ماسبيرو: تاريخ مهنة وذاكرة وطن.. شهد انطلاقة شاملة بعد 30 يونيو

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022 08:20 م
ماسبيرو: تاريخ مهنة وذاكرة وطن.. شهد انطلاقة شاملة بعد 30 يونيو
ماسبيرو- أرشيفية
دينا الحسيني

شكّل التلفزيون المصري طيلة 62 عاماً منذ تاريخ إنشائه علامة فارقة في تاريخ الإعلام على مستوى أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، ويحوي أرشيف ماسيرو ذاكرة الوطن، بل الأمة العربية كلها.

وجاءت فكرة إنشاء التلفزيون المصري في منتصف الخمسينات لردع عدوان الإعلام الغربي ضد مصر، حينما بدأت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في المغالطة الإعلامية بشأن دوافع مصر لتأميم قناة السويس، وبعد صدور قرار التأميم ظل الإعلام الغربي يُمارس تضليله ضد القاهرة لتبرير العدوان الثلاثي 1956، ومن هنا جاءت فكرة جمال عبد الناصر بتأسيس التلفزيون وأسند المهمة إلى الدكتور محمد عبدالقادر حاتم وزير الإعلام، ونائب رئيس الوزراء في هذا التوقيت بهدف وضع المشاهد المصري في قلب قضايا الوطن والأمة العربية كلها، خاصة وأن فترة الخمسينات كانت تشهد محاربة إفريقيا للاستعمار الأجنبي بكافة صوره وأشكاله.

وتقدمت مصر صفوف دول القارة السمراء التي أخذت على عاتقها مناهضة الاستعمار وتخليصها من تبعياته، وكان أول بث تلفزيوني مصري في 21 يوليو 1960، ليغطي مدينة القاهرة ومحيطها لمسافة 100 متر في جميع الاتجاهات.

واستهل التلفزيون إرساله بقناة واحدة بزمن إرسال محدد بـ 6 ساعات فقط يومياً، وقدم برامج شاملة من توعية وإرشاد للمزارعين، وبرامج تعليمية في جميع المراحل، وبرامج للأطفال، فضلا عن فوازير رمضان الشهيرة، وإنتاج ضخم لمسلسلات أبرزهم القاهرة أول عمل درامي بكاميرا فيديو، ومسلسل رأفت الهجان ، ليالي الحلمية، بوابة الحلواني.

وامتدت مسيرة التلفزيون المصري عبر سنوات  لتزيد مع تاريخه إشارات البث، والقنوات الإقليمية، والفضائية، ليصبح التلفزيون المصري الصرح الإعلامي الأكثر عراقه في الشرق الأوسط، بعدما لعب دوراً تنويراً وتثقيفياً من خلال أهم البرامج الحوارية التي تقدمها الإعلامية ليلي رستم وكانت من أهم وأشهر اللقاءات مع عميد الأدب العربي طه حسين، والأديب العالمي نجيب محفوظ، ولقاء المذيعة نجوان أحمد مع شيخ الكُتاب والأدباء العرب توفيق الحكيم، ولقاء الإعلامية سلوى حجازي مع كوكب الشرق أم كلثوم، والتي تُعد أول مذيعة شهيدة يقدمها التلفزيون المصري، كانت ضمن ضحايا الطائرة الليبية التي سقطت بصاروخ إسرائيلي في صحراء سيناء عام 1973.

وكان التلفزيون المصري على موعد مع هيكلة جديدة في بنيتُه التنظيمية عام 1973، إذ قرر الرئيس الراحل أنور السادات إنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون ليضم 4 قطاعات رئيسية شملت الإذاعة، التلفزيون، الهندسة، التمويل، وترأست تماضر توفيق أول سيدة رئيس التليفزيون في عهد السادات، ليتحول البث التليفزيوني ومرافق الإرسال إلى نظام الألوان بعد انتصارات أكتوبر 1973.

ومن هنا كانت انطلاقة ماسبيرو في التوسع بعدها بتجديد أجهزة الإرسال، والتي تلاها بخمس سنوات إتاحة القناتين الأولى والثانية لمشاهدين منطقة القناة، ثم إنشاء محطة بث تليفزيوني لكل من القناتين في كل من السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وفى 1988 بدأ البث التليفزيوني للقناة الثالثة التي تخاطب إقليم القاهرة الكبرى، وفى العام نفسه انطلقت القناة الرابعة المخصصة لإقليم القناة.

في عام 1990  بدء البث التجريبي للقناة الخامسة التي تخاطب الإسكندرية، وشهد نفس العام أولى مراحل انطلاق البث الفضائي، والذي بدأ بالقنوات الفضائية، وقطاع النيل للقنوات المتخصصة، وكانت القناة الفضائية المصرية الأولى أول قناة فضائية عربية حكومية تم إرسالها في 1990، وبدأت قناة النيل الدولية إرسالها في 1994.

وفي نفس العام أُطلقت إشارة البث التجريبي للقناة السادسة لوسط الدلتا ومقرها طنطا، والتي تخاطب الغربية والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ ودمياط، وإرسال القناة السابعة ومقرها المنيا وتغطى محافظات شمال الصعيد بنى سويف والمنيا والفيوم وأسيوط، وفى 1996 تم افتتاح القناة الثامنة ومقرها أسوان وتخدم محافظات جنوب الصعيد سوهاج وقنا وأسوان والأقصر، ثم ظهرت قطاع النيل للقنوات المتخصصة الذى ضم العديد من القنوات الرياضية والأخبار والثقافة والمنوعات والطفل والتعليمية وبعدها ضمت السينما والكوميديا والمنوعات "لايف"، وآخرها قناة ماسيرو زمان التي تعرض المواد الأرشيفية القديمة من برامج ومسلسلات وأفلام لها تاريخ.

بعد 30 يونيو 2013 كان ماسبيرو على موعد حقيقي مع تطوير وتحديث يواكب التكنولوجيا في مجال الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، وأخذت المتحدة للخدمات الإعلامية على عاتقها مهمة تطوير التلفزيون، وفي يناير 2020 وقعت بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام و الذي تم بمقتضاه تطوير القناة الأولى والقناة الفضائية في ماسبيرو إيماناً بأهمية التلفزيون المصري والدور الوطني الذى يقوم به ممثلا للإعلام الرسمي للدولة.

كما شمل التطوير شكل جديد لبرنامج "صباح الخير يا مصر" والذي انطلاق بأولى حلقاته، في 23 فبراير 2020، بعد استحداث شكله ومحتواه، بالتزامن  مع تطوير في النشرات الإخبارية، وانطلاق الفترة المسائية على القناة الأولي والفضائية المصرية، والتي تحمل اسم "التاسعة" وهو موعد نشرة الأخبار المسائية التي طالما كانت علامة مميزة لتنطلق في شكلها الجديد وتُقدم النشرة مجموعة مميزة من مقدمي نشرات الأخبار، تستمر من التاسعة وحتى العاشرة مساء لتبدأ فترة جديدة تمتد حتى منتصف الليل وقدمها الإعلامي الراحل  وائل الإبراشي، بفترة حوارية تناقش الأمور الحياتية المختلفة على الصعيد الاجتماعية، السياسي، الفني، الرياضي، وتستضيف في جزئها الثاني الخبراء وأصحاب الرأي وكذلك المسئولين، بالإضافة إلى استضافة ضيوف في فقرات ثابتة، والذي يقدمه الأن الإعلامي يوسف الحسيني، وشافكي المنيري، والإعلامية دينا عبد الكريم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة