حياة كريمة.. عقل وصحة القرى مهمة وطنية

السبت، 10 سبتمبر 2022 06:00 م
حياة كريمة.. عقل وصحة القرى مهمة وطنية
أمل غريب

- المبادرة الرئاسية توقع بروتوكولات تعاون لنشر الثقافة في الأرياف وتنظيم وإطلاق القوافل الطبية
 
بناء الإنسان، هو الشعار الذى تسير عليه المبادرة الرئاسية لتنمية وتطوير قرى الريف المصرى "حياة كريمة"، فبجانب المشروعات التنموية التي يجرى تنفيذها في القرى، تنتهج المبادرة طريقاً أخر لبناء الإنسان فكرياً وتعليميا وصحياً، وهو ما وضح من خلال تحركات مؤسسة حياة كريمة، التي تستهدف منها توقيع بروتوكولات تعاون لتنمية مهارات وقدرات ساكنى الريف.
 
وأكدت نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، أن مبادرة حياة كريمة تعكس اهتمام الدولة بقيمة الإنسان المصري وقدرته على تحقيق متطلبات الوطن التنموية بكافة ربوع مصر، مشيرة إلى أن "حياة كريمة" تُمثل إحدى الخطوات الجادة التي تساهم فى تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات الريفية الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
 
واستقبلت الدكتورة نيفين الكيلاني بمكتبها، آية عمر القماري أمين عام مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، ندا خضر مدير قطاع المبادرات والتنمية المتكاملة، حمدي ممدوح عضو قطاع التنمية المتكاملة بالمؤسسة، وثمنت وزيرة الثقافة الجهود المبذولة من قبل المؤسسة، التي تهدف إلى الارتقاء بأهل مصر في الريف، وأكدت أن وزارة الثقافة تقف علي مرمى البصر من نشاطات المبادرة، مشيرة إلى تنظيم الوزارة برنامج مميز يضم كافة الفعاليات الثقافية التى تقدمها الوزارة.
 
وخلال اللقاء تم التطرق إلى عدد من النقاط حيث ستبدأ وزارة الثقافة بالتعاون مع مبادرة حياة كريمة في تفعيل البروتوكول الموقع مع الوزارة، كذلك تفعيل مشروع كشك " كتابك " بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب ، وإطلاق مبادرة بعنوان "أنتِ الحياة" بقري حياة كريمة بمحافظة الشرقية ضمن برنامج أنشطة الوزارة كنشاط مستحدث ضمن الأنشطة التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع المؤسسة. 
 
وتقدم وزارة الثقافة مشروع كشك كتابك ضمن حياة كريمة، حيث تسعى الوزارة إلى توطين المعرفة فى القرى التى سيتم تأهليها، إيمانًا بنشر المعرفة الإنسانية وتعزيز قيم الثقافة المصرية الأصيلة وبناء الشخصية الوطنية.
 
ووقعت مؤخرًا وزارة الثقافة بروتوكول تعاون مع حياة كريمة، لتمكين الأسر من الحصول على كافة الخدمات الثقافية بشكل هادف، خاصة أن الثقافة أطلقت مشروع كشك كتابك، ويتمثل في إقامة منفذ توزيع للكتاب تحت مسمى "كتابك"، إذ يتم تصميمه بشكل جذاب وغير تقليدي، وفي الوقت نفسه يكون علامة مميزة تنشر في أنحاء الجمهورية، وهو يراعي أيضًا الطبيعة الثقافية المميزة لكل منطقة مع الاحتفاظ بالتصميم الأساسي. 
 
مشروع "كشك كتابك" وهو مكتبة ثابتة فى مختلف القرى بأسعار مخفضة لتشجيع المواطنين على القراءة والتنوير الثقافي، وتم افتتاح أول نموذج من كشك كتابك بساحة دار الأوبرا والذى يتم تنفيذ 333 وحدة منه ضمن مشاركات وزارة الثقافة فى حياة كريمة بقرى ونجوع مصر بالتعاون مع مجلس الوزراء ومؤسسة حياة كريمة والهيئة المصرية العامة للكتاب التي نفذت حتى الآن أكثر من 300 كشك، سيتم تنفيذهم على مدار السنوات القادمة، لبيع الكتب في قرى ومحافظات مبادرة حياة كريمة.
 
وفى الإطار نفسه وقعت مؤسسة حياة كريمة بروتوكول تعاون مشترك مع الجامعة البريطانية، لتبادل الخبرات في المشروعات المشتركة لخدمة وتنمية المجتمع، والنهوض بانخراط الجامعة في مجال الخدمة المجتمعية من خلال الاستثمار في الكوادر البشرية بالقرى وتحقيق وتوطين أهداف التنمية المستدامة، وتضمن البروتوكول تخطيط وتنفيذ مشاريع ومبادرات للتنمية، مثل تنظيم وإطلاق القوافل الطبية في تخصصات طب الأسنان والتمريض والصيدلية والصحة النفسية والصحة العامة، وتوفير الرعاية الطبية بمستشفى الأسنان التابعة لكلية طب الأسنان بالجامعة وبما يتماشى مع الطاقة الاستيعابية للمستشفى، كما تقدم الجامعة البريطانية الخدمات الصحية النفسية داخل مركز الاستشارات النفسية بكلية الآداب بما يتماشى مع الطاقة الاستيعابية لمركز الصحة النفسية.
 
تم التوقيع بحضور فريدة خميس، رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر وياسمين خميس عضو مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر، والسفير الدكتور مصطفى الفقي، عضو مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر، ونواب رئيس الجامعة وعددًا من عمداء الكليات، وممثلي مبادرة حياة كريمة وطلاب الجامعة، و الدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة البريطانية في مصر، وآية عُمر القماري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة والدكتورة غادة البهنساوي رئيسة المركز الإعلامي لمؤسسة حياة كريمة، وشانا مسعود مدير العلاقات الخارجية والمهندس محمد صديق مدير القطاع الهندسي وندي خضر مدير قطاع التنمية بالمؤسسة وكذلك الأستاذة يوستينا ثروت مدير قطاع الفئات المستهدفة.
 
وتعد الجامعة البريطانية أول جامعة خاصة في مصر توقع بروتوكول تعاون مع مؤسسة حياة كريمة، وتوفر الجامعة عن طريق طلابها وفرق العمل المختلفة عدد من الطلاب المتطوعين للقيام بالأعمال الميدانية وفقًا للتنسيق بينها وبين المؤسسة، فضلًا عن تقديم الاستشارات والندوات والمحاضرات العامة وورش العمل في مجالات التخصص المتوفرة في جميع كليات الجامعة، والقيام بأعمال التنمية المجتمعية والاستثمار في الكوادر البشرية في القرى التي تحددها مؤسسة حياه كريمة، حيث تقوم الجامعة بجميع كلياتها وإداراتها بعمل برنامج توعوي تثقيفي شامل لهذه القرى مثل برنامج تثقيف وتوعية المرأة والأسرة، وبرنامج تأهيل الشباب لسوق العمل برنامج دعم المشروعات الصغيرة.
 
 ويهدف البروتوكول إلى تقديم الجامعة بكلياتها المختلفة ومراكز البحوث المتخصصة، البحوث المتطورة في مجالات التخصص فيما يتعلق بالعمل وبما يساعد في عمل مؤسسة حياة كريمة وقدراتها التخطيطية والتنفيذية، وتحدد المؤسسة ما تحتاجه من أبحاث وفقاً لخطة عمله التنموية والاجتماعية، وتفعيل الاستراتيجية المشتركة بين الجانبين، ومشاركة الرؤى والأهداف لتعظيم الاستفادة من قدرات الطرفين لتوفير الخدمات المجتمعية التي تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030، والنهوض بانخراط الجامعة في مجال الخدمة المجتمعية من خلال تزويد المؤسسة بما تتطلبه من أنشطة وموارد بشرية وتبادل الخبرات في المشروعات المشتركة في خدمة وتنمية المجتمع.
 
وقالت آية عمر  القماري أن البروتوكول يأتى ضمن سلسة من الشراكات التي تسعد بها مؤسسة حياة كريمة مع شركاء النجاح من كافة جهات ومؤسسات المجتمع، ‏ في إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والتي تخدم أكثر من 58 مليون مواطن في مختلف قري الريف المصري بمحافظات الجمهورية والتي تعتبر أكبر مشروع تنموي علي مستوي العالم، مشيرة الى أنه قد بدأ بالفعل التعاون مع الجامعة البريطانية منذ شهر أغسطس الماضي، وذلك في قوافل أنت الحياة التي اطلقتها مؤسسة حياة كريمة في محافظة الفيوم ضمن أول قافلة تنموية شاملة في اطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
 
 وأكد الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، ان البروتوكول إنجازًا حاسمًا لأننا أول جامعة خاصة توقع بفخر بروتوكول تعاون مع مؤسسة حياة كريمة، فهذه الاتفاقية تعكس فلسفة الجامعة ورؤيتها المتمثلة في خدمة المجتمع، مؤكداً أن الجامعة البريطانية تبدأ رسميًا في رحلة ستستمر حتى يتم الوصول إلى العدالة المجتمعية لجميع شرائح المجتمع  لضمان حياة أفضل وأكثر صحة وإشباعًا لجميع المواطنين، لافتاً إلى أن التعاون بين الجامعة ومؤسسة حياة كريمة، يأتي في إطار جهود الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تماشيًا مع رؤية مصر 2030، اتساقًا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعاون الفعال بين كل فئات المجتمع لتضمين الوصول إلى الفئات المستهدفة.
 
وقال الدكتور عمرو سعدة، قائد مجموعة عمل حياة كريمة، وقائد التحول الاستراتيجي بالجامعة البريطانية، إن تشكيل مجموعة عمل حياة كريمة في الجامعة البريطانية في مصر، بدأت كمجموعة تضم 10 من أعضاء هيئة التدريس الشباب بالجامعة من كليات مختلفة تهتم بخدمة المجتمع والاستدامة، ثم بدأت المجموعة في التوسع والزيادة  وأصبحت تضم أعضاء في البرلمان المصري، ولاعبون أولمبيون، وخبراء في الاقتصاد والسياسية والمناخ والطاقة النظيفة، وأطباء أسنان، وعلماء نفس، وخبراء في القانون وخبراء في الحاسب الآلي، لافتاً إلى أن المجموعة أنُشئت من الأكاديميين الشباب بهدف رئيسي وهو موائمة أنشطة الجامعة المختلفة بما في ذلك التدريس والتعلم والبحث وخدمة المجتمع مع مبادرة حياة كريمة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. 
 
وقالت غادة البهنساوى رئيس المركز الإعلامى لمؤسسة حياة كريمة، أن البروتوكول يتضمن تخطيط وتنفيذ مشاريع ومبادرات تنموية، مثل تنظيم وإطلاق قوافل طبية في تخصصات عديدة منها طب الأسنان حيث تمتلك الجامعة البريطانية خبراء في هذا المجال، وتوفير الرعاية الطبية بمستشفى الأسنان التابعة لكلية طب الأسنان بالجامعة، لافتة إلى إن البروتوكول جاء بعد تنفيذ عدة مشاريع عبر قافلة "انت الحياة" في محافظة الفيوم وشاركت فيها جامعة الفيوم، وكان هناك مبادرات مختلفة.
 
وأكدت شانا مسعود مدير العلاقات الخارجية بمؤسسة حياة كريمة، إن التعاون مع الجامعة البريطانية بدأت قبل البروتوكول منها "أنت الحياة"، في محافظة الفيوم، موضحة أن البروتوكول أضاف ووسع دائرة شركاء التنمية والعمل الخيري، وأهم نقاطه تنفيذ مبادرات تنموية منها القوافل الطبية في العديد من التخصصات، لافتة إلى أنه يتم إحياء قيم المسؤولية المجتمعية المشتركة بمشاركة الشباب الجامعة بالأعمال الميدانية مع الفرق التابعة لحياة كريمة، والبرامج التوعوية من تثقيف وتوعية المرأة والأسرة، وتأهيل الشباب لسوق العمل، موضحة أن مؤسسة حياة كريمة بها أكثر من 36 ألف متطوع وكل الشباب يحب المشاركة في العمل الخيري بدون مقابل لخدمة وطنه، والشباب الجامعي في غاية الحماس لخدمة المبادرة والأهالي.
 
من جهة أخرى، أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، حرص الحكومة على المتابعة الدقيقة لخطوات تنفيذ هذا المشروع القومي العملاق، الذي يغير حياة المصريين في مختلف ربوع الوطن، والعمل على دفع الجهود وسير العمل في الأعمال المتعلقة به، لإتمامها وفق البرامج الزمنية المقررة.
 
وتفقد مدبولى الأسبوع الماضى سير العمل في عدد من مشروعات "حياة كريمة" بقرية "قلهانة"، إحدى قرى المبادرة التابعة لمركز إطسا، بمحافظة الفيوم، وتفقد مجمع الخدمات الحكومية بالقرية، حيث استمع إلى شرح من الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الذي أوضح أن المبنى تم تنفيذه بنسبة 100%، ويتكون من دور أرضي به مركز تكنولوجي متكامل ويستقبل جميع خدمات المجمع، بينما يحتوي الدور الأول على سجل مدني، وشهر عقاري، ووحدة تموين، ووحدة بريد، بينما يضم الدور الثاني وحدة محلية، ومجلسا محليا، ووحدة تضامن اجتماعي، كما زار المركز التكنولوجي وعدد من مكونات المجمع الخدمي، الذي يستهدف تيسير الخدمات الحكومية على المواطنين، وإتاحتها في مكان واحد، بأنظمة متطورة.
 
ونجحت مشروعات "حياة كريمة" التي يتم تنفيذها فى تحقيق تحسن ملحوظ في قرى حياة كريمة وعن مشروعات الارتقاء بجودة خدمات النقل بالريف المصري، وأوضح تقرير لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن قطاع النقل يحظى بأولوية كبيرة ضمن أهم التدخلات التي يتم تنفيذها في إطار المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" حيث يتم حالياً رصف 9000 كيلو متر من الطرق الداخلية، والطرق الرئيسية، وإنشاء وتطوير 634 كوبرى سيارات ومشاة، إلى جانب تطوير 116 محطة سكة حديد، لخدمة أهالي 1477 قرية ضمن المرحلة الأولى من المبادرة والبالغ عدد سكانهم ما يزيد عن 17 مليون مواطن، وخلال العام المالي 21/2022 (فقط) تم صرف ما يزيد عن 5.4 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات قطاع النقل ضمن مبادرة "حياة كريمة".
 
وأشار التقرير إلى تطور الاستثمارات العامة الموجهة لقطاع النقل حيث تجاوز الاستثمار العام الموجه لقطاع النقل 665 مليار جنيه خلال الثمان سنوات السابقة (14/2015-21/2022)، وذلك بمعدل يزيد عن 454%، مقارنةً بالسنوات الثمان التي سبقتها (06/2007- 13/2014)، حيث ارتفعت الاستثمارات السنوية الموجهة للقطاع من 16.2 مليار جنيه عام 13/2014 إلى 222.5 مليار جنيه عام 21/2022 بمعدل نمو بلغ 1273%.
 
ونتج عن كل هذه الاستثمارات الضخمة إنجاز العديد من المبادرات والبرامج والمشروعات الاستراتيجية بقطاع النقل، يُذكر منها إنشاء 7000 كم من الطرق الجديدة ليصل إجمالي أطوال شبكة الطرق الحرة والسريعة والرئيسية 30 ألف كم بنسبة نمو 11%، وتطوير ورفع كفاءة 10 آلاف كم من شبكة الطرق الحالية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة