المرأة المصرية تخترق أبواب المناصب القيادية بالأزهر والأوقاف

السبت، 15 أكتوبر 2022 11:00 م
المرأة المصرية تخترق أبواب المناصب القيادية بالأزهر والأوقاف
منال القاضي

- لأول مرة تعيين إمراة مستشارة لشيخ الأزهر وبمجمع البحوث الإسلامية وتقترب من هيئة كبار العلماء

- انتشار للواعظات بالمحافظات وخرجن ضمن قافلة دعويه لدولة السودان.. واعتماد 5 مجالس إفتاء نسائية

 
من منصة القضاء إلى الإفتاء والدعوة، احتلت المرأة المصرية مكانتها الطبيعية التي كانت محرومة منها لسنوات طويلة، ولم يكن ذلك ليتحقق الا بدعم من القيادة السياسية، التي خصصت 2018 عاماً للمرأة، وفتحت الباب لتفعيل دور المرأة في بناء المجتمع والاستفادة من طاقاتهم.

وخلال السنوات القليلة الماضية، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على منح المرأة المصرية المكانة التي تستحقها، سواء في المناصب التي كانت بعيدة عنها، وصولاً إلى تعديل في التشريعات التي كانت تقف حائلاً أمام حصول المرأة على حقوقها.

ومؤخراً دخلت المرأة وبقوة باب المؤسسات الدينية، سواء في الأزهر الشريف أو الإفتاء أو وزارة الأوقاف، باختيار سيدات في عدة مناصب قياديه بخلاف عمداء الكليات الشرعية بالأزهر لفرع البنات، ولم يتبق سوى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فهى الهيئة الوحيدة الآن التي تخلو من الوجود النسائى، وإن كانت وتيرة الأحداث تؤشر إلى أن المرأة مقبلة عليها خلال الفترة المقبلة.

ومؤخراً قرر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تعيين الدكتورة نهلة الصعيدي عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، في منصب مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، وبعدها تم تكليف الدكتورة فاطمة الأحمر، للقيام بمهام رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، لتكون أول امرأة في تاريخ الأزهر تتولى منصب رئيس الإدارة المركزية لأحدى المناطق الازهرية.

وبعد 2013 برزت المرأة في الأزهر، وكان للدكتورة مهجة غالب عميدة كلية الدراسات العربية والإنسانية، مواقف قوية في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، حائط سد أمام الفكر المتطرف، فرغم أنها كانت في مرمى الهجوم الإخوانى المستمر الذى وصل درجة الاعتداء عليها داخل مكتبها بالجامعة، لكنها رفضت الاستسلام لفكر الاخوان الإرهابى، وضربت مثالا للمرأة المصرية القوية المدافعة عن الدولة المصرية مهما كلفها ذلك، مما دفع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لتكريمها وكلفها بتمثيل الأزهر في البرلمان والمشاركة في لجنة الخمسين لإعداد الدستور، كما عينها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة عضواً بلجنة المرأة والأسرة والطفل بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وتشغل الآن منصب رئاسة لجنة مجلة الكلية "الزهراء العلمية المحكمة".

كما كلف شيخ الأزهر، الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة وعميدة كلية الدارسات بالأزهر في منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الوعظات لتكون أول سيدة تتولى هذا المنصب بالأزهر.

وفى الأوقاف برزت المرأة المصرية كواعظة، ولأول مرة تدفع الوزارة هذا العام بتسع واعظات في موسم الحج ضمن تشكيل فريقها للوعظ والإفتاء بالمشاعر المقدسة، وأكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة أن الدفع بالواعظات في موسم الحج كان له دور عظيم، مشيراً إلى أن الوزارة كرمت الواعظات "لأنهن يسحقن ذلك، خاصة أنهن نفذن خطة العمل الدعوى بالحج بالشكل المثالى، ومثلوا الوزارة بشكل جيد"، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يشهد موسم الحج العام المقبل زيادة العدد.

وبدأت وزارة الأوقاف في الاستعانة بالمرأة كواعظة في 2014 بتعيين ثلاثة، حيث كان يطلق عليهم المرشدات، وقام الدكتور محمد مختار جمعه باختيار أفضل الكفاءات من المتقدمين للعمل الدعوى التطوعى بدون أجر، اسهاما من المرأة في الحفاظ على مصلى السيدات من زوجات الاخوان الذين كانوا يستغلون مصلى السيدات بالمساجد لتحريض السيدات والفتيات ضد الدولة وللانضمام لصفوف الاخوان، وبعدها تم تعيين 144 واعظه ومنحهم تصريح بالخطابة بمصلى السيدات كدفعه أولى وبعد عام تم تعين 450 واعظه أخرى.

وفى 2019 كرم الرئيس عبد الفتاح السيسى، الدكتورة يمنى أبو النصر، واحدة من أبرز الواعظات المتطوعات للعمل الدعوى فى وزارة الأوقاف، التى أثبت جدارة كبرى فى هذا المجال وأثقلته بالدراسة والعلم، فاستحقت أن تنال تكريم من الرئيس فى احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف، وكانت أول واعظة يتم تكريمها من الرئيس فى هذه الاحتفالية السنوية، وقالت عن ذلك وقتها :"شعرت أننى أحلم وخاصة أنه التكريم الأول للمرأة فى هذا المجال".

وقبل التعيين وضعت وزارة الأوقاف خطة تدريب للواعظات على يد علماء الازهر بأكاديمية الأوقاف بمسجد النور بالعباسية، وبعدها تم تدريبهم على مهارات الاتصال بكليه الاعلام بجامعة القاهرة، كما نظمت دار الإفتاء دورات تدربيه للائمه والواعظات للتدريب على علم الفتوى.

وسبق أن أعلنت وزارة الأوقاف، اعتماد 5 مجالس إفتاء، و9 مجالس إقراء جديدة للواعظات بين المغرب والعشاء يوم السبت من كل أسبوع، مؤكدة أن ذلك يأتى في إطار عنايتها بدور المرأة وإشراكها في الأنشطة الدعوية والقرآنية والتثقيفية، وفي إطار الدور الريادي الذي تقوم به الوزارة في نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وفي ضوء ردود الفعل الإيجابية لمجالس الإفتاء والإقراء التي عقدتها الواعظات والمطالبة المجتمعية بالتوسع فيها.

وبالتنسيق بين الوزارات المعنية مثل التربية والتعليم والمجلس القومى للمرأة تم توزيع عدد من الواعظات على المحافظات خاصة بالاماكن المستهدفة، وتم دمج الواعظات مع الراهبات في القوافل الدعوية والتوعوية بالقضايا التي تهم المرأة ومنها مبادرة طرق الأبواب ضمن قافله دعويه لتوعية المرأة في صعيد مصر بقضية الختان وتحديد النسل لتنظيم الاسرة وغيرها من القضايا الأخرى.

وامتد دور الواعظة على المستوى الدولى وخرجت واعظات الأوقاف في قافلة دعويه لدولة السودان واستمرت 12 يوما على التوالي، كما شاركت فاطمة موسىى واعظة بالأوقاف بالمسابقات الكبرى الدوليه لحفظ القران، حيث حرصت الاوقاف على مشاركة واعظات في فعاليات المسابقات العالمية لحفظ للقرآن الكريم، وكان لهن حضور مكثف.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق