انتصارات أكتوبر المجيدة.. يوسف أيوب يكتب: لا نقبل اليأس طريقا

السبت، 08 أكتوبر 2022 07:00 م
انتصارات أكتوبر المجيدة.. يوسف أيوب يكتب: لا نقبل اليأس طريقا

- الإرادة المصرية كسرت مخططات حاولت ضرب التماسك الداخلى القوى.. ووقفت على خط النار لإيقاف زحف تيار الفاشية الدينية

- ثنائية التنمية الشاملة ومواجهة الإرهاب غيرت شكل الدولة وحققت معجزة العبور الآمن والثابت إلى الجمهورية الجديدة

- قوى الشر تضمر الحقد والكراهية وتبث سمومها في شرايين الوطن بنشر الأكاذيب.. والمواجهة الحقيقية مع الفقر والجهل والتخلف



على مدار التاريخ، أثبت المصريين أنهم شعب لا يقبل اليأس طريقاً، فالإرادة المصرية كانت ولا تزال هي الفاعل الرئيسى، فهى إرادة أصلب وأشد من الفولاذ، وعليها انكسرت وتحطمت مخططات حاولت ضرب العقيدة والإرادة والتماسك المصرى القوى.

انتصار السادس من أكتوبر 1973 أحد الشواهد على قوة الإرادة المصرية. فهو الانتصار الذى عبر به المصرى الجسر ما بين اليأس والرجاء، ومن خلاله أعيدت صياغة مفاهيم الأمن القومى، والخطط العسكرية الاستراتيجية، وظهر على السطح نظريات جديدة عنوانها الرئيسى "إرادة شعب كسر جيش ظن أنه لا يقهر".

واليوم تتماثل أمام أعين الجميع، أحد بل أقوى شواهد الإرادة المصرية القوية، التي وقفت على خط النار واستطاعت إيقاف زحف تيار من الفاشية الدينية، أراد أن يحكم قبضته على مستقبل البلد والمنطقة، فتصدت له الإرادة المصرية وقالت له بحسم وقوة: مصر أكبر من أن تحكمها جماعة فاشية.

ومن خط النار واصلت الإرادة المصرية فرض كلمتها وسيطرتها، فانطلقت بعد 30 يونيو 2013، لتضرب الأمثال في المنطقة بأكملها، لتكون مصر كما كانت "القائدة والمحركة"، والمعبرة عن ضمير الأمة العربية.

السؤال الآن.. كيف استطاعت الإرادة المصرية أن تفرض كلمتها؟

بالرؤية المتكاملة والعمل الدؤوب، وترسيخ قيم ومبادئ الانتماء للوطن، والتمسك بمبادئ الخير والسلام والمحبة.

هذه ليست شعارات، وإنما قواعد حاكمة وضعتها مصر وسارت عليها منذ قديم الزمان، وتزداد رسوخاً يوما وراء الأخر، وامامنا الكثير من الشواهد والدلائل التي تؤكد ذلك.

السؤال التالى.. هل الإرادة المصرية لاتزال كما هي صلبة وقوية؟

بدون أي حاجة للتفكير.. نعم بل أشد قوة وصلابة من ذي قبل، لإنها مبنية على أساس متين هدفه الرئيسى الدفاع عن الدولة المصرية وبناء دولة أو جمهورية جديدة تلبى طموحات طال انتظارها من كل المصريين، وهو ما يتطلب مزيد من العمل والعمل والعمل، وفى نفس الوقت الصبر لعبور الصعاب إن وجدت، والأزمات إن ظهرت، حتى نحقق ما اعتبره البعض "معجزة"، ونعتبره نحن "حقاً لنا"، ضاع لسنوات، وها هو اليوم يأتي لنا ويتحقق على يد رجل وطنى شريف، هو رجل الأقدار بكل ما تحمله الكلمة من معانى، هو الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يتمسك بالقوة والإرادة المصرية، ولديه تصميم وعزيمة لا تلين لتحقيق العبور الأمن والثابت إلى المستقبل، وبناء الجمهورية الجديدة التي كانت مجرد حلم، لكنها اليوم تلامس أرض الواقع، متغلبة على كافة التحديات والعدائيات التي علينا أن نعترف بأنها ستظل موجودة ولن تنتهى من حياة أي أمة، لكن الفيصل هنا، هل نكمل المسيرة أم نستسلم، فكان القرار هو المواجهة، رغم تكلفتها الصعبة، ومهما كانت التكلفة فإن مصر والشعب يستحقون الفداء والتضحية.

فكما أبرزت حرب أكتوبر المجيدة مقدرة الإنسان المصري وتفوقه في أصعب اللحظات التي مرت بها مصر والأمة العربية وحققت فيها مصر معجزة العبور، وظل هذا اليوم خالدا في وجدان مصر وشعبها، وفي ضمير الأمة العربية بأسرها وشعوب العالم المحبة للسلام، فإن الحرب على الإرهاب وبناء الجمهورية الجديدة أكدتا أن الإنسان المصرى أقوى من الصعاب والتحديات والعدائيات مهما تنوعت مصادرها.

الحرب التي نخوضها اليوم، هي حرب تنمية شاملة، وتغيير كامل لواقع مأساوى فرضته الظروف على الشعب المصرى لعقود طويلة، واقع لم يكن ليتغير بالكلمات والشعارات والأماني، وإنما كما قال الرئيس السيسى "بالرؤية المتكاملة بعيدة المدى والتخطيط العلمي، وتوفير آليات وعوامل النجاح ثـم العمـل الدؤوب بعزيمـة وإرادة صـلبة من أجل تحويل الرؤية والأمل إلى واقع جديد يسود ويطغى على عثرات الماضي".

واقع كان شديد المأساوية لشعب عظيم لا يستحق الا أن يحيا حياة كريمة، وأمناً في بلده ومطمئنا على مستقبل أبنائه وأحفاده.. هذا الواقع غيرته الإرادة المصرية التي أحياها وتمسك بها الرئيس السيسى، الذى خاض معركة البناء والتنمية للعبور إلى "الجمهورية الجديدة التي نتطلع إليها والتي تلبي طموحات طال انتظارها جيلًا بعد جيل في مستقبل أفضل لهذا الوطن يكون بقدر عراقة حضارته، وعظمة تاريخه".

الجمهورية الجديدة التي قال الرئيس خلال الاحتفال بمرور 49 عاماً على انتصارات أكتوبر المجيدة: "أراها عين اليقين، سوف نحقق معجزة العبور الآمن والثابت إليها، إنها الجمهورية التي تهدف إلى تحقيق تطلعات هذا الجيل، والأجيال القادمة وإلى الانطلاق على طريق التقدم، وامتلاك القدرة في جميع المجالات وبحيث تصبح مصر، دولة حديثة متطورة ينعم فيها المصريون، بمستويات معيشية كريمة.. فكما شاء القدر لجيل أكتوبر، أن يعاصر مراحل تاريخية ذات أعباء جسام، فإن الأجيال الحالية، كانت على موعد أيضًا مع القدر، لتعيش مرحلة غير مسبوقة، في تاريخ مصر الممتد لتعاصر أحداثًا وتداعيات هائلة أمنية وسياسية واقتصادية، يشهدها العالم بأسره".

جمهورية جديدة تجابه عدائيات كثيرة، لعل أبرزها اليوم حرب الشائعات التي تستهدف وعى المصريين، وثقته في دولتهم، وعلاقاتهم بمؤسساتها الوطنية، وهو ما نبه إليه الرئيس بقوله "أنه في ظل هذه الأحداث وتلك الظروف مازالت هناك قوى شر تضمر بـداخلها كـل معانـى الحقد والكراهـيـة، فراحت تبث سمومها، في شرايين الوطن من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والضلالات بهدف إفقاد المواطن الثقة واغتيال معنوياته".

لكن الوعى المصرى وهو وليد إرادة مصرية قوية وصلبة، قادر على مواجهة هذه الحرب الشعواء، فـ"الإنسان المصري صانع الحضارة أكبر وأقوى من تلك المساعي المضللة الكاذبة وأن لديه قدرة فطرية أن يميز بقلبه السليم، وعقله الواعي ما بين الغث والثمين والهدم والبناء وما بين الإخلاص وحب الوطن والشعب والخبث وكراهية هــذا الوطن وشعبه".

ولنا هنا وقفة، ولتكن وقفة تعبوية، نتدارس فيها ما حدث في الماضى، لنستلهم العبر والدروس، لنبنى مستقبل أكثر اشراقاً.

في الندوة التثقيفية الـ36 التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية الثلاثاء الماضى، احتفالاً بمرور 49 عاماً على انتصارات أكتوبر، والتي شهدت فقرات فنية غاية في الروعة، مزجت خلالها بين كفاح وتضحية جيل روى بدمائه الطاهرة تراب الوطن، لتبقى راية مصر مرفوعة، وبين مستقبل يصنعه الأبناء، لتتحول الصحراء إلى أرض خضراء عامرة، في هذه الندوة تحدث الرئيس السيسى عن تجربة مهمة في تاريخ مصر الحديث، يجب أن تكون محل اعتبار ونظر منا جميعاً، لأن قراءة ما حدث في هذه الفترة واستيعابه، وربطه بما حدث في الوقت الراهن، يؤكد أن الدولة بالفعل تغيرت.

الرئيس السيسى قال أن مصر عاشت 15 عاما خلال الفترة من 1967 وحتى 1982، توقفت فيها كل مظاهر الحياة، ولكن لم يتوقف نمو البشر أو مطالبهم من معيشة وتعليم وعلاج وسكن وعمل، وأضاف الرئيس "هناك الكثير من الناس يتحدثون ويؤرخون لمرحلة عامين أو ثلاثة أو لواقع يعيشه أو لتجربة يراها فيتحدث عنها"، لافتا إلى أن حياة الأمم لا تتغير بين يوم وليلة ولا تقاس بعام أو عامين أو ثلاثة أو عشرة أعوام، وإنما "حياة الأمة تاريخ" وأنه من المهم عند التحدث عنها أن ندرك ذلك كمواطنين وحتى كمسؤولين في الدولة"، مؤكداً على أن "ما سنقوم بعمله اليوم ستستمر آثاره الطيبة خلال السنوات القادمة".

وأكمل الرئيس السيسى بقوله أنه لا يعادي أحدا لأن العدو الحقيقي في تقديره هو الفقر والجهل والتخلف، وقال أنه حرص على ألا تؤثر جهود الدولة في حربها على الإرهاب في الدفع بعجلة التنمية وعلى تشغيل كافة قطاعات الدولة بأقصى قدرة لها لتقديم الخدمات للشعب المصري، رغم أنه اذا توقفت عجلة التنمية بسبب الأحداث التي مرت على مصر مؤخرا، فإن المبررات متوفرة، لكن في الوقت نفسه كانت العواقب ستكون صعبة، مشيرا إلى أنه خلال هذه المدة زاد التعداد السكاني 25 مليون نسمة وكانوا بالتأكيد في حاجة لأن تكون كافة القطاعات جاهزة لخدمتهم.

وأوضح الرئيس السيسي أنه وقت حرب أكتوبر كان كل قرش موجها لصالح "اقتصاد الحرب" من أجل استرداد الكرامة والكبرياء وتحقيق النصر الذي نحتفل به اليوم ، مضيفا "أنه كان من الممكن أن نفعل ذلك أيضا وسيكون مُبررًا.. لكننا حاربنا الإرهاب الذي كان يستهدف تعجيز البلاد وإفقارها وتخلفها ونحن لم ولن نمكنه من ذلك ، وسوف نواصل البناء".

هذه الإشارة مهمة جداً لكل مصري ومصرية، ليدركوا الفارق الكبير، بين أن توجه كل الإمكانيات والطاقات لمعركة واحدة، وبين أن تخوض المعركة، وفى نفس الوقت تواصل التعمير والتنمية، وحينما نقول ذلك، فإننا لا نقدح في رؤساء مصر السابقين الذين وجهوا كل الطاقات لمعركة التحرير، لإن الظروف فرضت عليهم ذلك، ورغم ذلك تحمل المصريين معهم نتائج هذا الخيار، فما بالنا والدولة اليوم تحمل في يدها السلاح لمواجهة عدو لا يقل خطراً عن العدو الذى حررنا أرضنا منه، وفى اليد الأخر تعمر وتنمى.

فالرئيس السيسى كان واضحاً وصريحاً مع كل المصريين منذ اللحظة الأولى التي ناداه الشعب لتولى المسئولية، بأنه سيخوض أكبر معركة في تاريخ مصر، معركة التحرير ضد الأفكار التكفيرية والظلامية، وضد كل العدائيات التي تلقى دعماً وتمويلاً لا ينتهى من قوى داخلية وخارجية، ومعركة تحويل الصحراء إلى أراضى خضراء توفر الأمن الغذائي لأكثر من 104 مليون مصري ومصرية، والسكن الملائم للاسر التي كانت تبحث لسنوات عن مأوى لها، ومستشفيات تقدر أدمية المواطنين، وغيرها الكثير والكثير مم المشروعات التي لولاها لوقعت مصر في أول مطب وانهارت الدولة بالكامل، وقتها فقط لم نجد من يقول أن الدولة تخوض حرباً ضد الإرهاب، بل سيقولوا أن الدولة المصرية عجزت وأنكسرت أمام الإرهاب، وباتت دولة أكثر فقراً وأكثر تخلفاً.. لكن هذا لم ولن يحدث، ولن تسقط مصر، ولن تتوقف فيها دوران عجلة التنمية.. وستظل دوماً دولة قوية بإرادة أبنائها وصلابة رئيسها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق