تتمتع بيئة البحر الأحمر البحرية بتنوع بيولوجى كبير عن البيئات المختلفة، حيث أن هناك كائنات بحرية عدة تظهر فى بيئة البحر الأحمر قادمة من بيئات مختلفة ومياه باردة مثل مياه المحيطات، يستعرض اليوم السابع من خلال التقرير التالى الكائنات البحرية التى تم رصدها فى البحر الأحمر لأول مرة قادمة من بيئات بحرية غير بيئة البحر الأحمر.
أول ظهور لتلك الحيوانات الضخمة كان للحوت الأحدب والذى ظهر فى منطقة جنوب القصير، حيث تم رصد تلك الحوت من قبل مجموعة من الغواصين بأحد مراكز الغوص العاملة فى المنطقة الشاطئية الرابطة ما بين مدينتى القصير ومرسى علم.
وقال الدكتور أحمد غلاب باحث بيئى ومدير محمية الجزر الشمالية بالبحر الأحمر، إنه تم إخطار المحميات فى عام 2016 برصد حوت ضخم بمنطقة شواطئ زريب جنوب مدينة القصير، وتبين أن الحوت من فصيلة "الأحدب" الذى يتراوح طوله من 13 مترا حتى 17 مترا وهو يتغذى على الهائمات البحرية حيث يتمكن من سحب كمية من الماء وفلترتها والغذاء على الهائمات البحرية المتبقية بعد فتلرة المياه.
وأضاف الباحث البيئى بمحميات البحر الأحمر، أنه تم رصد تلك النوع من الحيتان فى عام 2012 بمنطقة الجفتون والبحر الأحمر ويعتبر مسار هجرة له بحثا عن الغذاء، وأن تلك النوع من الحيتان من الثدييات التى تلد، وهو مسالم وصديق للإنسان، مؤكدا على أن ظهوره فى بيئة البحر الأحمر يعد دليلا واضحا على التنوع البيولوجى ببيئة البحر الأحمر وامتلاكها لكائنات بحرية نادرة.
وأكد أن ظهور تلك الكائنات الغريبة فى بيئة البحر الأحمر يعد ترويج سياحى كبير، موضحًا أن فى عام 2020 وأثناء الإبحار فى رحلة بحرية جنوب مرسى علم تقريبا 7 كيلو رصد مجموعة من الغواصين ظهور حوت ضخم يبلغ طوله تقريبا 5 أمتار ظهر على سطح المياه لثوان معدودة وسرعان ما غاص فى الأعماق، واكدوا انه الحوت الأحدب الا أن غرفة عمليات المحميات لم ترصد ذلك.
ومن ضمن الكائنات البحرية التى ظهرت فى بيئة البحر الأحمر واصبحت بيئة مناسبة لها لرصدها أكثر من مرة هى مجموعة من الدلافين تسمى " القاتل الكاذب " حيث تم رصدهم اكثر من مرة فى مدينة الغردقة داخل مجموعات بالقرب من شواطئ جزيرة الجفتون خلال وكانت تضم 7 أفراد تسبح وتظهر على سطح المياه فى مجموعة.
من جانبه قال الدكتور محمود دار مدير معهد علوم البحار، إن ظهور تلك الكائنات التى تظهر قليلا يؤكد شعورها بالأمان وتواجد غذائها فى تلك المنطقة، مما يؤكد أن هناك تنوع بيولوجى مميز فى البحر الأحمر بظهور تلك الكائنات مثل الدولفين القاتل الكاذب.
وأكد مدير معهد علوم البحار، أن تلك الدولفين تسمى علميا " killer false whale" ويطلق عليه القاتل الكاذب لوجه الشبه الكبير بينه وبين الحوت القاتل، ويعد من فصيلة الحيتان ويبلغ طوله 5 أمتار، وأول ظهور للدولفين الكاذب بمياه البحر الأحمر حسب تسجيلات رسمية كان فى عام 1985، وأن اخر ظهور تم رصده العام الماضى بالقرب من شواطئ الجونة وظهر أيضا فى منطقة الشيرتون بمدينة الغردقة.
ويشبه الدولفين القاتل الكاذب الحوت القاتل لكنه ليس حوت، وانما دولفين يصل طوله فى اغلب الاحيان إلى 5 أمتار، وهو مسالم ونظرا لندرة مشاهدة هذا النوع من الدلافين يضاف رصده إلى قائمة الكائنات البحرية التى تم رصدها فى البحر الأحمر خلال السنوات الماضية وبينها والحوت الأحدب وسمكة الشمس، والحوت الأحدب.
وسجلت مصر ظهور 3 أنواع من الحيتان، فى البحر الأحمر، هم: البريدى والأحدب، والأزرق حيث ظهر الحوت الأحدب لأول مرة فى 2016، وآخر مرة كانت فى أغسطس 2018، وبعد ذلك بفترة تم رصده نافقا على الشواطئ السعودية.
القرش الحوتى هو أكثر الكائنات البحرية ظهورا فى البحر الأحمر حيث تم رصد اكثر من 10 مرات من قبل بشواطئ الغردقة ومرسى علم وشواطئ جنوب سيناء وخليج السويس، وهى من الأسماك المسالمة ويطلق عليها العاملين بالنشاط البحرى عدة أسماك من بينها " بهلول" أو " الحوت المسالم".
يصنف القرش الحوتى من ضمن مملكة القروش وهى ليست من المفترسات، وتتغذى سمكة القرش الحوتى على الهائمات البحرية عن طريق سحب كمية كبيرة من المياه غنية بتلك الهائمات وفلترتها من المياه، وتعد من الأسماك المهاجرة، حيث تأتى إلى البحر الأحمر مسار هجرتها من المحيطات بحثا عن الغذاء، وظهورها المتكرر دليل على توافر غذائها ببيئة البحر الأحمر.
وتأتى تلك السمكة للبحر الأحمر من المحيط الهندى، مرورا بمضيق باب المندب، ثم دخولا للبحر الأحمر، ومحميات البحر الأحمر سجلت أماكن ظهور القرش الحوث فى البحر الأحمر، ومنها مناطق جزيرة الأخوين، وما بين جبال الجفتون الصغير والكبير، ومنطقة الفانوس والفنستون.
وأصدرت محميات البحر الأحمر من قبل عدة ارشادات منها عدم محاولة لمس أو ركوب أو مطاردة القرش الحوت، وعدم محاولة تغيير مساره، وعند رصده فإنه يتم السماح للقرش الحوت بالتحرك والتصرف بشكل طبيعى وعدم مضايقته.
واكد أن رجال محميات البحر الأحمر رصدوا هذا النوع من الأسماك فى الغردقة منذ عدة سنوات مضت، حيث تعاملت محميات البحر الأحمر مع ظهور تلك النوع من الأسماك باحترافية شديدة، وقامت بعملية رصد لظهوره وأماكن تواجده، وأصدرت نشرة إرشادية للتعامل معه، بعد دراسة السمكة جيدا والتأكد أنها سمكة مهاجرة ومن نوع القروش، وهى مسالمة وصديقة للإنسان.
كما تم رصد سمكة الشمس النادرة والمهددة بالانقراض بالقرب من شواطئ مدينة مرسى علم وهو حدث فريد من نوعه كما اكد العاملين فى النشاط البحرى والبيئة البحرية، حيث رصدها مجموعة من الغواصين، بمياه البحر الأحمر عند قيامهم برحلة غوص وهى من الأسماك النادرة التى تعرف أيضا باسم "مولا مولا".
وتعد سمكة الشمس والتى تعرف ايضًا باسم سمكة المحيط، مولا مولا، أو مولا المشتركة، هى أثقل الأنواع المعروفة من الأسماك العظمية فى العالم، يتراوح معدل وزن السمكة البالغة منها ما بين طن إلى 2 طن ونصف، وأن النظام الغذائى لها يعتمد على قناديل البحر والحبار، والقشريات والأسماك الصغيرة ويرقات الأسماك، هذه المجموعة من المواد الغذائية تشير إلى أنها سمكة تتغذى على مستويات عديدة، من السطح إلى المياه العميقة، وأحيانا وصولا إلى قاع البحر فى بعض المناطق، وهى تستهلك كمية كبيرة من المواد الغذائية للحفاظ على حجمها.
وتقضى تلك السمكة حياتها كلها فى المحيطات المفتوحة، ومن المرجح أنها تقضى معظم وقتها فى المياه القريبة من السطح، وهى سمكة تعيش فى طبقات أكثر دفئا من الماء فى الليل، على عمق 12 إلى 50 مترا وانها سمكة مسالمة، كما أن لحمها قد يحتوى سمومًا، وتلعب سمكة الشمس دور هاما فى الحفاظ على التوازن البيئى ويندر مشاهدتها فى المياه الضحلة نظرًا لكونها من أسماك الأعماق، وهى ضمن قائمة الأسماك المهددة بالانقراض، وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولى لصون الطبيعة.
