سد فجوة الزيوت والتكيف مع التغيرات المناخية.. تعرف على أهم تفاصيل المشروع القومى لتبطين الترع

الأربعاء، 21 سبتمبر 2022 08:00 م
سد فجوة الزيوت والتكيف مع التغيرات المناخية.. تعرف على أهم تفاصيل المشروع القومى لتبطين الترع
تبطين الترع
ريهام عاطف

يعد المشروع القومي لتبطين الترع هو أحد اهم مشاريع مصر للتكيف مع التغير المناخي من حيث تقليل فاقد المياه، وتحلية مياه البحروالحماية من السيول، وقد تم تنفيذ أكبر منشأة لمعالجة مياه الصرف في العالم في مصرف بحر البقر، وبخلاف ذلك يمكن ان يلعب دورا مهما في التكيف وتحقيق اهداف التنمية المستدامة من خلال تعظيم الاستفادة من الأراضي الواقعة علي جسور الترع التي تم تبطينها وزراعتها، بالاضافة لذلك يمثل أيضا المشروع القومي لتبطين الترع والذي يصل طول الشبكة به الي 55 ألف كم أي حوالي 55 ألف فدان زراعه مكثفه يمكنها حبس الكربون والاستفادة من عوائدها الكربون عالمية ، وهو ما يمثل  ثروة كبيرة لمصر خاصه في الوقت الذي تستضيف فيه مصر مؤتمر المناخ مؤتمر المناخ cop 27 في شرم الشيخ خلال الفترة من 7 نوفمبر - 18 نوفمبر 2022 وذلك بعد مؤتمر جلاسكو والذي أكد فيه قادة العالم اهتمامهم بأسواق انبعاثات الكربون ووضعوا خططًا لمجموعة قياسية من القواعد ، ووفقًا لدراسة حديثة أجرتها الرابطة الدولية لتجارة الانبعاثات وجامعة ماريلاند، يمكن لهذه الأسواق أن تحفز 870 مليار يورو في الاستثمارات بحلول عام 2050.
تبطين الترع
تبطين الترع
ويوضح المهندس جمعه طوغان مستشار رئيس هيئة تنمية الصعيد للبحث والتطوير لـ "صوت الأمة" كيف يمكن تحقيق ذلك لتعظيم الفائدة في البداية لابد أن نوضح أنه من المهم  لمصر في المستقبل القريب تنقيذ مشاريع للتكيف مع التغيرات المناخية العالمية بمشروعات تحقق اهداف التنمية المستدامة وتسد جزء كبير من الفجوة الغذائية مثل زراعة الزيتون لإنتاج الزيت علما بأن الظروف المصرية مهيئة بشدة للتوسع في زراعات زيتون الزيت والذي يتم أنتاجه بنسبة منخفضه فوفقا لإحصائيات 2020 مصر تستورد حوالي 98 % من احتياجاتها من الزيوت الغذائية النباتية حيث نقوم باستيراد 2.7 مليون طن زيت بما يعادل مليون و820 ألف طن زيت، كما نستورد 3 ملايين و800 ألف طن بذور لعصرها في مصر، وذلك مقارنتا بزيتون "التخليل "والذي تحتل فيه مصر مرتبة متقدمه ، حيث يُزرع الزيتون في معظم المحافظات وحاليًّا تبلغ المساحة المزروعة منه حوالي 248 ألف فدان وفقًا لتقديرات الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية بوزارة الزراعة عام 2019. 
المهندس جمعة طوغان
المهندس جمعة طوغان
ولتحقيق أكبر استفادة ممكنه من وحدة المساحة ووحدة الماء المتاح يجب الاتجاه للتوسع الرأسي وذلك عن طريق زيادة عدد الأشجار المنزرعة في وحدة المساحة للحصول علي أكبر محصول ممكن من نفس المساحة وجوانب جسور مشروع تبطين الترع يمكنها المساهمة في حل مشكلة الزيوت في مصر بجانب البعد الجمالي والبيئي والحضاري .
وأضاف الي أن أشجار الزيتون تعد من الزراعات عالية الكثافة والتي تزرع بمعدل 350 شجرة على كل 1كم من الجانبين على مسافة 3متر  للحصول علي أعلي انتاجيه وعائد،كما يفضل زراعه صنف الزيتون الكورناكي وهو صنف يوناني من الأصناف الناجحة جدا تحت الظروف المصرية ويعطي نسبة زيت عالية وصفات الزيت المتحصل عليه جيدة وتمتلك مصر العديد من الأصناف مثل جيزة 48- جيزة 52- جيزة 66- جيزة 69- جيزة 138- السلام 23- السلام 31، وهذه السلالات متميزة في إنتاج الزيت وتتوافق مع الظروف المناخية المصرية في ظل التغيرات المناخية المصرية، كما أن زيوتها ذات حسية عالية ومطابقة للمواصفات العالمية.
الاستثمار في الزيتون
وعن فوائد الاستثمار في الزيتون أكد المهندس جمعة طوغان أن هناك الكثير من المزايا التي تجعلنا نلجأ لزراعة الزيتون تحديدا ويرجع ذلك الي :
1- رخص سعر شتلة الزيتون مقارنة بأسعار الشتلات الأخرى
2- سهولة العناية به وتحمله للظروف القاسية وعدم حساسيته للإصابة بالأمراض
3- غير مكلف في برنامج تسميده أو تقليمه 
4- يتحمل العطش والملوحة مقارنة بأنواع الفاكهة الأخرى فهو يتحمل ملوحة تصل إلى 3800 جزء في المليون، ويتحمل العطش حتى أسبوع دون التأثير على نموه وإنتاجه الاقتصادي 
5- ثبات سعر إنتاجه النسبي جعل منه ملاذاً للمستثمرين للحد من مخاطرة تذبذب أسعار الفاكهة الأخرى
6- يبلغ متوسط انتاج الشجرة الواحدة في السنة الثالثة من الزراعة حوالي 3 كيلو والتي تزداد في السنة الرابعة الي 10 كيلو جرام ثم تزداد في الخامسة الي 20 كيلو جرام وتبلغ في السنة السادسة من الزراعة حوالي 40 كيلو جرام ثم تستقر بعد السنة الثامنة عند 70 إلى 100 كجم إذا كان هناك اهتماماً جيداً بالخدمة التسميدية والري .
 
تجربة اسبانيا
ويضيف المهندس جمعة طوغان الي أن هناك تجارب رائدة في هذا المجال أثبتت تفوقها حيث تعد تجربة اسبانيا من التجارب الرائدة عالميا في انتاج زيت الزيتون والتي تحتل حاليا المرتبة الأولى في انتاج زيت الزيتون عالميا، وتصدر منه إلى أكثر من 29 دولة وتسيطر بنسبة 50 % على سوق زيت الزيتون في أمريكا. فعندما راهنت اسبانيا على زراعه صنف زيتون الأربكينا في سنة 2000 لم بكن خيارها خاطئا، اذ تبين بعد 10 سنوات بأن قرار غرس 100 مليون شتلة اربكينا هو قرار صحيح. وقد قررت اسبانيا في سنة 2020 غرس 100 مليون شتلة اخرى في إطار برنامج غرس جديد سينتهي في سنة 2026 
شجعت اسبانيا مواطنيها على رفع معدل نصيب الفرد من زيت الزيتون لمستوى ١٥ لترًا بدلًا من ١٢.٦ لتر سنويًا للفرد، وتقنين استهلاك الزيوت الأخرى لأقل مستوى. 
اشجار الزيتون
اشجار الزيتون
الكربون
وعلي الجانب الاخر أكد المهندس جمعة طوغان أن زراعة الزيتون يمكن أيضا أن تساهم بشكل فعال في استغلال انبعاثات الكربون مثلما فعلت إيطاليا للاستفادة من سوق ائتمان الكربون لمزارعي الزيتون ، حيث تتمتع أشجار الزيتون  بقدرة استثنائية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في التربة من خلال بيع رصيد الكربون الإيجابي بحيث يحصل المزارعون على مكافأة مالية مقابل كل طن من ثاني أكسيد الكربون تلتقطه بساتينهم من الغلاف الجوي ويمكن بيعه على ما يعرف باسم "سوق ائتمان الكربون الطوعي"
وقد فتحت منصة ائتمان الكربون في إيطاليا وسجل العشرات من مزارعي الزيتون في جميع أنحاء إيطاليا وحوالي 500 هكتار وستصل الي أكثر من 2000 هكتار وبمجرد أن تصل هذه الأرقام إلى الحد الأدنى وهو مليون أو مليوني نبتة سيتم إطلاق سوق ائتمان كربون الزيتون.
 وأستطرد المهندس جمعة طوغان قائلا أن زراعة الزيتون تطلق انبعاثات كربونية مثل أي نشاط آخر ولكن خصائص الشجرة وطريقة زراعتها تنتج في النهاية نتيجة إيجابية للكربون حيث تستمر الدورة الخضرية لشجرة الزيتون عدة أشهر خلال العام أكثر من معظم الأشجار وممارسات مثل التقليم تعززها وتزيد من قدرتها على حبس الكربون بخلاف انتاج زيت الزيتون، كما تم حساب أن لترًا واحدًا من إنتاج زيت الزيتون قد يلتقط ما يصل إلى 10.64 كجم من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. 
وأضاف أنه عند الزراعة التقليدية فإن أشجار الزيتون على مسافة 6×6 يمكن أن تنتج ما يصل إلى 10 أو 12 رصيدًا من الكربون للشجرة ونفس الشجرة المزروعة عضوياً سوف تمتص أكثر من ضعف أو ثلاثة أضعاف هذه الكمية، كما يمكن أن يمتص الإنتاج العالمي الحالي لزيت الزيتون انبعاثات مدينة كبيرة مثل هونج كونج وسكانها البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة بمجرد التسجيل في أسواق الكربون ستتغير قدرة حقول الزيتون على حبس الكربون بمرور الوقت ويتم قياسها واحتسابها كل عام  . 
 
                                                                           
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق