرى «اللباقة السياسية» سبب المشاكل فى أمريكا..ويسخر من خصومه المتخلفين في إستطلاعات الرأي

الأحد، 24 يناير 2016 03:01 م
«دونالد ترامب» ملك استطلاعات الرأى..إنفرد بإسلوب ونبرة لا تشبه سواها..يثير حماس الجماهير بهجماته الإستفزازاية..يرى «اللباقة السياسية» سبب المشاكل فى أمريكا..ويسخر من خصومه المتخلفين في إستطلاعات الرأي
دونالد ترامب

لا تساور «دونالد ترامب» أبدًا اي شكوك لا في نفسه، ولا في استطلاعات الرأي، غير أن رجل الاعمال الثري الطامح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الاميركية، بات يواجه الان اختبارًا لم يسبق أن خضع له من قبل، وهو صناديق الاقتراع.

حين أعلن الملياردير البالغ من العمر 69 عامًا عند اطلاق ترشيحه في 16 يونيو 2015 من «برج ترامب» في نيويورك ان «الحلم الاميركي مات.. بلادنا بحاجة الى زعيم عظيم حقيقي»، وجده الكثيرون طريفًا وتلقوا هذا التصريح بابتسامات استهزاء.

وبعد ستة اشهر، مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية، لم يعد أحد يستخف بالمرشح الذي يشار إليه باسمه الاول «دونالد»، والذي اثار مفاجأة كبرى باستئثاره بالاضواء في المعسكر الجمهوري.

ويرى عدد متزايد من المحللين أنه من المحتمل أن يفوز في الانتخابات التمهيدية ويحصل على تمثيل الحزب الجمهوري ليخوض الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر القادم، في مواجهة «هيلاري كلينتون» التي يرجح ان تمثل الحزب الديموقراطي.

وباغت اكتساح رجل الاعمال الثري الساحة الجمهورية، «واضعي استراتيجية» الحزب وكبار أساتذة العلوم السياسية الذين يسعون لفهم العوامل خلف ظاهرة «ترامب».

وكان حاكم تكساس السابق، ريك بيري، الذي انسحب في وقت مبكر من السباق وصف المرشح الجمهوري الابرز بأنه «مزيج سام من الديماغوجية والخساسة والهراء»، لكن لا بد من الاعتراف بأن هذا المزيج المدهش يأتي حتى الان بنتيجة ملفتة في الحملة الانتخابية.

ويثير ترامب، حماس الجماهير بنمطه الخطابي الخاص، حيث يطلق الهجمات والاستفزازات رافعًا سبابته في الهواء ليتوعد او يؤكد على نقطة ما، وقد وجد اسلوبًا يتفرد به ونبرة لا تشبه سواها.

وهو يطرح نفسه في موقع الداعي الى الحس المنطقي، منددا بمراعاة «اللباقة السياسية» التي هي بنظره السبب خلف كل مشكلات اميركا.

وهو يتبنى خطا شعبيًا واستفزازيا، مخاطبًا شريحة من الاميركيين قلقة على مستقبلها، تنظر الى واشنطن بريبة، والى نخب الحزب الجمهوري بغضب اذ تتهمها بالابتعاد عن القاعدة والسعي فقط لتحسين علاقاتها مع حفنة من الممولين الاثرياء.

ويحمل ترامب، في تغريداته على جميع «الفاشلين» من مندوبين وصحافيين ومواطنين عاديين، الذين يشككون في فوزه الجلي في الانتخابات، وفي المناظرات التلفزيونية، يسخر من خصومه المتخلفين في استطلاعات الراي، وقد اعلن في سبتمبر ان «راند بول لا ينبغي حتى ان يكون على هذه المنصة، فهو لا يحظى سوى بـ1%" في استطلاعات الراي».

وحين ترتفع اصوات لانتقاد عدم امتلاكه برنامجا فعليا، او لاتهامه بطرح اقتراحات فارغة، لا يعيرها اي اهتمام، شاهرًا نتائج استطلاعات الراي مثل راية يتفوق بها على خصومه، ومرددا يوما بعد يوم العبارة ذاتها: «ارقام ممتازة، شكرا».

- الثقة المفرطة والمغالاة -

يرى الصحافي في «نيويورك تايمز» فرانك بروني، ان «لا صورته ولا حسه بذاته يتركان اي مجال لمرتبة ثانية» معتبرًا أن «سباقه للرئاسة مبني برمته على الثقة المفرطة والمغالاة»، مؤكدًا أن هزيمة عند اول عقبة في ايوا «ستدمر طبعته الخاصة من اساسها».

وتكمن احدى نقاط قوة ترامب في انه لم ينشط سابقا في السياسة، خلافا لخصومه الرئيسيين، باستثناء جراح الاعصاب بين كارسون.

وحين اورد تيد كروز خلال المناظرة الاخيرة احتمال اتخاذه نائبا له في حال فوزه بالرئاسة، رد ترامب ساخرا «اذا لم تجر الامور على ما يرام (بالنسبة للرئاسة)، اعتقد انني ساعود الى عقاراتي».

ويبقى سؤال شائك مطروحا على الجمهوريين الذين تتركز مخاوفهم على بقاء الديموقراطيين في البيت الابيض لولاية ثالثة: فهل يمكن لهذا المرشح الخارج عن التصنيفات الاعتيادية الفوز امام مرشح ديموقراطي؟

ورد نايت سيلفر خبير الاحصاءات الانتخابية الاميركي ان هذا الاحتمال مستبعد للوهلة الاولى.

واوضح على موقع «فايف ثيرتي ايت» الذي انشأه ان «ترامب» سينطلق عندها بنقطة ضعف هائلة: فمعظم الاميركيين لا يحبونه بكل بساطة، مضيفا: «هناك العديد من المرشحين الذين يفتقرون الى الشعبية هذه السنة، لكن ترامب هو الاقل شعبية بينهم جميعا».

واظهر استطلاع للراي اجراه معهد «بيو سنتر» مؤخرا ان 52% من الناخبين يرون ان ترامب سيكون رئيسا «سيئا» او «رديئا»، في حصيلة هي الاكثر تدنيا بين جميع المرشحين المتنافسين.

وتحمل هذه الارقام على التساؤل عما سيكون موقف الملياردير في حال هزم في الانتخابات التمهيدية، فهل يقرر الترشح كمستقل؟ ام يختار تأييد المرشح الجمهوري؟ يبقى هذا السؤال مفتوحا على جميع الاحتمالات، ما لا يساهم في طمانة الحزب الجمهوري الشديد التخوف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق